سرايا - سرايا - تمنيت يوما ان احظى بوالد حقيقي ، بكل ما تحتويه كلمة والد من معاني سامية ، الاب الذي يرمز للامان للدفء لصدق للحنان الاب الذي يرمز للحب لسلام .تمنيت حقا وحلمت كثيرا ان اكون اميرة ابي الحبيبة ..لكن معنى الوالد بالنسبة لي هو مجرد متسلط كبير خالي من مشاعر الابوة .تجري في دمه الكراهية والحقد
منذ ان كنت كبرت ووعيت بدات مشاكلي وهمومي كبيرة .من دون كل اخواتي السبعة وقع فأس ابي علي ..كنت بالكاد ارى شئ منه كإهتمام والعطف ..كنت طيلة دراستي في المتوسطة لباسي هو واحد ..حذاء واحد لا غيره،كنت افقر الفقراء في كنف ابي الثري الذي يلعب بالمال كيفما شاء ..
شاء الله اني توقفت عن الدراسة لعدم تفوقي فيها ،فكيف اتفوق وانا اعيش حياة بائسة احلم بأبسط الاشياء كغيري من البنات
كبرت وصرت شابة تقدم الي من يريد خطبتي لكن رد ابي دائما بالسلب والرفض .احتقرني جدا ابي
جعلني خادمة يصرخ في وجهي يأنبني يمرقني بنظرات شريرة ،وانا كالحمل الوديع همي الوحيد هو خدمته ..اتفنن في خدمته ساكتة خائفة منه
كبر ابي وكبرت انا وتجاوزت الثلاثين من العمر وانا خادمة له اتفنن في رضاه لكنه يقابل عملي ببرودة واستهزاء لم يمر يوما الا وسخر مني ،ابي وزع املاكه لاخواتي اما انا قال لي اكتبي لي ورقة عند القاضي بإني سوف لن اتزوج لكي يضمن حقي في املاكه ..كم انت عظيم ايها الوالد الشرير
عندما اطمئن اني كبرت في السن وتجاوزت 37 سنة بدأ يعطيني راتب واي راتب ..بضع ورقات من المصروف حتى لا يئنبه ضميرة الميت ولكن هذا لا يمر مرور الكرام يجب ان يصرخ في وجهي ويحط من قيمتي ويستهزء بي فيزداد كرهي له اكثر فأكثر ..كم امقته تمنيت له الموت حتى ارتاح من شره ومن كرهه ..نعم تعلمت الكراهية والحقد منه
منذ شهر مرض ابي وكبر حقده اتجاهي ، كان يرفض طعامي ويقول انا سبب مرضه ..كان يرفض طعامي ويشكوني لاخواتي انني اريد تسميمه واني لا اصلح لشئ
واصلت خدمته كنت دائما اسهر على نظافته واناوله الدواء في وقته لكنه بدل ان يشكرني كان يحطمني كعادته
كنت اتسائل ماذا فعلت له طوال عمري كنت بارة بوالدي لم اسئ ابدا لسمعته ولشرفه ..تمنيت ان احفظ القرأن كله لاجل ان البسه تاج يوما القيامة
الان بلغ الكره ذروته ، كلما اتذكر عمري الذي ذهب سدا وكل حياتي التي عشتها بشقاء كل احلامي التي تحطمت بسب والدي الذي زرع في ذهني اني انسانة لا قيمة لها ولا تملك شئ حتى ظل لها، كلما اتذكر ذلك ينتابني غضب شديد اتجاهه واردد في نفسي اني لا ولن اسامحه دنيا اخرة .حسبي الله ونعم الوكيل فيه ، ظلمني كثيرا ظلمني ابي الذي اوصانا الله ببره
كتبتي قصتي عبرة للاباء ..رفقا ايها الوالد بأبناءك هم امانة ستحاسبه عليهم ..لا تفرق بينهم واعدلوا ..لا تظلموا بناتكم .اتقوا الله في اولادكم اتقوا الله