حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الأحد ,6 يوليو, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 24836

دمقرطة الخاوة

دمقرطة الخاوة

دمقرطة الخاوة

13-08-2017 02:29 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : رايق عياد المجالي/أبو عناد
على ضوء بدء إفتتاح المقرات الانتخابية منذ بداية الأسبوع المنصرم ومن خلال ملاحظتي لكل أنواع التفاعلات سواء على ارض الواقع أو على صفحات التواصل الإجتماعي تبين لي -بالرغم من أننا نمارس هذه العملية التي نسميها عرسا ديمقراطيا على مدى ثلاثة عقود- أننا نتراجع حضاريا وثقافيا إلى أكثر من ثلاثمائة عام ويتضح ذلك من خلال عدة أفكار وسلوكيات شاعت وترسخت في المجتمع :
أولا -مع أنه من المفترض أن تكون الإنتخابات هي وسيلة الشعب لحكم نفسه وللرقابة على السلطة التي تنتدب أو تنتخب لخدمتهم إلا أننا نجدها عندنا أصبحت من وسائل نفاق وتزلف وتذلل الشعب للسلطة التي تحكمهم.
ثانيا-من المفترض أيضا أن تخلق الانتخابات أجواء من الألفة والتقارب والتكاتف بين الناس وفرصة لالتقائهم على الجوامع إلا أنها عندنا هي آفة تطل علينا كل فترة وجيزة لتفعل الأفاعيل بين الناس فلا ترحل أيامها إلا والشقاق والبغضاء قد بلغت عنان السماء.
ثالثا-من المفترض أن العوام والمتعلمين والمثقفين يعرفون أن أبسط قواعد الديمقراطية أن يحترم كل فرد رأي الآخر وإن خالفه إلا أن العوام والمثقفين والمتعلمين والمتخصصين عندنا حتى في السياسة يجنحون فور بدء إصابتهم بحمى الإنتخابات إلى تكفير وشيطنة الآخر لمجرد مخالفتهم في تفصيل ووسيلة حتى لو اتفق معهم على المبدأ.
رابعا - من المفترض أيضا أن الترشح لأي إنتخابات هو ميدان شرف يتنافس فيه المرشحون كخيل أصيل في سباق لا ينتقص فيه أحد من منافسيه لأن الترشح حق للجميع ، إلا أن الترشح عندنا أصبح يعني معاداة كل من يترشح معنا ونقول عنه مترشح ضدنا ، وبالتالي فانصار المنافس أعداء وانصارنا يجب أن يكونوا أعداء المنافس وأنصاره.
خامسا -من المفروض أيضا أن حملات المرشحين تخاطب الكافة لطرح آراء وأفكار وبرامج لتقنع الناخب بإختيار ما ومن يراه في مصلحته ويحقق طموحاته العامة والخاصة وبالتالي فمقرات المترشحين يفترض أنها حلقة وصل بين المرشح والناخب وحتى بين المتنافسين انفسهم لأنها منابر تدير الحوارات بين كل أطراف المعادلة ، إلا أنها عندنا وأقصد الحملات ليست إلا منصات للهجوم على المنافسين وأنصارهم وساحة لتصفية الحسابات حتى بين غير معنيين بالانتخابات والمقرات تصبح بيوت حرب لا يدخلها إلا المتحزب والمتطوع للانخراط في كتيبة المدفعية التي تقصف حملات ومقرات الآخرين ومحرم على من يدخل مقرا واحدا أن يدخل غيره وإذا فعل فهو جاسوس وعميل لأحد المقرات.
سادسا -عند ظهور النتائج يفترض -وهذا جوهر الديمقراطية -أن يعترف الخاسر بانتصار منافسه وأن يحترم الصندوق الذي يمثل رأي الغالبية وأن يبارك للمنتصر وكذلك أن يصفق المنتصر للخاسر لمنافسته بشرف ، لكن عندنا تتحول مقرات الخاسرين إلى بيوت عزاء يعلو فيها النواح وصيحات طلب الثأر من المنافس ومن الناس ويتحول في المقابل مقر المنتصر إلى مهرجان للشماتة وإغاضة الخاسر وأنصاره وتسقط كل الشعارات السابقة ويبقى شعار وحيد يرفع حينها (خااااوه ).
...هذه ديمقراطيتنا تبدأ بالترشح (خاوة) وتنتهي بالنجاح أو السقوط (خاوة )








طباعة
  • المشاهدات: 24836
ما رأيك بأداء وزارة الاستثمار برئاسة مثنى الغرايبة؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم