حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الأحد ,14 ديسمبر, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 104747

راشد الزيود .. للوطنْ بارودْ .

راشد الزيود .. للوطنْ بارودْ .

راشد الزيود ..  للوطنْ بارودْ .

03-03-2016 10:54 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : المهندس عصمت حداد

الشَّهيدْ : كلمةٌ لا ينالُ شَرَفَها إلا الرجلِ الذي يهِبُ نفسَهُ لِلذودِ عن مبادِئهِ ، وكثيرونَ مِن أبناء هذا الوطنِ يتمنونَ الظَّفَرَ بها.. والحُصولِ عليها.

إنَّ معادلةَ هذه الأمةِ تقول : أنَّ مَن يموتُ ﻷجلِ نفسِهِ.. سيعيشُ صغيراً ويموتُ صغيراً ، وأنَّ مَن يموتُ ﻷجلِ أُمتهِ.. سيعيشُ عظيماً ويموتُ عظيماً ؛ فالشَّهادَةُ قيمةُ القِيَمِ وذمَّةُ الذِّممْ ، والشهداءُ هُم بُناةُ الوطنِ وصُنَّاعُ النَّصْر ، هُم الحقيقةُ الوحيدةُ الواضحةُ في واقِعِنا المُلتَبَسْ ، فلا لُغَةً يَسَعُها تجاوزَ رائحةِ دمائهِم ، ولا كُلَّ حروفِ الأبجديَّةِ تكفي لِرِثاءِ شهيدْ ، فطوبى لكم يا شهداءَ الحقّ ، طوبى لكم يا شهداءَ الواجِبِ ، إننا ننحني إجلالاً أمامَ عظمتكم.. وأنتم ترتقونَ كالشُّهُبِ في السماءْ ، أنتم الباقونَ في الذاكرةِ ، وبكم تشمخُ الأوطانْ ، ذكراكم لن تموتْ ، ها هيَ الجنَّةُ شَرَعَتْ أبوابها لِتستقبِلُكُم.. فاستحقيتُمُ الخلودَ الذي لا ينالُهُ إلا الشُّرفاءُ المناضلونَ دفاعاً عن ترابِ الوطنِ وصَونَ كرامته ، ستبقى سيرتكمُ العطِرَةُ..قناديلاً لِمعنى الكرامةِ والحُرِّيهْ ، ستبقى سيرتكم العطِرةُ.. مشاعلَ حقٍّ لمعنى النَّصْرِ والإرادةِ..ولحناً مكلَّلاً بالغارِ والياسمينْ.. وعنواناً صادِقاً لوجودنا وكرامتنا.. ونهجاً أردنيَّاً ضارباً في عمقِ التاريخِ والحضارهْ ، سلامٌ عليكم يا زنابقَ التضحيهْ.. يا عناوينَ الفِداءْ ، أنتمُ الأحياءُ والأحياءُ أنتم ، لقد صنعتُم منَ الموتِ أُنموذجاً نفتخِرُ بهْ ، أنتمُ النَّصْرُ والنَّصْرُ لا ترويهِ إلا الدماءْ .

اليومُ.. عرسٌ وطنيٌّ آخَرْ ، عرسٌ في البطولةِ والشَّرَفِ والتَّضحيَهْ ، اليومُ.. يستشهدُ البطلُ " راشد الزيود " دفاعاً عن ترابِ الوطنِ الغالي.. وعن كرامةِ الإنسانِ الأردني وحريتهْ ، فأيُّ كلامٍ بحقِّكَ يقالْ ؟!! حتى الحُروفُ خجِلَةٌ منكْ ، لقد بذلتَ روحَكَ فداءً لوطنِكَ.. فما أكرمَهُ من بذلْ ، لن نبكيكَ وقد وقفتَ وجهاً لِوجهٍ أمامَ خفافيشِ الظلامِ.. فَسَطَّرتَ شَهادَتَكَ على سفوحِ خَيبتِهِمْ ، لقد تعلمنا منكَ الكثيرَ.. فكنَّا تلاميذَ بطولتِكْ ، وكتَبنا عنكَ أقلَّ بكثيرٍ مما تستحقّْ ، اللهُ أكبَرُ يا راشِدُ.. وأنتَ تُحلِّقُ في ربوعِ القِمَمِ، اللهُ أكبرُ.. وأنتَ تزرعُ فينا الأملِ.. وتُجدِّدُ في قلوبنا التَّضحِيَهْ ، كلماتُنا أبتْ أنْ تظَلَّ في الحناجِرِ.. وشائت أن تعانِقَكَ قبلَ أن تُدفَنْ ، وحُروفُنا تتناثَرُ أمامَ جُثمانِكَ المعطَّرِ.. وروحِكَ الطَّاهِرهْ ، لا حَرَمنا اللهُ مِنْ رِجالٍ مِثلَك .

وداعاً أيها البطلْ.. إنَّ القلبَ لَيَحزنْ.. وإنَّ العَينَ لَتدمَعْ.. وإنَّا على فُراقِكَ يا راشِدُ لَمحزونونْ .
رحِمَكَ الله.. وإنَّا للهِ وإنَّا إليهِ راجعونْ.








طباعة
  • المشاهدات: 104747
برأيك.. هل تجر فرنسا وبريطانيا وألمانيا أوروبا لحرب مع روسيا رغم خطة ترامب لحل النزاع بأوكرانيا؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم