حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الجمعة ,4 يوليو, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 23535

في أولويات الهيبة .. هيبة المعلم

في أولويات الهيبة .. هيبة المعلم

 في أولويات الهيبة .. هيبة المعلم

30-05-2017 10:24 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم :

كانت وزارة التنمية الاجتماعية قد أطلقت رصاصتها حول حادثة المعلم المتسول وانسحبت، هي في محاولة لاثبات فاعليتها كشرطي شارع بحيث نفت وجود متسولين باستثناء متسول واحد يعمل بمهنة التدريس، وتم تداول الخبر صحفيا، وتم على اثرها تبادل مجموعة من الآراء والاعتراضات بين العاملين في ثلاثة مجالات ربطتهم الحادثة،صحافة وتعليم ووزارة التنمية كالعادة غائبة أو أن دورها اختصر على تصويب الخبر في انها ضبطت شخصا يدعي انه يعمل في مهنة التعليم وكان ذلك عذرا غير مقبول ولم يزل من قباحة الخبر الاصلي شيئا.
في بعض الاحداث والقضايا مهما صغر شأنها ظاهريا يجب علينا أن نتحلى بالتأني والعقلانية بعيدا عن الوقوع في فخ الانحياز للمهنة، فنقابة الصحفيين أصدرت من خلال نقيبها ضرورة احترام هيبة الصحفي في رد على من استاءوا من نقل الخبر صحفيا، ووزارة التنمية حاولت ان تعالج الخطأ بخطأ آخر، ونقابة المعلمين التزمت الصمت.
من وجهة نظري أن المخطئ في التسبب بالحدث إن كان صحيحا هو الاقتصاد بمن يتحملون وزره، فلا غرابة ان اضطر أي موظف لا يتجاوز ما يتبقى من راتبة الخمسين دينارا شهريا للتسول، وأن المخطئ بحق المعلم كقيمة تربوية واجتماعية هي وزارة التنمية وكذلك كل من تناقل الخبر، إذ أن التفكير بعقلية تربوية ولو من باب الحرص على ابنائنا كان من المفروض أن يضع من اصدر وتداول الخبر ألف لا قبل نشره ، فهيبة الوزارة تستردها بسهولة وبتصريح تلو آخر، وكذلك هيبة الصحفي تسترد وهي أصلا لم تتضرر ولا يوجد جهة أو شخص محصن من النقد، غير أن الخطورة تكمن في الاساءة إلى مهنة يرتبط بها أجيال وعلى تماس من مع منظومة قيمية، المعلم كان وسيبقى نموذجا بنظر الطالب وان اختلت الصورة ستختل المنظومة القيمية والتربوية، وكنت أتمنى على وزارة التربية والتعليم أو نقابة المعلمين أن تتخذ اجراءات من شأنها أن تحد من تداول الخبر إن لم يكن نقضه حرصا على سلامة العملية التربوية،لكننا لم نر سوى تصريحات من الجهات الاخرى.
القضية ليست قضية معلم بل قضية تربية وتعليم وقضية لها ابعادها الاقتصادية ان لم تكن هنالك أبعادا أخرى أيضا، ولأكن أكثر وضوحا: نحن هنا في الأردن قاربنا على أن نكون كأشخاص وكجهات ممثلين لمقولة "الانسان ذو البعد الواحد" وهذا التوجه أو هذا الخراب سينعكس لا شك على منظومة القيم الاجتماعية،فإن كان هم نقابة الصحفيين تبرئة ذاتها وعدم المساس بهيبتها وإن كان هم وزارة التنمية هو أن تثبت مصداقيتها فقط حتى لو كان ذلك من خلال نشر خبر لاحق ليس أقل سوءا من السابق، فأين يقع الجزء الخاص بتفكير بشمولية وبمسؤولية اجتماعية وتربوية؟؟
ماذا سنجيب ابنائنا إن سألونا عن حقيقة توجه المعلم للتسول؟ وكيف سيؤثر ذلك على مدى اهليتهم لتقبل صورة المعلم او قدرتهم على مواصلة احترامه؟
وبتفكير اكثر عمقا كيف للمعلومة العلمية أن تجد طريقها الى ذهن طالب ترسخت في ذهنه صورة معلمه يتسول؟ وهيبة معلم واحد هي هيبة جسد تربوي متكامل، وكبرى مآسينا التربوية قد تبدأ مما نظنه حدثا عابرا، وعليه فإن الحفاظ على هيبة المعلم هي الأولوية من كل ما حدث، فمن يمتلك الذكاء والحس الكافي لذلك؟








طباعة
  • المشاهدات: 23535
ما رأيك بأداء وزارة الاستثمار برئاسة مثنى الغرايبة؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم