26-12-2016 03:20 PM
بقلم : د. أحمد ضرار تلاحمه
تعد الوقاية من الفكر المتطرف ومواجهته مسؤولية تربوية واجتماعية تقع على عاتق مؤسسات المجتمع بكل فئاته؛كالأسرة، والمدرسة، والجامعة، والمؤسسات الدينية. فالفكر المتطرف أصبح من الظواهر التي تهدد أمن المجتمعات والأفراد. وكون الأسرة هي الحاضنة الأولى للأفراد والمؤسسة الأولى للتربية والأساس في حماية الأبناء من التطرف الفكري،وبما أن الشباب هم أكثر الفئات العمرية تعرضاً للفكر المتطرف، فلا بد للأسرة من أن تؤدي دورها الإيجابي لوقاية وحماية الأبناء من الأفكارالمتطرفة.
ولكي تقوم الأسرة بدورها في وقاية الأبناءمن الأفكار المتطرفة ينبغيعلى الأسرة اتباع واتخاذ إجراءات عدة من شأنها أن تسهم بدورها في حماية أبناءها من الأفكار المتطرفة من أهمها: اتباع الأسرة أساليب التربية والتنشئة الاجتماعية الإيجابية التي تشجع على الحوار والتواصل بين الآباءوالأبناء،وإتاحة الفرصة للأبناء بالتعبير عن آرائهم ومشاعرهم بحرية، وتجنب استخدام أساليب التسلط في التعامل الأبناء، ونشر مفاهيم التسامح والاعتدال وقبول الآخر بغض النظر عن دينه وجنسه، وتلبية الأسرة لحاجة الأبناء للشعور بالانتماء إذ أن عدم تلبية هذه الحاجة النفسية والاجتماعية يؤدي إلى انضمامالأبناء إلى الجماعات التي تساهم في إشباع هذه الحاجة والتي من الممكن أن تكون المجموعاتالإرهابية، كما أن على الأسرة التعرف علىالأفكار المتطرفة والمنحرفة وتعريف الأبناء بها وآثارها السلبية على الأفراد والمجتمع، وقيام الأسرة بمتابعة ومراقبة مواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الإلكترونية المستخدمة من قبل الأبناء وخاصة المواقع التي تنشر الأيديولوجيا المتطرفة والفتاوى التي تؤيد الكراهية والتحريض على العنف.
وبالإضافة إلى دور الأسرة في وقاية الأبناء من الفكر المتطرف فإنه يتعدى دورها أيضاً على مواجهة الأفكار المتطرفة لدى الأبناء والتصدي لها حال وجودها وذلك من خلال الكشف المبكر عن المؤشرات التي تدل على وجود الأفكار المتطرفة لدى الأبناء كرفضهم لما هو سائد في المجتمع من قيم ومعايير،واللجوء إلى العنف من اجل إحداث التغير في المجتمع، والتعصب للآراء والأفكار،وإصدارالأحكام المشددة على النظم الاجتماعية.