بقلم :
بعد ان دلفنا الى القرن الواحد والعشرين فقد اصبح المواطن يستشعر بعضا من الامور التي ربما تكون سببا في اسعاده ولو من باب الايماءات او لغة الجسد او اية امور معنوية اخرى ربما تكون حافزا له ليشعر بالسعادة خاصة بعد ان تكالبت عليه الهموم من كل حدب وصوب وبعد ان اثقلت الاحمال جسده النحيل جراء الضغوطات الحياتية الكثيرة والالتزامات الاسرية اليومية التي اصبح كثير من الافراد غير قادر علىى الايفاء بها جراء التغيرات التي تنشا كل يوم الامر الذي سبب في زيادة الاسعار والاحتياجات الاساسية ومن هذا المنطلق فان الامن العام سيكون له دور هام في ان يكون سببا ولو بسيطا في اسعاد المواطن من خلال اساليب او سلوكيات تكون سببا في ارضاء المواطن وتحقيق الرضا عن افراد الامن العام الامر الذي ينعكس ايجابا على الطرفين ويحقق نوعا من الاستقرار والسعادة ومن هذا المنطلق فان الامن العام مطالب بتسيير دوريات هدفها وهمها السعادة في حين دوريات اخرى تقوم بضبط الامن وتحقيق عامل الاستقرار والطمئانية ومن هذا الباب فان الدوريات تلك تهدف إلى جعل الطرق أكثر أماناً، حيث يوجد محوران للدورية هما: المحور المرتبط بالكفاءة والمحور المرتبط بالتحذير، ومكافأة السائقين المتميزين والملتزمين بقواعد وتعليمات السير والمرور الذين لم يرتكبوا المخالفات وإعطاؤهم قسائم للشراء، نظراً إلى قيادتهم السليمة والإيجابيةوذلك بالتعاون مع مؤسسات اخرى تحول تسويقها الى جوائز للسائقين والمواطنين الذين يلتزمون بالانظمة والتعليمات والقوانين .
كما تسعى إلى تحقيق مجموعة من الأهداف منها الجانب الأمني وهو بناء علاقة إيجابية مع الجمهور من خلال إبلاغ مستخدمي الطريق بمعلومات وإرشادات توعوية أمنية، بالاضافة الى الجوانب الاجتماعية والثقافية وهو تبني أسلوب الترغيب في الالتزام بقواعد السير والمرور، مما يعزز من ثقة الجمهور في الشرطة، ومنها الإعلامي والمرتبط بالسمعة، وهو تبني فكرة المكافأة بدلاً من العقاب، وبالتالي تعزيز سمعة الشرطة الاردنية سواء في المحافل المحلية اوالدولية، ومنها الاقتصادية وهو المساهمة في خفض الحوادث المرورية مما ينعكس ايجابا على التقليل من النفقات التي يتم صرفها على اصلاح المركبات والعلاجات وغيرها من التائج غير الايجابية جراء ارتكاب الحوادث .

وسوف يكون لهذه المبادرة دورا كبيرا في غرس ثقافة الدافعية الإيجابية وفي نفس الوقت تساعد وتحفز السائقين للقيادة حسب ضوابط وقواعد السير والمرور إضافة إلى أن هذه المبادرة تبني القيم والسلوكيات الإيجابية لأفراد المجتمع، الامر الذي يحقق الأمن والسلامة المرورية.
ومن اجل انجاح هذه المبادرة لا بد من التنسيق مع الأجهزة الأخرى في الدولة على الوصول لمجتمع أكثر أماناً، وأن تصبح الشرطة الأكثر فعالية ميدانياً ولتحقيق اهداف هذه الدوريات لا بد من تزويد دورية السعادة بنظام ذكي يتمكن من خلاله قائد الدورية البحث عن بيانات السائق ومعرفة إذا كان ملفه يحتوي على مخالفات مرورية أم لا، كما أنها تمتاز بوجود لوحات وكرسي للأطفال في المقعد الخلفي. ومن سمات ومميزات دورية السعادة انها لا حدود لها حيث يمكنها العمل في اي مكان وزمان واية مناسبات حيث ستضع المواطن في موضع يحترم القانون ويلتزم بالتعليمات حينما تكون قريبة منه والتي تستهدف من خلالها ايضا مستخدمي الطريق والمشاة وقائدي المركبات، وستقوم بمنح السائقين المخالفين اول مرة البطاقات الصفراء والتي لا يتم احتسابها بل هي بمثابة تحذير حتى لا يعود السائقين الى ارتكاب المخالفات مرة اخرى .
من ما سبق كلنا امل وثقة بعطوفة مدير الامن العام بالايعاز للمختصين في ذلك بتسيير هذه الدوريات بشكل يومي وعلى مدار الساعة بما يتناسب والوضع الامني في كل منطقة ومكان وحسب الزمان التي يرتئيه العاملين في هذه الدوريات وسوف نرى ان شاء الله الانعكاسات الايجابية التي ستكون نتائجها مفيدة وستعود بالخير على الطرفين المجتمع والمواطن وعلى العاملين في الادارات الشرطية .