حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الأحد ,5 مايو, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 10222

ندوة تستذكر الراحل محمد طمليه ضمن "أيام شومان في إربد"

ندوة تستذكر الراحل محمد طمليه ضمن "أيام شومان في إربد"

ندوة تستذكر الراحل محمد طمليه ضمن "أيام شومان في إربد"

31-10-2016 10:14 AM

تعديل حجم الخط:

سرايا - سرايا - استذكر مشاركون في ندوة اقيمت في بيت عرار الثقافي في اربد ضمن فعاليات ايام شومان الثقافي أول من أمس، الكاتب الساخر الراحل محمد طمليه بعنوان "في ذكراه الثامنة: محمد طمليه.. ما لم يقل بعد"، شارك فيها الروائي هاشم غرايبة، والشاعر الدكتور محمد مقدادي، والناقد نضال القاسم، وشقيق الراحل، الزميل أحمد طميله.
وقال غرايبة ان "طمليه هو الاذكى والأكثر شهرة من ابناء جيلي محلياً وعربياً، لما يتميز به من سخرية لاذعة وفهم سياسي لما يدور محليا ودوليا".
ولفت غرايبة إلى أن مشوار طمليه الصحفي بدأ مع جريدة الدستور في العام 1983، وكان كاتبا لعمود يومي في عدة صحف أردنية أخرى، مشيرا إلى أن الراحل "من رواد المقالة الساخرة في الأردن".
وأضاف أنه عمل سكرتيراً تنفيذياً لرابطة الكتاب الأردنيين، ومديرا ثقافياً لغاليري الفينيق للثقافة والفنون، ورئيساً لتحرير جريدة (قف) وكاتباً لعمود يومي في عدد من الصحف الأردنية منها: الشعب، الدستور، العرب اليوم، البلاد، الرصيف، كما كان عضواً في الهيئة الإدارية لرابطة الكتاب الأردنيين، فضلا عن حصوله على جائزة رابطة الكتاب الأردنيين في مجال القصة القصيرة في العام 1986.
وتابع "لما انتقل من كتابة القصة إلى كتابة المقال الساخر لم يتخل عن روح القص الباهرة التي كان يبثها في مقالاته، فأغلب مقالاته قصص قصيرة أيضا".
وبين غرايبة أن محمد طمليه "استطاع ان يؤسس لنفسه نمطاً كتابياً زاوج ما بين الصحافي والنص الأدبي ليبدع كتابة مختلفة ينثر فيها ما لم يكتب من جارح وخارق وخارج عن المألوف".
وأشار إلى أن "طمليه ينظر إلى الواقع من زوايا ضعفه، ويمسكه من (اليد اللي بتوجعه)...، وهو لا يكيل بمكيال الربح والخسارة، لذلك فليس له خاصرة يمسك منها، كما أنه لا يسمح (للواقع المهيمن) أن يسائله، ولا يعطي (المجتمع المدني) فرصة الانقضاض على حريته الداخلية، ويتحصن وراء خروجه المعلن على القوانين المهيمنة، ورفضه للمعيار السائد، ليتجول بعيدا عن ثقل الواقع وسطوة المجتمع".
اما مقدادي فتحدث حول قصة واقعية حدثت معه برفقة الراحل طميله وأحمد مكحل قائلا "عندما أنزلت السماء أمطارا غزيرة على نهر الأردن اتجه النهر وحرر جزءا من الأرض، ثم افتقدنا الراحل طميله ولم نجده. وبعد لحظات سمعنا زخات رصاص، فبدأنا نبحث عن طميله لنجده مستغرقا بالنوم على الجهة الأخرى من النهر".
وبين مقدادي أنه "عندما أفاق طمليه، لم يكن يسمع صوت الرصاص. فسألناه: ماذا تفعل هنا؟ فقال: أليس هي فلسطين! قلنا: نعم. وحاول مرارا أن يهرب منا ليذهب الى مكان آخر من النهر، فمنعناه. عندها قال: لقد نشرت جواربي على شجرة وأريد أن أجيء بها".
وختم مقدادي بالقول "وما تزال جوارب محمد طميله معلقة هناك.. وكذلك قلوبنا".
أما القاسم فتناول أعمال الراحل طميله بالدراسة، معتبرا أن كتابات الراحل تجاوزت نفسها بأسلوبها الواضح والمكثف، كما عاونت لغة طميله التي انحازت الى السخرية في كتابة المقال، مشيرا الى ان دراسة اعمال الراحل تحتاج الى ندوات وليس الى ندوة استذكارية، خصوصا للمفردات العامية التي كان يستخدمها في مقالاته.
وتناول شقيق أحمد طمليه سيرة الراحل، مؤكدا انه سيصار قريبا الى إصدار مجلد واحد يضم الأعمال الكاملة للراحل، وتم في نهاية الندوة عرض فيلم وثائقي عن سيرة الراحل الابداعية.
وكان محمد طمليه توفي في تشرين الأول (أكتوبر) من العام 2008، بعد صراع مع السرطان الذي قاومه طوال أربعة أعوام. ومثل رحيله خسارة للوسط الثقافي المحلي والعربي، فقد كان مثقفا حقيقيا، قاوم، بالإضافة إلى المرض، الديكتاتوريات والعسف، ودعم المهمشين وانتمى إليهم.
وقد امتلك طمليه "أسلوبا متفردا من حيث الرؤية والتعبير، وقدم فكرته بإيجاز واختزال ساحرين جعلا منه علما من أعلام الكتابة الساخرة والجادة في الوقت ذاته"، بحسب وصف وزير الثقافة الأسبق الراحل محمود الكايد.
وأصدر طمليه منذ بداية ثمانينات القرن الماضي، عددا من المجموعات القصصية منها "ملاحظات حول قضية أساسية" و"جولة العرق" و"القادمون الجدد" و"المتحمسون الأوغاد" التي تعد الأشهر من بين كتاباته القصصية.
وأصدر منذ مطلع تسعينيات القرن ذاته، صحيفتين أسبوعيتين ساخرتين هما "الرصيف" و"قف"، إضافة إلى إصداره كتابا مشتركا مع الفنان عماد حجاج بعنوان "يحدث لي دون سائر الناس"، وكتابه الأخير "إليها بطبيعة الحال" الذي وقعه في حفل جماهيري حاشد راهن خلاله على قرائه المتعددين الذين ملأوا زوايا المركز الثقافي الملكي، بحثا عن كتابة مختلفة.
أمضى طمليه أشهرا مغتبطا بإعادة اكتشاف حجم جماهيريته في الأردن، فأقام أكثر من حفل توقيع، كانت تشهد إقبالا كبيرا وحضورا نوعيا من قبل النخب الثقافية والسياسية، فضلا عن البسطاء من قرائه ومحبيه.
واستطاع طمليه من خلال التقاطاته لمفارقات الواقع الاجتماعية والسياسية، وبأسلوبيته الناقدة والساخرة التي تجمع بين الصنعة الصحفية والرؤية الأدبية، أن يرينا وجهاً آخر تم التعتيم عليه بشكل منهجي ومنظّم.
مرضه وموته، تابعه جميع الأردنيين المحبين للكاتب وكتابته، فعلى مدار السنوات الأخيرة من حياته، كان طمليه يبادر إلى إعلام القراء بين حين وحين بآخر تطورات مرضه. كانت الأخبار تأتي تماما كما لو أنها النشرة الجوية التي اعتاد الجمهور على سماعها من مذيع رصين.
غير أن لغة طمليه الهاربة دوما نحو الكشف عن الهامش المسكوت عنه دون المتن، لم تحتمل الرصانة طويلا، إذ سرعان ما ركنها جانبا لمصلحة مشاكسة ما انقطعت عن كتابته حتى آخر مقالاته.
لذلك، كان موته علنيا، لم يبادر إلى أرشفته داخل ذكريات خربة تتكشف تباعا في كتب هامشية تباع على الأرصفة أو من خلال مقالات لمتباكين، يكتبون بعد أن تنهدم خيمة العزاء، بل أراد أن يكون رحيله، حتى في أدق تفاصيله، "وقائع موت معلن"، سائرا على خطى أستاذه غابرييل غارسيا ماركيز، الذي طالما أعلن طمليه انبهاره بأعماله، سواء بالحديث عنه، أو باستعارة بعض عباراته وتضمينها مقالته اليومية التي واظب على كتابتها إلى ما قبل رحيله بقليل.


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 10222

إقرأ أيضا

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم