حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الخميس ,2 مايو, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 32472

من ذكريات المحاربين القدامى

من ذكريات المحاربين القدامى

من ذكريات المحاربين القدامى

21-09-2015 02:12 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم :
في احدى المناسبات الاجتماعية تواجدت مجموعة من المحاربين القدماء الذين خدموا في الجيش العربي يتحدثون عن ذكرياتهم ، ولما كنت قريبا من مجلسهم ، ارادوا ان يشركوني في حديثهم علما انني لم اكن واحدا منهم ، كنت ايامها ما زلت تلميذا في المرحلة الابتدائية .
حقيقة انني كنت استمع اليهم بكل اهتمام وشغف ، ففي تلك الحقبة التي سبقت احتلال الضفة الغربية عام 67 وسمّيت بالنكسة او حرب الايام الستة ، كانت المملكة الاردنية الهاشمية تتألف من جناحين احدهما شرقي النهر في حين الآخر غرب النهر ، الضفة العربية التي كانت آنذاك تتألف من ثلاثة محافظات هي نابلس شمالا والقدس وسطا والخليل جنوبا تقابلها ثلاثا على الجناح الآخر، اربد شمالا والعاصمة عمان في الوسط والكرك جنوبا ، ألم اقل جناحين ، فهل يستطيع الطير ان يحلق بجناح واحد !!!
اعمارهم هؤلاء المحاربين القدامى تجاوزت السبعين بعضهم في اواسط الثمانين من عمره ، لكن ما شد انتباهي هو حنينهم الصادق الى تلك الفترة من تاريخ الاردن، حيث كان تاج الجيش العربي او شعاره يزين جباههم ، يتذاكرونها بحلوها ومرها واشتباكاتها المتكررة مع جيش العدو ، كان الجيش العربي ما زال في بداياته ، وكان تم طرد الجنرال كلوب من قيادة الجيش عام 56 بعد مخاض عسير، حدثنا عنه المرحوم بهجت التلهوني بمزيد من التفاصيل المذهلة ، عانى فيها جلالة المغفور له الملك حسين رحمه الله الأمرين بين تهديدات حكومة بريطانيا وتمترس هذا القائد الانجليزي في منصبه ، الذي اقصي منه بإصرار ملكي امتزجت فيه الشجاعة والحكمة الى ان تم ترحيله قسرا الى بلاده ، وسط موجات من التهديدات التي وُجهت للأردن وقيادته من كل حدب وصوب ،واسوأها ان الفرقة 82 مظلات وصلت قبرص في طريقها للأردن !! جلالة الملك حسين يومها كان في الواحدة والعشرين من عمره ، بيد أن هذا الهاشمي المقدام الذي كان مستعدا للتضحية بعرشه وحياته من اجل رفعة الاردن وسيادته واستقلاله .
تعريب الجيش العربي كانت الخطوة الجريئة الشجاعة التي اقدم عليها الملك حسين رحمه الله فهزت المنطقة بأسرها ، ورمت خلفها حقبة من الهيمنة العسكرية الانجليزية على كافة قطاعات الجيش العربي ، كان القادة الانجليز شوكة في حلق القرار الأردني ، وفي حلق السيادة الأردنية ، بل والأمن القومي الأردني .
وعلى ضوء هذه المعطيات لم استغرب تفاخر هؤلاء ( الاختيارية ) بالضباط الأردنيين الذين خدموا تحت قيادتهم ومن هذه الأسماء التي ذكروها ابو دخينة ، اجود بك وهو بني معروف ، محمد كساب ، محمد محسن ، علي مطلق ، محمد ضيف الله ، هؤلاء كانوا قادة ألوية وكتائب اردنية حاربت في معارك اللطرون ، قلقيلية ، حوسان ، واد السنابرة ، بيت مرسم ، السموع ، وقد سبقها معركة باب الواد الشهيرة والشيخ جراح ، والنبي صموئيل وغيرها من المعارك التي خاضها افراد الجيش العربي للحفاظ على عروبة القدس والضفة الغربية بأسلحتهم المتواضعة ، فماذا كنا نتوقع من الإنجليز مصدر تسليحنا في ذلك الوقت من سلاح غير هذا من حيث الكم والنوع ومقصدي واضح ، لكننا ندرك ان الخيارات التي امام الأردن بل لنقل العرب جميعا كانت محدودة جدا .
من هنا نقول من لم يأخذ من الماضي دروسا وعبر، سوف يتعثر ويفشل في حياته ومستقبله ، نعم نفهم ان كل بداية صعبة ،وفعلا كانت صعبة على الجميع شرقا وغربا ، لكن الارادة والعزم تتحدى المستحيلات ، شرف الانتماء ليس مقصورا على حقبة بعينها ، او شريحة بعينها ، بل موجود في كل زمان ومكان ، فتحية لكل المحاربين القدماء اينما وُجدوا وفي مقدمتهم الشهداء الذين ضحوا بحياتهم في سبيل الوطن .


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 32472
برأيك.. هل تكشف استقالة رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية وصول الردع الإسرائيلي لحافة الانهيار ؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم