حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الأحد ,14 ديسمبر, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 24258

سوريون بين أهلهم الاردنيين

سوريون بين أهلهم الاردنيين

سوريون بين أهلهم الاردنيين

04-02-2016 03:13 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : د عودة ابو درويش
على الحدود مع سوريا رجال لا ينامون الليل ليحموا بلدا وضعت فيهم الامل بأن يسهروا على مراقبة الحد الفاصل بين دولتين شقيقتين , احداهما فيه حرب بين ابناءها , وكلّ فريق منهم يدّعي امتلاك وصفة النجاة , ولكنهم لا يعترفون الاّ بالسلاح طريقا لتحقيق هذه الوصفة , ويوميا رجال القوّات المسلّحة الاردنيّة يستقبلون كثيرا من النساء والاطفال والشيوخ والرجال الهاربين من جحيم الحرب الى حضن الاردن لينعموا بالأمن والامان , والاطمئنان على حياتهم وحياة أبناءهم , يستقبلهم الرجال بمحبّة وحنان , يسقون العطشى ويعالجون المرضى , ويحملون الاطفال والعاجزين عن الحركة , يدّثرون من أحس بالبرد , ويطعمون الجائع , ويؤمنون الجميع الى أماكن تؤويهم الى حين .
الحافلة التي تقلّ ركابا من عماّن الى اربد , كانت تارة تتسلّق طريقا ثمّ تهبط آخر , وانشغل كلّ واحد من الركّاب امّا بالحديث الى من بجانبه , أو بالنظر من النافذة الى الجبال الرائعة التي تكسوها الاشجار كثيفة الاغصان , وآخرين احسّوا بالنعاس فغفوا , ولكنّ المرأة السوريّة الحامل ألتي لجأت الى الاردن, من سوريا التي خرّبها الدمار العظيم ,بعد أن اقتتل بعض ابناءها وشردّوا الآخرين , الى بلد معطاء عظيم وأهله طيبون كريمون , احسّت هذه المرأة بآلام الطلق الشديدة مع حركة الحافلة , فتداعى جميع الركّاب لمساعدتها , وتمّ الاتصال بالدفاع المدني الاردني , الذي أسرع المسعفين فيه , الحاضرين دائما للمساعدة , وكأنّهم ينتظرون أن ينادى عليهم للنجدة فيلبّوا , وهبوّا مسرعين لمساعدة الوليدة في الخروج الى الحياة مبتسمين مسرورين .
في البلديّات يقدّمون الخدمة للاجئين مثلما يقدّمونها لابن البلد وأكثر , ويستمعون لطلباتهم وملاحظاتهم , ويسهرون على راحتهم , بالرغم من الضغط الكبير على الخدمات بسبب تضخّم اعداد سكّان المدن . والجمعيّات الخيرية المنتشرة في كلّ مدن المملكة , لا تدّخر جهدا في دعم اللاجئين , وتأمينهم بما يحتاجون من اشياء , ليكون عيشهم كريم . ويتنقّل اللاجئون بحريّة في كلّ مناطق الاردن من دون أن يخافوا على أنفسهم , لانّ رجال في الامن العام يحمونهم ويقدّمون لهم الخدمة التي يحتاجون في حلّهم وترحالهم .
كلّ أبناء الاردن في كل مواقعهم يعتبرون السوريين أخوة لهم , أتوا اليهم يستجيرون بهم , فأخذوا يرحّبون بهم ويساعدوهم , بالرغم من ضيق الحال الذي به يعيشون , وقلّة الموارد , وقلّة الدعم من الدول التي كانت تدعم اللاجئين في بداية الازمة ثمّ قلّ دعمهم , والاردنيّون لا ينتظرون الشكر من أحد , ولا يمنّوا على الآخرين بما قدّموا لهم , لأنهم انما يرجون الثواب من الله وحده .








طباعة
  • المشاهدات: 24258
برأيك.. هل تجر فرنسا وبريطانيا وألمانيا أوروبا لحرب مع روسيا رغم خطة ترامب لحل النزاع بأوكرانيا؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم