بقلم : رايق عياد المجالي/أبو عناد
لماذا نطالب بطرد السفير ونهاجم دولة الكيان الصهيوني تحديدا كرد على حادثة السفارة ؟
فهم فعلوا ما يجب عليهم فعله وفق عقيدتهم ومبادئهم وما تقتضيه مصالحهم وهذه هي إسرائيل.
فهل اكتشفناهم بسبب هذه الحادثة الآن ؟ ؟ ؟
..حقيقة الأمر أن الإهانة وجرح كرامة الأردنيين هنا جوهرها أن حكومتنا والسلطات الأردنية لم تقم بما يجب عليها أن تقوم به ، وليس المطلوب طبعا شن حرب على الكيان الصهيوني ، فهذه يعرف المجنون قبل العاقل أنها فوق طاقتنا وقدراتنا بل ليست في مقدور الجيوش العربية مجتمعة.
..المهين في الأمر أن الذي وجب على الحكومة فعله أبسط من ذلك بكثير وليس أمرا معجزا أو مخالفا للقانون الدولي والاتفاقيات الدولية والأعراف السياسية ، بل هو واجب قانوني قبل أن يكون وطني لكن حكومتنا المرعوبة والمرتجفة -إلا على رقاب الأردنيين -هي من أهان الوطن ومرغ بكرامة الأردنيين الأرض ، والعجيب في الأمر أننا نطالب من لم يجرؤ على أن يستنكر الفعل أن يطرد ويحاكم!!!!

..لا أعرف لماذا "نترك الحمار ونمسك في البردعة دائما " ؟ ؟ ؟
.. شعور الإهانة وغياب الكرامة هنا ليس مرده أو سببه قوة وسطوة وعنجهية إسرائيل فهذه حقيقة يعرفها وخبرها العرب منذ قرن من الزمان وليست إهانة أن يكون خصمك قويا وغاشما وظالما ، لكن الإهانة هي في أن يرفض الطرف الضعيف أن يستنكر طغيان وظلم خصمه ويبدي من فرط ضعفه ورعبه وذله تعاطفه وتفهمه لافعال خصمه.
..فالذين اهانوا الوطن والشعب حقيقة هم من لم يفعلوا الحد الأدنى مما وجب عليهم أن يفعلوه ، بل سارعوا وبكل صفاقة إلى تجريم الضحية وتبرير أفعال الجاني لتذهب دماء وماء وجه الأردني هباءا لا ينتصر لها ولو بكلمة .
..غضبنا يجب أن يوجه لمن خان الوطن وقصر في الواجب الذي أقسم على أدائه وحاز كل ما حاز من مال وسلطة وجه في سبيله.
..الأولى بالطرد والمحاكمة أمام القانون والشعب هي الحكومة ابتداءا برئيسها حتى أصغر متدخل من المعنيين من أصحاب القرار في حادثة السفارة فكلهم قد أهانوننا بدم بارد أيضا.

رايق المجالي