21-09-2016 12:34 PM
سرايا - سرايا - كثيرا ما يتردد عند الحديث عن التصميم والمصمم ودوره في العملية التصميمية. نحن دائما نقول ان مهمة المصمم تكمن في حل مشكلة ! مهما كان تخصص المصمم في الجرافيك او الداخلي او الأزياء او المنتج وغيره، جميعها تلتقي حول قضية ما على المصمم أن يضع الحلول لها والتي يمكن ان تكون حلول بصرية او مادية ترتكز وتعتمد على قدرة المصمم من فهم هذه المشكلة وأركانها.
كيف للمصمم ان يعرف المشكلة؟ اذكر انه في احد المحاضرات وبينما كنت اشرح آلية حل مشكلة تصميم علبة لاحتواء منتج غذائي. سألني احد طلبة المساق، لماذا تعتبرونها مشكلة ، تشعرونني بوجود «طوشة» عندما تقولون ان مهمة المصمم وضع الحل لمشكلة ما في التصميم ؟ حينها قلت له لماذا ساقك تفكيرك إلى هذا التصور ولم يأخذك الى وجود قضية ما تحتاج الى وضع تصور لها، وذلك ارتكازا لمعطيات تعتمد مصدرها نفسه، أولا وقبل كل شيء، أنت تحتاج إلى نموذج جيد ترتكز إليه عند تعريف المشكلة. تحتاج إلى تعريف كلمة «مشكلة».
المشاكل كثيرة , ولكن ما هي، بالضبط، كيف نعرف المشكلة. حقيقة إنها في التصميم «الحاجة غير الملباة». عند البدء بقراءة طلب التصميم المقدم من الزبون، تبدأ معه المشكلة، لو لم يكن هناك مشكلة لما أتى إليك الزبون , وهنا يتطلب الإجابة على الأسئلة المهمة لمن أصمم ولماذا؟ وكيف أصمم وكيف أنفذ؟ هذه الأسئلة وغيرها بالتأكيد , تقول لنا أن هناك شيء ما مفقود علينا ان نجده وهذا الشيء مرتبط بالوظيفة والجمال وكلاهما يرتبطان بالإنسان. كل شيء في مراحل العملية التصميمية هو تابع للمشكلة وبطبيعة الحال الشكل أو الهيئة يتبع الوظيفة. إنها قدرة المصمم
على استشراف نهايات التصميم.
إذا،ً إن لم تتمكن من تحديد المشكلة بدقة، أي قدر من المعلومات أو مصادر الإبداع ستتوفر لك؟ الفشل في تحديد المشكلة لدى عدد كبير من المصممين هو انتحار... و حتى الأذكياء منهم أخطاؤهم تكلفهم الكثير حين يخطئون في تحديد المشكلة المطلوب منهم حلها. وهذا بطبيعة الحال يحتاج الى مصمم له مهارات التفكير الفعال وله قدرة على تطبيقها وتنفيذها. من خلال تحديد المشكلة والتوافق على تعريفها واستعراض مراحل العمل استنادا لها ومعطياتها.
ان ربطنا مفهوم المشكلة باحتياجات الانسان، سنجد مجموعة من المفردات المرتبطة بهذا المفهوم مثل الإدراك البصري، الرغبة ، الحاجة والغريزة، والعامل النفسي و التمثيل الغذائي، والاستنساخ، والراحة والسلامة والحركة والنمو والصحة. هنا نجد لزاما على المصمم ان يعي حقيقة المشكلة عندما تكون احد متطلبات نهايات التصميم أعلاه غير ملباة، هنا عليه ان يفرق بين جزأين مهمين في المشكلة وهما الحاجة وكيفية تلبية هذه الحاجة. وعلى هذا الأساس نجد إن المشكلة واضحة المعالم هي تلك المشكلة التي تحوي حاجة واضحة ومعروفة جيدا وحلولها لا تنشأ الا اذا كانت تلبية لحاجة.
هذه قضية تفرض نفسها على مؤسسات تعليم التصميم التي لا تنتبه إلى أهمية تدريب الطالب على كيفية التعامل مع المشاكل غير المحددة المعالم. او المشاكل المعقدة المزدوجة والتي هي جزء من المشاكل غير محددة المعالم، حيث لا تجد فيها الحاجة المراد تلبيته واضحة ولا وسائلها ، وبالإضافة إلى ذلك، فإن احتمالية الاتفاق على وجود حاجة تكاد تكون معدومة في بعض النماذج. ولتحديد مفهوم مشكلة حقيقية واقعية في التصميم على المصمم ان يتبنى منهجية ترتكز الى البحث وجمع المعلومات والتقييم والخلاصة, والذي تحتاج أحيانا العمل ضمن الفريق. لتحديد الشكل او الهيئة المرتبطة بالوظيفة والتي تلبي الحاجة.
* عميد كلية الفنون والتصميم
في جامعة العلوم التطبيقية