حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الثلاثاء ,8 يوليو, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 27005

حقيقة الكيان المترنح

حقيقة الكيان المترنح

حقيقة الكيان المترنح

16-12-2017 08:39 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : العميد المتقاعد عبدالرحمن نصرالله
تمتد جذور الصراع العربي الإسرائيلي في العصر الحديث إلى ما يزيد عن مئة عام حين صدر وعد بلفور إبّان فترة الانتداب البريطاني،

آنذاك، بدات بوادر هذا الصراع تطفو على السطح ومنذ ذلك التاريخ بدات الامتين العربية والاسلامية التصدي لمحاولة منع نحقيق اليهود لاحلامهم باقامة دولتهم على ارض فلسطين.

إلا انه ونتيجتة لظروف الامة العربية و للدعم اللا متناهي لليهود من قبل الدول العظمى في ذلك الوقت و خصوصا بريطانيا، فقد استطاعت العصابات الصهيونية تكوين موطئ قدم لها على ارض فلسطين ببناء بعض المستعمرات رغم المقاومة الباسلة التي ابداها الفلسطينيون والعرب على حدٍ سواء.

ومع ذلك، تمكن اليهود بدعم من الحركة الصهيونية من احتلال اجزاء إضافية كبيرة من ارض فلسطين عام 1948 زيادة عن الأراضي التي خصها لهم قرار التقسيم رقم (191) وقد أعلنوا دولتهم على نحو 78% من اراضي فلسطين وظل الفلسطينيون دون دولة يعيشون في الضفة الغربية وقطاع غزة دون تواصل جغرافي.

إن المشروع العدواني الصهيوني لم يتوقف عند هذا الحد بل مضى إلى أبعد من ذلك بعد العدوان الاسرائيلي عام 1967 فاحتلت الضفة الغربية وقطاع غزة وهضبة الجولان السورية وسيناء المصرية.

ويحاول الاسرائيليون متذ ذلك الوقت التحكم في إدارة الصراع مع الامة العربية بتحالف وثيق مع الولايات المتحدة و ذلك لتحقيق مزيد من طموحاتهم اللا مشروعة و نقل الصراع الرئيسي الا و هو ( احتلال ارض فلسطين و اقامة دولة اليهود على هذه الارض ) و تهميش هذا الصراع و اقصائه و صرف النظر عنه بصراعات ثانوية هامشية تطفو على السطح بين الحين و الاخر

إن محور الصراع هو اقامة دولة غير شرعية على ارض عربية ولقد مر هذا الصراع بمراحل متعددة اولها كان احتلال اجزاء كبيرة من ارض فلسطين و محاولة اقامة هذه الدولة عليها.

وتحاول اسرائيل تجزئة الصراع و الاستفراد بكل دولة و التفاوض مع كل دولة على حدة بهدف تقزيم هذا الصراع ونتيجتا لذلك تراجع الموقف العربي إلى المطالبة بدولة فلسطينية على حدود عام 1967.

ومن خلال هذه السياسة حاولت اسرائيل تجذير ذلك في اذهان وعقول العرب و من ورائهم شعوب العالم كله و بعد هذه المرحلة لجأت الى خلق و اختلاق ازمات و قضايا و ذلك لصرف النظر و الابتعاد كثيرا عن القضية الرئيسية الا و هي احتلال فلسطين كاملة وإقامة اسرائيل ورافق ذلك بناء المستوطانت على اراضي الفلسطينيين المصادرة وهدم بيوت الفلسطينيين بما في ذلك ضم القدس المحتلة عام 1967 ومحاولة تهويد المدينة والمس بالمقدسات الاسلامية والمسيحية فكان اشعال النار في المسجد الاقصى والاعتداءات المستمرة على المصلين هناك وحظر وصولهم عبر الحواجز العسكرية المحيطة بمدينة القدس.

واستمر العدوان الاسرائيلي على المقدسات وبلغ ذروته عندما امر نتنياهو بحفر نفق يمتد تحت المسجد الاقصى مما اشعل فتيل ازمة خطيرة مع قوات الامن الوطني الفلسطيني فنشبت اشتباكات بالاسلحة ادت الى استشهاد عدد من تلك القوات ومقتل عدد من افراد جيش الاحتلال.

وتمادت اسرائيل في شروطها خلال المفاوضات فاشترطت الاعتراف بيهودية الدولة بهدف طرد نحو مليوني فلسطيني من المناطق المحتلة عام 1948 وهو ما رفضه الجانب الفلسطيني والعرب عموما باعتباره مطلبا لترسيخ كيان عنصري يستهدف الوجود الفلسطيني هناك.

ان اطماع اسرلئيل تتجاوز ارض فلسطين فاستراتيجيتها تستهدف اقامة ما يسمى ب "اسرائيل الكبرى" من النيل الى الفرات.

ولقد جاء اعتراف الولايات المتحدة بالقدس عاصمة لكيان احتلال منافيا للقانون الدولي ولاسس مبادرة السلام العربية ولاتفاق اوسلو واتفاقية القاهرة التي كلها اجمعت على ان حل القدس وقضية اللاجئين والمستوطنات والحدود تأتي خلال المفاوضات حول الوضع النهائي لكن الرئيس الامريكي ترمب استبق ذلك ونصب نفسه مالكا لارض الفلسطينيين بمنحه القدس عاصمة لإسرائيل.

وتلجأ اسرائيل الى ذلك في اطار محاولتها للإبقاء على هذا الكيان الذي يواجه تناميا سكانيا فلسطينيا اصبح يفوق بعدده عدد اليهود في فلسطين كلها برغم الاجراءات التعسفية ضدهم كالاعتقالات وهدم المنازل وحظر البناء واعمال القتل المتعمد الذي ارتقى الى جرائم الحرب.

لقد انتهزت اسرائيل الضعف العربي بعد ما يسمى بالربيع العربي وتدمير البنية العسكرية والتحتية وتهجير ملايين العرب من اوطانهم بسبب الهجمات الارهابية التي شنها تنظيم داعش في كل من العراق وسوريا ودول اخرى.

ان الامة العربية و الاسلامية امة عظيمة سرعان ما تفوق من غفوتها و توقظها الازمات و اذا ما التفت هذه الامة حول قضاياها فان المعادلة ستتغير في لمح البصر و سيظهر ضعف اليهود فاليهود على ارض فلسطين لا يتجاوز عددهم السبعة ملايين , اكثر من تسعون بالمئة منهم يحملون جنسيات اخرى ياتون الى فلسطين اما من اجل خدمة العلم او من اجل الاعياد الدينية و الطقوس التي يمارسونها على ارض فلسطين بما في ذلك مصالحهم الاقتصادية من خلال الارتزاق من وجودهم في المستوطنات. ثم يعودون الى اوطانهم.

ان المستوطنين يعيشون في مستعمرات متناثرة و اثناء زياراتي المتكررة لفلسطين المحتلة كانت غالبية هذه المستعمرات خالية من السكان و مهجورة من الداخل و ليس لليهود حوافز و دوافع للبقاء على ارض فلسطين و على عكس ذلك فكل فلسطيني على ارض فلسطين جذوره تمتد الى الاف السنين و كل عربي خارج ارض فلسطين له فيها حق تاريخي لا يمكن ان يتنازل عنه و لكل مسلم على ارجاء هذه الارض ذلك الحق فكيف يمكن لهذا الكيان ان يستمر بالبقاء .
وفي الختام اقول لكل العرب ان الخطيئة الكبرى هي الجلوس مع الاسرائيليين على طاولة المفاوضات كون ذلك يحمل في ثناياه الاعتراف لهم بالحق و لو على اجزاء من ارض فلسطين بما في ذلك منحهم الوقت لتحقيق اهدافهم لا سيما وأنهم لم ولن يلتزموا باي اتفاق سابق او مفترض عقد مع دول عربية او الفلسطينيين ومثال ذلك الاتفاق بشأن الرعاية الهاشمية للاماكن المقدسة وفقا لاتفاقية وادي عربة و التي لا و لم يمكن ان يساوم او يتنازل عنها الهاشميين حماة و حراس المقدسات الاسلامية في القدس و على راسهم جلالة الملك عبدالله الثاني حفظه الله و رعاه و لقد كانت ردود فعل الهاشميين عنيفة ضد اي محاولة للمساس بالمقدسات الاسلامية و المسيحية على حد سواء و المسجد الاقصى على وجه الخصوص .
(العميد المتقاعد عبدالرحمن نصرالله, محلل سياسي و خبير بالشؤون الفلسطينية)








طباعة
  • المشاهدات: 27005
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
16-12-2017 08:39 PM

سرايا

2 -
سلمت يمناك ... كلام سليم... علينا ان لا نعطي مجال للاحتلال او لأمريكا تهميش القضيه الفلسطينيه ... وبالرغم من هذا التهميش الا اننا نرى صحوة وطنيه قوية تجاه القضيه والقدس وقلم امثالك سيصاحب الصحوة بثقافة لا يستهان بها
17-12-2017 02:16 PM

كفاح عبد المهدي

التبليغ عن إساءة
3 -
سلمت يمناك ... كلام سليم... علينا ان لا نعطي مجال للاحتلال او لأمريكا تهميش القضيه الفلسطينيه ... وبالرغم من هذا التهميش الا اننا نرى صحوة وطنيه قوية تجاه القضيه والقدس وقلم امثالك سيصاحب الصحوة بثقافة لا يستهان بها
17-12-2017 02:16 PM

كفاح عبد المهدي

التبليغ عن إساءة
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
ما رأيك بأداء وزارة الاستثمار برئاسة مثنى الغرايبة؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم