28-12-2017 01:40 PM
بقلم : روشان الكايد
لسنا دعاة تشاؤم ، أو حتى باعثين للإحباط واليأس ، لكن ما تمر به المملكة من ظروف إقتصادية خلق حالة من التخوف من المستقبل القريب ، تهديدات ترامب وتوتر العلاقات مع الولايات المتحدة كان نتاج تمسك الأردن بموقفه الثابت والمشرف تجاه مسألة القدس الشريف ، ولم تكتفي الولايات المتحدة بل هنالك دولا شقيقة قصرت هي الأخرى عن تقديم المساعدات ..
إن هذه الضربة تعبر عن كمية التحدي الذي يخوضه الأردن ، وإن هذه المستجدات كانت ثمنا لعدم التزليف والمراهنة على مقدسات لا تقدر بثمن .
ونتيجة لأهمية الأردن ، وتعاطيه مع الدول المتصارعة والمستقرة بعلاقاته الودية والمحورية ، بدأت دول هامة كتركيا وقطر تخطب ود الأردن ، وذلك لأن الأردن فاعل قوي في المنطقة وصاحب مكانة دولية مهمة ، وهذا قد يفتح آفاقا واسعة لتعاونات جديدة .
المرحلة القادمة تحد للأردن على المستوى الداخلي والخارجي ، وبات عداد المساعدات يلوح بالرقم الصفري ، والمديونية في ارتفاع ، وإن تراشق التهم والتلويح بأصابع الاتهام لن يفيدنا ، بل إن ما يهمنا هو أن نتكاتف حكومة وشعبا لنثبت للعالم أننا قادرين على الصمود من غير حاجتنا لكم ، لربما الكلمات سهلة لكن التطبيق صعب ومتعب وفيه أزمة وجود حقيقية لدولتنا العريقة .
إن التحديات الجديدة لا تحتمل المغامرة والمضي دون تأني وبخطوات مدروسة ، وبالتالي حكومتنا الحالية لا يمكنها إيجاد الحلول الجذرية الكافية ، وهي غير قادرة على تحمل أعباء المرحلة القادمة بمختلف تحدياتها وتعقيداتها ..
ولأنها مرحلة صعبة وتحتاج لرجل يدرك صعوبتها ، أصبح يلوح بالأفق اسم يحظى بقبول شعبي كبير ، وهو حفيد الأسرة الرفاعية العريقة ، حيث لا يخفى على أنه الأجدر لقيادة المرحلة المقبلة بكل مافيها من تحديات فهذا السياسي المحنك دولة رئيس الوزراء الأسبق سمير الرفاعي هو الأكفأ لمرحلة لا تحتمل المغامرات أو المراهنة ، ولن تكون الوجوه الجديدة على قدر من الحنكة ، فهي مرحلة الخبير بامتياز ، حيث نحتاج لرجل له باع ويدرك كل الملفات ، ويتفنن في إيجاد الحلول المرجوة ، فهذا الرجل يعي خطورة الموقف نتاج خبرته وامتداد أسرته السياسية الكبيرة .
إن كل تلك التحديات بمستوياتها المختلفة ، وتعقيداتها الاقتصادية والسياسية ، على المحور المحلي والإقليمي والدولي ، في بيئة اقليمية تتخبط في صراع ملتهب ، تحتاج لبذل أكبر قدر ممكن من المجهود .
تفتح المرحلة القادمة العديد من التساؤلات ، إذا ما قامت الولايات المتحدة حقا بقطع المساعدات ؟؟ وهل ستغض النظر عمليا عن موقع الأردن وأهميته ؟؟ وهل التعاونات الجديدة ستجلي سحب التضييق عن الأردن ؟؟؟