حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الثلاثاء ,8 يوليو, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 42884

قصتنا مع مركز الحسين للسرطان

قصتنا مع مركز الحسين للسرطان

قصتنا مع مركز الحسين للسرطان

27-12-2017 02:43 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : غيث هاني القضاة
لم يخطر في بالي أنا وزوجتي أننا سنُضيف الى ذكرياتنا في هذه الحياة ذكرى ستوجعنا دائما بلا شك، تتعلق بالموعد المحدد لأحد أبنائنا ذو الخمسة عشر عاما من أجل الحصول على الجرعة الكيماوية في مركز الحسين للسرطان ، بعد أن اكتشفنا اصابته بمرض سرطان (الليمفوما) قبل عدة أشهر ،فهذه هي الحياة؛ تُذيقنا أحيانا أفاويق نستحليها، وأحيانا أخرى نتجرعُ المرارة والألم لوجع غالٍ قريب أو لفراق حبيب! ونبقى ما بين هذه وتلك، تُقلبنا الاقدار كيف تشاء ،ولا يفوز بها الا من صبر واحتسب وأحسن التوكل على الله .
كان وقع ُ الخبر علينا شديداً، فلقد توقعنا كل شيء الا هذا! وكنا كمن ضُرب في أرض الحَلَبة فاختلّ توازنه في بداية المطاف ، ولكننا تمالكنا أنفسنا واستعنا بالله ،وبدأت رحلة العلاج التي تعرّفنا من خلالها على عالمٍ كنا نجهله وكنا نسمعُ عنه ونسأل الله أ لا نكون مكانهم ! وكنا أحيانا نتبرعُ في بعض الصناديق المنتشرة هنا وهناك للمركز ، ونقوم بالدعاء لمن نتبرع لهم ،واهمين أننا لسنا المقصودين بهذا التبرع !وذلك بحكم طبيعتنا البشرية التي تستبعد الشر والالم و لا تتوقعه ! ثم كانت أول زيارة لنا للمركز لنسمع الترتيبات وماذا سنفعل وكيف سنتصرف، وما هي الاحتمالات والتوقعات، وماهي فُرص النجاة والنجاح ،وغير ذلك من الأسئلة التي باتت تُقلقنا وتأسرُ تفكيرنا وتُحيط بنا من كل جانب ،وقد ضاقت الحياةُ علينا حينها برغم وسعها .
خفّف مصابنا في بداية الطريق تلك الابتسامة التي لا تفارق موظفي الاستقبال عند استقبال حالتك وتشخيصها في المركز ، وذلك الامل والتفاؤل الذي يزرعونه فيك بذكرهم حالات عديدة قد أصيبت وشُفيت تشجيعا لك وتثبيتا منهم ،وخفّف مصابنا أكثر تلك الاحترافية والإنسانية التي يتمتعُ بها الأطباء والطبيبات والممرضين والممرضات والاداريين وغيرهم عند الجلوس معهم وتشخيص المرض وترتيب رحلة العلاج والاثار المتوقعة للعلاج ،وأن نسبة الشفاء ستكون كذا وكذا ،وكله بالمناسبة قائم على دراسات علمية دقيقة لديهم ،وبالفعل بدأت خطة العلاج ونحن ننتظر ونراقب بعين الحرص والحذر والخوف والوجل والأمل والدعاء والرجاء.

خفّف مصابنا أكثر عندما بدأنا نراجع المبنى الجديد للمركز والذي ساهم في انشائه القطاع الخاص والعام ،في تناغم جميل بينهما حيث ستجد غرفاً خاصة قام بعضهم بتأثيثها وترتيبها على حسابهم الشخصي وتم وضع أسمائهم عليها تقديرا لجهودهم في ذلك ، وبذل المركز جهدا شديدا وواضحا في تأمين راحة المريض وخصوصيته وتأمين راحة المرافقين معهم كذلك ،وكنت أخاطب زوجتي قائلا بأن هذه الراحة مقصودة بحد ذاتها ومدروسة ، إبتداء من النظافة الشديدة والعناية بالتعقيم في جميع مرافق المركز ،مرورا بالدقة في المواعيد والتذكير بها وإعطاء الجرعات في وقتها المحدد، والحرص الشديد لديهم عند صرف الادوية وذلك بتأكدهم من الاسم الرباعي ووجود بطاقة المريض معك لأن الخطأ في هذه الحالات غير مسموح ،فهو بحاجة الى نظام رقابي متقدم وحازم وهو الامر الذي لاحظناه وتأكدنا منه .
يقف خلف نجاح المركز بلا شك إدارة وقيادة قوية من مدير ورئيس مجلس إدارة وفريق عمل مميز ، يعرفون تماما الذي يحتاجه مريض السرطان، ويعرفون تماما كيف يجعلون هذا المركز في مصاف الدول المتقدمة في هذا المجال، حيث يُعدُ من المراكز المصنفة عالميا وترتيبه متقدم جدا بين الدول ،ويأتيه الاشقاء العرب ومن جميع دول العالم، كمركز متقدم جدا للعلاج.
لا يسعني الا أن أشكر طاقم الأطباء المميز وطاقم التمريض الراقي في هذا المركز دون تحديد الأسماء فهم كُثُر ،والذين لو كنا مكانهم لقدّرنا بحق ماذا يعني أن تعمل مع هذه الفئة الحساسة ،وماذا يعني استيعاب المريض واستيعاب أهله ،وماذا يعني ضبط الاعصاب والتحكم بها أمام عصبية البعض ونزق الاخر واستعجال مرافقين أو بؤس مريض هنا أو هناك، فالحالات كثيرة تبدا من أطفال بعمر الأشهر المعدودة وتنتهي برجال ونساء بلغوا من الكبر عتيا ! ثم شكرٌ و تقدير خاص لقيادة المركز وادارته والذين يستحقون منا كل الدعم بكل ما أوتينا من طاقة ، فلا تبخلوا بدينار او بنصفه عند شرائكم، للتبرع لهذه الفئة والتبرع لهذا المركز و الذي بإذن الله ينقذ حياة الالاف سنويا قد تكون أنت منهم ذات يوم لا قدّر الله، خصوصا إذا علمنا أن عدد الإصابات الجديدة بمرض السرطان في الأردن سنويا تُقارب التسعة الاف حالة ،وهو الامر الذي يحتاج بلا شك الى دراسات متخصصة لمعرفة الأسباب التي يستطرد بها البعض ويُشكك بها آخر ،ولكنها ظاهرة مقلقة قد تصيب أي شخص في اية مرحلة من عمره .
لا استطيع أيضا إلا أن اشكر طاقم وإدارة مدارس وأكاديمية الرواد وهي المدرسة التي يدرس فيها إبني ،والذين أبدوا تعاطفا كبيرا و إنسانية غير مسبوقة ساعدتنا في تخطي هذه العقبة، ثم دعائي لابني و لجميع المرضى والمصابين أن يشفيهم الله تعالى ويعافيهم من الاسقام والامراض.









طباعة
  • المشاهدات: 42884
ما رأيك بأداء وزارة الاستثمار برئاسة مثنى الغرايبة؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم