13-12-2017 05:10 PM
سرايا - قائل هذه العبارة هو نجم الدين أيوب والد صلاح الدين الأيوبي _ رحمهما الله _ وقصة ذلك أن نجم الدين أيوب كان أميرا على تكريت التي تقع على الضفة اليمنى لنهر دجلة من الشرق وعلى بعد 180 كم شمال مدينة بغداد .
في يوم من الأيام سأله أخوه أسد الدين , فقال له : يا أخي لماذا لا تتزوج ؟ لقد تأخرت كثيرا عن الزواج . فرد عليه نجم الدين , لا أجد من تصلح لي زوجة , فقال له أخوه أسد الدين , إذن أنا سأختار لك زوجة , فقال مَنْ ؟ قال أخوه : بنت السلطان محمد السلجوقي , أو ابنة الوزير نظام الملك , فقال نجم الدين : إنهما لا تصلحان لي زوجة , فتعجب أخوه من رده , فيقول له : ومن تصلح لك زوجة إذن , فيقول نجم الدين لأخيه : إنما أريد زوجة صالحة تأخذ بيدي إلى الجنة , وأنجب منها ولدا تحسن تربيته حتى يكون فارسا ويعيد لنا بيت المقدس المحتل من قبل الصليبيين , فكان نجم الدين قلبه وعقله معلقين في بيت المقدس .
فقال له أخوه أسد الدين : هيهات هيهات أن تجد مثل هذه الفتاه ! فقال له نجم الدين : من أخلص النية لله رزقه، الله ووفقه إلى ما يريد .
وفي يوم من الأيام كان أحد الشيوخ في مسجد من مساجد تكريت , فدخل عليه نجم الدين ليتحدث معه , فبينما هو في الحديث , جاءت فتاه إلى الشيخ لتتحدث معه من وراء الستار , فاستأذن الشيخ من نجم الدين ليكلم الفتاه التي تريد الحديث معه . سمع نجم الدين كلام الشيخ وهو يقول لها : لماذا رددت الفتى الذي أرسلته إلى بيتكم ليخطبك ؟ فقالت الفتاه له : يا شيخ والله ونعم الفتى الذي أرسلته , إنه جميل , وله مكانة عالية ومرموقة في المجتمع ولكنه لا يصلح زوجا لي . فقال لها الشيخ: وماذا تريدين ؟ , فقالت: أريد فتى يأخذ بيدي إلى الجنة وأنجب منه غلاما يصبح فارسا ليعيد للمسلمين بيت المقدس من الصليبيين, هذه الكلمات هي الكلمات نفسها التي قالها نجم الدين لأخيه أسد الدين.
فعندما سمع نجم الدين هذا الكلام من الفتاه نادى على الشيخ وقال له : أريد أن أتزوج هذه الفتاه فقال له الشيخ : إنها من عائلة فقيرة لا تصلح لك وأنت أمير تكريت !! فرد نجم الدين على الشيخ فقال: هذه الفتاة التي أبحث عنها وأريدها أن تكون لي زوجة ؛ لأن هدفها هو هدفي تحرير بيت المقدس من المحتلين.
وبالفعل تم الزواج منها وأنجبت منه ولدا فارسا شجاعا حرر بيت المقدس من المحتلين ذلك الشاب الفارس هو صلاح الدين الأيوبي _ رحمه الله _ الذي وافته المنية في 4 آذار عام 1193 م فعندما فتحوا خزانته الشخصية لم يعثروا فيها على ما يكفي من المال لتغطية نفقات جنازته لأنها ذهبت جميعا في الصدقات .
واليوم نتباكى على القدس الذي يريد المحتل أن تكون له عاصمة إلى الأبد لكن الله _عز وجل _ سيجدد للأمة صلاحا جديدا يحرر بيت المقدس من المحتل استنادا لبشرى الرسول _صل الله عليه وسلم _ الذي بشرنا بقوله : ( لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا اليهود , حتى يقول الحجر يا مسلم تعال ورائي يهودي فاقتله ) عسى ذلك أن يكون قريبا .
أ .د/ غالب محمد الشاويش
9/12/2017