بقلم : رايق عياد المجالي/أبو عناد
الموقف الرسمي الأردني تجاه الأزمة الخليجية عقلاني وحصيف :
..بالرغم من معارضتي للإجراءات التي اتخذتها الدول الخليجية ضد قطر إلا أنني أجد أن موقف الأردن بني على مقتضيات المصلحة الأردنية ليس فقط سياسيا حسب ما يراه صانع القرار، بل هناك مصالح عليا راعتها الدولة تمثلت في تبني قاعدة إختيار أهون الشرور في ظل عدم قبول الضبابية أو جدوى الوقوف في المنطقة الرمادية.
..قد يستغرب البعض مني هذا الموقف إلا أنني وفي مراجعة وقراءة للمشهد من كل جوانبه وبكل تفاصيله وجدت أنني لو كنت في مكان صاحب القرار وفي معرض توخي المصالح الأردنية الاقتصادية والتجارية والسياسية ساتخذ نفس القرار عندما أعلم أن العلاقات التجارية مثلا مع الدول التي قاطعت قطر بالتأكيد أوسع من العلاقة التجارية مع دولة قطر وعدد الحدود التي يمكن أن تقفل في وجه التجارة الأردنية أكثر من حد، وإعداد المغتربين العاملين في دول الخليج مجتمعة بالتأكيد أكبر بكثير من إعداد الأردنيين في قطر ،في الوقت الذي فرضت الأحداث والأزمة وقواعد اللعبة التي وضعتها تلك الدول على الأطراف العربية الخارجية خيارا من اثنين، إما معنا أو ضدنا، وبالتالي فإن الخيار الثاني بالضرورة يعني أيضا شمول الدول المعارضة بلائحة تهم تهديد الأمن الخليجي وأمن المنطقة.
..ولكن هذا لا يعني أنني مع ردود الأفعال الشعبية التي تباينت ما بين الهجوم على قطر أو الهجوم على الدول التي اتخذت ذلك الموقف ضدها.
..واكرر القول هنا أننا شعبيا علين أن نكون أكثر حصافة في التعاطي مع الأزمة للتقليل من الآثار السلبية التي لابد أن يطالنا شيئا منها، فالازمة ستنتهي بشكل من الأشكال وساعتها ستخلف تغريداتنا وتحليلاتنا بالتأكيد أثرا عند كل طرف من أطراف الأزمة، فشتم قطر والامعان في وصفها وتوصيفها بعدو الأمة لن ينساه القطريون وكذلك من الجهة المقابلة ستحسب علينا كل كلمة وتغريدة تتهم السعودية وبقية دول الخليج بالعمالة ومشتقاتها.
..إن كنا كاردنيين ندعي أننا من أكثر الشعوب العربية تسيسا وثقافة علينا أن أن نكون أكثر توازنا فحتى في السياسة الدولية والإقليمية (كلمة السوء مسموعة ).