حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الجمعة ,4 يوليو, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 13412

لا ذئب في الطريق .. والطرق متعددة

لا ذئب في الطريق .. والطرق متعددة

لا ذئب في الطريق .. والطرق متعددة

03-06-2017 01:30 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : د.ميساء قرعان


حينما خالفت ليلى أوامر جدتها وغيرت طريقها وفوجئت بالذئب هي حققت بطولة من نوع ما، هي على الاقل استخدمت حقها في الاختيار وحقها في التعرض للخطر، غير أننا بعد تلك الحادثة احتفظنا بالذئب في مخيلتنا وحافظنا على الطريق وعلى الخطوة الواحدة بالاتجاه الواحد، سلمنا ولم نحتج صيادا كي ينقذنا غير أننا فقدنا ميزات التجربة.
نتحدث كثيرا عن البطولة ولا نتجرأ على ممارستها، نتغنى بالشجاعة وفي أقل المواقف تطلبا لها نتراجع، نتغنى بالحق ونتردد في التصريح به، ونؤثر الصمت ونبرره، نعرف الحقائق ونتجاهلها، كل هذا الكم من الخوف لا يمكن تفسيره بالاجهزة الامنية بل باجهزة المناعة الداخلية، نعاني من هشاشة معتقة، ثقافتنا اساطير تصور البطل دوما بطلا وحيدا وكل من حوله كورس، بطلا نحبه ونخشاه لكثرة ما احيط بخيالات عنقودية وبين رواية ورواية تصطنع رواية اخرى هدفها التضخيم، فنشعر تاريخيا لاوتدريجيا وداخليا بالتقزم وبأن البطولة هي صنيعة فرد واحد وليست صنيعة مجتمع او موقف جماعي.
كل تلك المقدمة اردت من خلالها التوجه لمعلمي الاردن عامة، ولا ارغب في التوجه الى وزارات او هيئات او نقابات، المعلم بوصفه عضو من مجموع وحده يجب ان يقف وقفة انتصار لكرامته، فقد صرح المعلم المتهم بالتسول من خلال فيديو بانه مارس حقه في عمل بسيط من ماله الخاص علما أن راتبه ككثيرين محجوز لاكثر من جهة نتيجة عسر الوضع الاقتصادي،وانه تم تكبيله كما لو كان مطلوبا مصنفا "خطير" في سيارة تابعة لوزارة التنمية الاجتماعية، وعلى اثر ذلك اساء بعض الصحفيين بسرعة تناقل الخبر.
وفي كثير من الاحيان يستدل على الكذبة بسب كبر حجمها او مخالفتها الواقع، فحين تقول وزارة التنمية انه لا يوجد سوى متسول واحد وهو معلم، هي بمعنى آخر تتهم ذاتها اتهاما باطلا بانها بلغت المستوى الذي كان به عمر ابن الخطاب يأمر بنثر البذور على رؤوس الجبال كي لا يجوع طائر، من اين للوزارة كل هذه الجرأة على استغفال الرأي العام؟ وعلى توجيهه في اتجاه خاطئ ومن اين اتت بهذا الكم من اللامسؤولية بالاساءة لمهنة التعليم؟ والتربية والتعليم في جانب من جوانبها هي تنمية لو انهم يعرفون!
أما الآن وقد اتضحت الحقيقة واضيف اليها ان المعلم كفيف وليس بامكانه ان يمتهن مهنة اخرى كبقية زملائه بعد الدوام فإن المطلوب من المعلمين ممثلين لانفسهم ولمهنتهم ان يتخذوا موقفا لاسترداد كرامتهم فأي عضو منهم هو ممثل لهم جميعا ويجب ان يتخذ جميعهم موقفا موحدا دونما خوف، إذ لا داعي للخوف، والخوف كل الخوف هو ان نبق نسلك الطريق ذاته ونكرر المقولات ذاتها واسوأها على الاطلاق: من خاف سلم، لا يوجد ذئب في الطريق، وانما يوجد حق وكرامة ينتظران من يسلك طريقهما، نحن نصنع ذئابنا من مخيالنا الذي لا يطمح سوى للسلامة ، لكن اية سلامة ان اهدرت الكرامة؟
عن نفسي لا اريد ان انسى هذه القضية وقد اعتدنا النسيان واعتدنا ان ننشغل بضية عن اخرى...فبعض القضايا ان لم تحل تبقى اثارها طويلة الامد واطول بكثير من خيوط ذاكرتنا.








طباعة
  • المشاهدات: 13412
ما رأيك بأداء وزارة الاستثمار برئاسة مثنى الغرايبة؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم