حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الأحد ,14 ديسمبر, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 23989

قسوة القلوب

قسوة القلوب

قسوة القلوب

09-07-2016 04:08 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : د عودة ابو درويش
هل من علاج لقسوة القلب عند بعض الناس ، الذين يبتعدون بقسوة قلوبهم عن الله ، والذين لم يشعروا يوما بأنّ ضميرهم يؤلمهم لعمل غير صالح قاموا به ، أو لم تؤثّر فيهم دمعة يتيم ، أو لدعاء امرأة ثكلى فقدت زوجا أو أبنا ، أو نصروا الظالم على المظلوم ، أو حرموا محتاجا من أن يحصل على ما يريد من حاجات بسيطة تغنيه عن السؤال ، ولم يعطفوا على فقير ولم يرحموا معاق ، ولم يهتمّوا بأمور اخوتهم ولم يعينوهم على من عاداهم ، ولم يتأثروا بآيات القرآن التي تتوّعد القاسية قلوبهم بالويل في الآخرة ، ولا يردعهم موت انسان قريب منهم أو بعيد عن عمل السوء مع الناس ويؤثرون متاع الدنيا القليل على نعيم الآخرة ، هؤلاء هم من تتوّحش قلوبهم فتقسى ، فيضيقون بالناس ويضيق الناس بهم .
القاسية قلوبهم من أخطر الناس على مجتمعاتهم ، فبهم وبسببهم يصبح المجتمع منعدم للرحمة والرفق واللين بين أفراده ، فتزول عنهم النعم ويبتلون بالنقم ، وتكثر بينهم وبين أفراد مجتمعهم العداوة ، وتدخل الامراض الى قلوبهم فيصبحون أكثر عرضة للإغواء واتباع الشهوات ، ويحبّون الدنيا ويركضون للحصول على رزق كتبه الله لغيرهم ، فيعتدون على رزق غيرهم من غير وجه حق ، ويكثر الران الذي ذكره الله في كتابه العزيز على قلوبهم بسبب الأعمال السيئة التي يقومون بها ولا يتوبون عنها ، ويغفلون عن ذكر الله الذي بذكره تلين القلوب ، فيقومون بالأفعال التي تغضب الله ويكرههم بسببها الناس .
ولكن هل يستطيع القاسية قلوبهم معالجة هذا المرض ، نعم ، فقد شكا رجل الى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قسوة قلبه فأعطاه الحلّ السحري بأن يطعم المساكين وأن يمسح على رأس اليتيم ، لانّ الذي يعتدي على حق المساكين والمحتاجين ويأكل مال اليتيم ، يخرج من رحمة الله ويصبح قلبه قاسيا خاليا من ذكر الله ، وأن من يفعل ما أمر به رسول الله يصبح قلبه رقيقا لينّا يحسن معاملة الناس ولا يقسو عليهم ، وبعكس ذلك فانّ على القاسية قلوبهم أن يقفوا أمام المرض الذي أصابهم ، فيحاسبون أنفسهم ولا يستقوون على الناس بأفعال لا يحبّها لله ، فيكونون ممن وصفهم الله بالقاسية قلوبهم الذين توّعدهم بعذابه .
في أيّامنا هذه أصبح القاسية قلوبهم يتفاخرون بذلك فتجدهم يعتدون على حق المحتاج واليتيم ويظنّون أنّ الله لا يراقب أعمالهم الشنيعة التي بسببها سيدخلون نارا وقودها الناس من أمثالهم والحجارة ، فقد غضب عليهم الله وكرههم الناس وعليهم محاسبة أنفسهم وإصلاح قلوبهم لعل الدرن يذهب عنها . وقد قال ابن القيّم رحمه الله ، ما عوقب عبد بعقوبة أعظم من قسوة القلب والبعد عن الله وما خلقت النار إلا لإذابة القلوب القاسية ، فإذا قسا القلب قحطت العين. نسأل الله العافية.








طباعة
  • المشاهدات: 23989
برأيك.. هل تجر فرنسا وبريطانيا وألمانيا أوروبا لحرب مع روسيا رغم خطة ترامب لحل النزاع بأوكرانيا؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم