حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الإثنين ,19 مايو, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 34584

الشاعر حيدر محمود يتأمل هموم وجراحات الأمة

الشاعر حيدر محمود يتأمل هموم وجراحات الأمة

الشاعر حيدر محمود يتأمل هموم وجراحات الأمة

14-07-2016 11:30 AM

تعديل حجم الخط:

سرايا - سرايا - الشاعر حيدر محمود، وزير الثقافة الاسبق، مساء أول أمس، في منتدى الرواد الكبار، أمسية شعرية قرأ فيها مجموعة من قصائده الجديدة، من ديوانه المعد للنشر ويحمل عنوان «سوف وأخواتها»، وجلّ هذا العمل الشعري، كما وصفه محمود، يتحدث عن الهم والوجع الفلسطيني الذي فائق كل الأوجاع البشرية، وأدارت الأمسية الأديبة سحر ملص وسط حضور من المثقفين والمهتمين. واستهلت السيدة هيفاء البشير الأمسية بإلقاء كلمة ترحيبية قال فيها:

نبدأ موسمنا الثقافي الثاني الذي نسعد بأن يكون ضيفنا الأول شاعر الضفتين، الوطني، حيدر محمود ، والذي على مدار سنوات طويلة كسى جبال الأردن وفلسطين بسهولها وبوابتها بكلماته الشعرية الصادقة المعبرة، حيث كانت بوصلته تشير دائماً إلى القدس، وتحلق كلماته في سماء عمان، حتى أصبحت أشعاره على كل لسان، وأرهفت الأذان سمعها وهي تصغي لها مُغناة، فأهلا به بيننا إنسانا وشاعرا كبيرا. إلى ذلك قرأ الشاعر محمود قصائد من مثل: «فاعلاتن مستفعلن فاعلاتن، السيدة نفسية، درج الكلحة، صار لدينا سودانان، على أطلال قرطاج، عرب ولكن»، وقصائد أخرى ذات مسحة غنائية عذبة عاين فيها حال الأمة العربية وما وصلت إليه، ناعيا السيدة نفيسة، ونفيسة، هو الاسمُ الأصلي لبِرْلَنْتي عبدالحكيم عامر توفيت مؤخرا حيث بقيت حيّة بعد المشير، ثلاثة وأربعين عاما. يقول في قصيدته «السيدة نفيسة»: «أَنْعي للأُمّةِ ‹›بِرْلَنْتي››!/ شاهِدَةُ العَصْرِ/ وسيّدةَ ‹›النَّصْرِ العربيِّ››، على العُدْوانْ!/ في ما سُمّيَ: ‹›حَرْبَ حُزَيْرانْ››!/ أَنْعي للأُمّةِ ‹›فارِسةَ الفُرْسانْ››!/ قاهِرةَ مئيرَ/ وشاميرَ/ ودايانْ!!/ ليسَ صحيحاً/ أَنَّهُمْ احْتَلّوا الضّفّةَ/ أَوْ سيناءَ/ أَوْ الجولانْ/ بَلْ سَقَطَتْ سَهْواً!!/ حينَ غَفَتْ ‹›بِرْلَنْتي››، تلكَ الليلةَ/ وَهْيَ- مُشيرةُ كُلِّ القوّاتِ/ على مُخْتَلَفِ الجَبَهات!-في أَحْضانِ ‹›مُشيرِ الغَفْلةِ›/ كانَ يُحاوِلُ تَنْظيمَ ‹›العمليّاتْ››!/ يَتَنَقَّلُ من ‹›بَطْنِ الوادي››/ حتّى ‹›ظَهْرِ الجَبَلِ››/ وَيَرْسُمُ لِلْعَسْكَرِ/ ‹›خارطةَ الصَّدْرِ››/ وفوجيءَ/ فوجيءَ فِعْلاً: بالهَزّاتْ!/ قالَتْ ‹›بِرْلَنْتي›› -وَهْيَ تُواسيهِ-/ نُسَمّيها ‹›احدى النَكْسَات››!». وواصل قراءاته الشعرية مستحضرا «السودان»، وما آلت إليه الأحوال والأمور فيه وتقسيمه متأسيا على الخراب الذي يعم الوطن العربي، قصيدة تحاكي احتراقات الإنسان وجراحاته والشتات الذي يخيم عليه، يقول في قصيدته الموجعة:»صارَ لَدَيْنا الآنَ: «سُودانانْ»!/ فَهَلْ تُرى يصيرُ «للعُرْبانْ»!/ في كُلّ شَهْرَيْنِ من الزَّمانِْ/ دولةٌ/ أو نِصْفُ دولةٍ/ تَزيدُنا ناراً على النّيرانْ!/ مُبارَكٌ للأَهْلِ/ والإخوانِ/ والجيرانْ!!/ فَذلكَ الذي يَنْقُصُنا!/ وما عَداهُ.. كُلُّ شيءٍ في بلادِنا:»تَمامْ!»/ عَدالةٌ/ حُرِيّةٌ/ صناعةٌ/ تجارَةٌ/ زِراعةٌ.. ثقافةٌ..
إعْلامْ !/ وفوق هذا كُلّه.. وذاك/ يُوجَدُ عِنْدَنا/ في الوَطَن المُمتدّ مَنْ هُنا/ إلى.. هناك/ أَفْضَلُ ما رآهُ العالَمُ القَديمُ/ والحديثُ». وألقى قصيدة مؤلمة تحدث فيها عن الجرح الفلسطيني، وهي قصيدة كتبها الشاعر بعدما نجح أوباما واستلم زمام المسؤولية في الولايات المتحدة وهي عبارة عن رسالة من طفل فلسطيني إلى الرئيس باراك حسين أوباما وترجمت باللغة الإنجليزية تقول القصيدة على لسان الطفل الفلسطيني: «لم أهدم البرجين/ ولا أصبت واحدا من ربعكم حتى ولو بالعين/ وكنت معجبا وما أزال/ بالتعددية العرقية الدينية القومية الفكرية/ لأنها هي التي قد جعلت بلادكم على مدة قرنين/ الدولة العظيمة القوية الغنية/ وكنت كلما قرأت عن مدينة نيويورك/ أنحني وأرفع اليدين بالتحية لنصب الحرية/ لكنني أسأل يا فخامة الرئيس/ ما الذي فعلت كي أكون دائما أنا الضحية؟/ أدولف -هتلر- لم يكن أبي ولا أبا أبي/ حتى تكون لي علاقة بالمحرقة/ وموسوليني لم يكن من أقربائي/ كي تعلقوا لي كلما لمحتموني مشنقة/ أنا الوحيد في جهات الأرض يا فخامة الرئيس/ ليس لي جهات/ وصار عمري ألف سنة وليس لي حياة». إلى ذلك تحدث الناقد الكتور سليمان الأزرعي بمداخلة نقدية أشار فيها إلى تجربة الشاعرة حيدر محمود قائلاً: بأنه من الممكن أن يقرأ حيدر بمستويين، الأول المستوى الغنائي الذاتي وهي قصائد كانت مغرية للفنانين والمغنيين الذين أطلقوا أصواتهم الجميلة في ترديد أشعاره وهي ليست الأكثر أهمية في إبداعه بل ان الأهم في تجربته، فقصيدة الهم التي تعكس قلقاً وجودياً يترجم هم الشاعر الإنساني، وغالبية هذه الأشعار غير معروفة إلا بمقدار قليل وتظل هذه القصائد عرضة لإقتحام المتبني وإحتلاله لهذه القصائد مما يجعل أفقها مفتوحاً ومراوحاً ما بين الراهن والمنشور، بين الحلم والمتاح الأمر الذي يرفع من درجة حرارة حيدر محمود. اما المخرج أسعد خليفة أشاد بالشاعر محمود وذكر أن المغفور له الملك الحسين طلب منه في معركة الكرامة أن يشارك مع الجنود في حضور المعركة وفعلاً كان معهم وكتب قصيدة عن الكرامة وعن النهر، وكما تحدث ايضاً الناقد أحمد دحبور الذي قال بأن الشاعر يكتب نفسه صادقاً مع همه وجرح الأمة العربية. -








طباعة
  • المشاهدات: 34584

إقرأ أيضا

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم