سرايا - إلى روح أبي الطاهرة
 سرايا - *أبي الغالي ما زالت روحك الطاهرة النقية تعيش في الوجدان المكسور والقلب المكلوم وما زالت الدار كئيبة موحشة ... وما زلت حيآ في قلوبنا نعيش مرارة الفراق وحرقة الشوق لرؤياك المستحيل .
أبي وحبيب عمري...كل ما في البيت يشتاق إليك بل كل ما في الدنيا يشتاق إليك ، بيتك ما زال يبكي فراقك... زواياك المفضلة التي كنت تجلس فيها ... أوراقك المبعثرة هنا وهناك ... كل ما في البيت يدل على وجودك حتى صالون البيت وأريكتك تشير إلى وجودك ... وكلها يفيض بها الشوق إليك ... وتهتز جدران البيت على غيابك السريع والمفجع ، فالفرح أصبح بالنسبة لنا ضائعآ غير موجود والأماني التي تتحقق من بعدك أكذوبة .
ما زلت أراك دومآ في أحلامي وما زلت أشعر بصوت خطواتك حولي ، ويظل صوتك الحنون ساكنآ في الوجدان وحيآ في القلب والروح ... وستظل دومآ معي في أحزاني وأفراحي وفي كل لحظة من لحظات العمر ، فرحيلك الموجع أحرق القلب والعمر معآ ومع هذا سأظل أعيش على ذكراك الطيبة التي تمدني بالقوة والقدرة على الأستمرار في ما تبقى من حياة وستظل حيآ في الذاكرة وفي قلوب الكثيرين من الأهل والأحباب ، لقد رحلت إلى عالم أرحم وأنقى من هذا العالم الذي نعيشة ، فرحمة الله تشملك وترأف لك أكثر من البشر .
حين أكتب عنك يا أبي الحبيب تعتريني آهات لا حصر لها وتثور براكين الألم في صدري فأحاول أن أقاوم تلك المشاعر الأليمة التي تواجهني وتمنع كلماتي من التدفق لأكتب عن لحظات طالما كنت أخشاها أنها لحظات فراقك ، كان لفراقك يا أبي هيبة مقتبسة من سمو وهيبة الجسد المحمول على أكتاف ورؤوس المحبيين المشيعين وكيف لا تكون هناك هيبة والجسد المحمول هو جسدك يا أبي .
أبي الحبيب ... أيها المصباح المنير في ظلمة الكون سيبقى ذكرك بين الناس قائمآ ودائمآ ، وستبقى نصائحك وأرائك شموعآ تضيء لي ولغيري دروب حياتهم ، فكم نجد من يقول بعد رحيلك أنة سألك عن كذا وكذا أو سمعك تقول كذا وكذا ، فها أنت يا أبي الحبيب كنت وستكون وستظل كتابآ مفتوحآ ومرجعآ يقتبس منه الناس ما يضيء لهم عتمة حياتهم وينير لهم دروبهم .
وداعآ أبي وأن غصت في قلبي كلمة وداع .