سرايا - سرايا - انا موظف وظيفة بسيطة في دائرة حكومية . . دخلي محدود وثقافتي محدوده وتفكيري محدود – كما يقول الشباب في العمل – وحياتي كلها محدودة

عمري 31 سنة متزوج وعندي 3 أولاد وبنتين وأسكن في منزل بالإيجار في شرق العاصمة
ويتطلب عملي أن أستقل مواصلتين الأولى من محل سكني الى وسط البلد والأخرى من وسط البلد الى مقر عملي ويتطلب ايضا أن أصل الى العمل قبل الوقت المحدود أيضا في الساعة السبعة والنصف صباحا

قبل حوالي 5 شهور لاحظت أن أحد الفتيات المحجبات ترمقني بنظرة غامضة عندما مشيت من أمامها لآخذ موقعي في الطابور تجاهلت الموضوع ولم أعره أي إنتباه

في الأيام التالية لاحظت أن الفتاة نفسها تنظر إلي بنفس النظرة
لم تشكل اي اهتمام عندي حتى انني كنت انساها تماما يومي الجمعة والسبت وأتذكرها قبيل أن اراها يوم الأحد بلحظات

ومع مرور الأيام بدأت تلفت نظري وصرت أنتظر أن اراها وأنتظر تلك النظرة المبهمة
احسست بالمشكلة لأول مرة عندما تغيبت عن دوامها ليومين متتاليين فقد أحسست بالكآبة والضيق في هاذين اليومين

ولكن تلاشت هذه المشاعر السلبية عندي عندما رأيتها في اليوم الثالث تقف في نفس المكان
واحسست لوهلة بأنها تنتظرني وأكد هذا الإحساس تلك الأبتسامة الساحرة على شفتيها الصغيرتين . . .
وبادرتها أنا ايضا بابتسامة خفيفة كردة فعل غريزية . . . ليس إلا
بعد ذلك أصبحت كل ما أراها وأرى تلك الأبتسامة الخفيفة أشعر بالسعادة الغامرة وأبدأ نهاري بتفاؤل ونشاط . . . وصرت أنتظر بداية الأسبوع بفارغ الصبر لأراها بعد اجازة طويلة ومملة
لم أحاول ولا حتى فكرت ان أتعرف عليها أو أعطيها رقم هاتفي أو كلمة حسابي على الفيس
لأنني رجل متزوج أصلا وعندي أولاد ومخلص لزوجتي التي تحبني وتحترمني وتقدر ظروفي لأبعد حد . .

وهي - الفتاة - لا أعلم عنها شيئا فقد تكون متزوجة أو مخطوبة أو بنت لم يسبق لها الزواج أو الإرتباط بدأت مشكلتي الحقيقية منذ أسبوعين فقط فقد إختفت تماما ولم يظر لها اي أثر
ومنذ ذلك الحين وأنا اشعر بالتعاسة والحزن الشديدين وأذهب الى عملي مثقلا بالحزن والهموم
احاول جاهدا جاهدا . . . أن أنساها ولكن لا أستطيع . . بل على العكس اشعر بحاجتي لرؤيتها تزيد يوما بعد يوم

. . . ماذا أفعل . . أرشدوني