حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الثلاثاء ,8 يوليو, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 18958

بقع النور

بقع النور

بقع النور

04-03-2017 08:50 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم :
في وسط الظلام الذي يخيم على الحالة العربية المعاصرة المعاشة يوميا أن ترى نوراً خافتاً هنا أو هناك أمر يدعو إلى الفأل، والأمل أن يكبر هذا النور ، وأن ينشر ضوءه في ليل طال انتظار فجره ليمتد إلى الأرض العربية التي انتظرته طويلاً ،ولعل بقع الضوء التي تخفت حيناً وتشع حينا آخر تؤذن بقرب الفجر الصادق .
ولعل المتابع للحالة العربية يرى حجم الظلام الذي خيم عليها ، ظلمات بعضها فوق بعضها ، في الفكر والسلوك وفي العادات والتقاليد ، وفي نظم الحياة والإدارة ، وهي تتطلب نورا وجهدا للوصول إلى حالة الضياء الحقيقي الذي يمكننا من الخروج من الظلمات المتعددة في حياتنا المعاصرة رغم كل ما لدينا من سبل الإنارة والإضاءة في طرقنا ومدننا في بعدها المادي البحت ، لكن الممارسات البشرية ما زالت بعيدة عن النور والضوء مسافة تتطلب جهدا كبيرا من كل القائمين على إعداد الإنسان وبناءه ، وما زال إنساننا العربي تحكمه عقلية الجهل والتخلف إلا ما ندر ،وما زالت عقلية الإنسان العربي تؤمن بقضايا لا يمكن أن تكون طريقا إلى النور والضياء .
وصور ظلمات الجهل تكمن في السلوك الذي لم يرق بعد إلى مصاف السلوك المتحضر ، وفي التخلي عن العقلية القبلية في بعدها السلبي ، وفي سلوك الواسطة والمحسوبية في التعدي على حقوق الآخرين ، وفي سلوك الفوضى المناقض لسلوك النظام الذي يعد مظهرا حضاريا تتسلح به المجتمعات الراقية ،وفي غياب العدالة بين الناس في أبسط صورها في السوق وعمليات البيع والشراء ، وفي الوقوف في طابور انتظار حافلة الركاب ، وفي انتظار الدور في المؤسسة والشركة والمصرف، ودفع فاتورة الماء والكهرباء ، وفي الوقوف أمام المخبز لأخذ رغيف الخبز، وفي احترام حق الآخرين في الدوائر والمؤسسات ، وفي التزام الترتيب في الوظيفة ، ولا شك أن سلوك النظام حالة حضارية تشهد ها الأمم المتحضرة ساهمت في بناء أوطانها ،وفي سلوك النظافة الذي تراجع بصورة لا تقبل السكوت أو التغاضي لضررها على الصحة والمظهر العام في عالم تنقل صورته وسائل الإعلام .
ولا شك أن الظلمات قد امتدت لتشمل الكثير من مؤسسات العلم والمعاهد والجامعات ودور العبادة بعجزها عن أداء دورها في محاربة الظلام ونشر النور الفكري والروحي والحضاري في المجتمعات، وبين طلابها وخريجيها ومرتاديها ، وبعضها فشلت في أداء دورها في التحذير من الأفكار الهدامة ومنع امتدادها ، ونشر ثقافة المواطنة والدولة المدنية التي تقوم على أساس الحقوق والواجبات بين كل مواطنيها ، ولعجزها عن منع ثقافة العنف ،والفكر الذي لا يساعد في نهضة الأوطان وتقدمها .
من أجل كل هذا أن ترى إعلاميا حرا في قلمه يقف لكل السلوكيات الخاطئة بالمرصاد يُعد بقعة ضوء في هذا الظلام الذي نراه هنا وهناك ، وأن ترى أستاذا جامعيا ينير العقول بفكره وسلوكه لمحاربة الجهل والظلام يعد بقعة ضوء نرجو أن يعم ضيائها ونورها ، وأن ترى معلماً في مدرسته يرسم الطريق لطلابه لينشئوا على محبة العلم والنظام يعد بقعة ضوء تستحق التقدير، وأن ترى خطيبا حراً جريئا يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ، ويحذر من العادات الخاطئة ، وينبه على مواطن الخلل في مجتمعه يعد بقعة ضوء جديرة بالرعاية ، وأن ترى موظفا نزيها يحرص على النظام والعدل بين الناس يعد بقعة ضوء يشكر صاحبها ، فإذا ما اتصلت خيوط النور مع بعضها صنعت آملاً بأن يعم الضياء والنور الحالة العربية ليطرد الظلم والظلام والجهل والتخلف ، وما ذلك على الله بعزيز .








طباعة
  • المشاهدات: 18958
ما رأيك بأداء وزارة الاستثمار برئاسة مثنى الغرايبة؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم