بقلم :
كان مسلسلا كرتونيا جميلا تابعناه في طفولتنا، حيث كنا نذهل بكل ما هو غريب وجميل، ولم نكن نعرف أننا سنتابع جزأه الثاني حينما نكبر، فالسفيرة الأمريكية "إليس ويلز" لها نشاطات غير مسبوقة في الأردن، فتارة نجدها بين مضارب الشعر وتارة أخرى في ندوات ومؤتمرات، وتتصدى للدفاع عن حرية التعبير، وهذا قد يكون حقها وجهودها مشكورة في مؤازرتها لمن تجد أنهم يستحقون مؤازرة ممثلة دولة عظمى مثلها
لكن صدقيني يا"إليس" كنت أنتظر منك المزيد ولم أزل أنتظر المزيد، وأعتقد وقد تكونين قد أدركت بالخبرة بأنك في بلاد العجائب أن هنالك الكثير من القضايا التي تنتظر أن تنتصري لها، لا عليك، "سأغششك"
في بلادنا، ينام مسنون تحت أدراج بنايات ومنازل وتحت أسقف زينكو، وفيها أيضا مسنون مختلون عقليا لا توجد جهة تسأل عنهم،
في بلادنا، تضطر النساء للتنازل مرة تلوة أخرى كي يحصلن على حق هو بالأصل حق إنساني
في بلادنا تتبوأ النساء المراكز والمناصب كاسسوارات لنثبت حسن نوايانا تجاه اتفاقية سيداو غير أن المتحكم حتى بوضع هؤلاء هو الرجل
في بلادنا يا عزيزتي، تساء معاملة المعاقين عقليا في المراكز ويضربون ولا توجد مراكز حكومية نهارية لمن يرغبون في احتواء الابن المختل بقية النهار
في بلادنا تعطى المعونة لغير مستحقيها ويحرم المستحقون، أما معاملة الموظفين فقد تبرر بسوء احوالهم أيضا
في بلادنا يا إليس، تجدي كل ضياع الأرض في عيون الشباب الذين يتخرجون فلا هم يحصلون على وظيفة ولا حتى على فرصة عمل بعيدا عن الشهادة، هم اجتازوا ثقافة العيب وواجهتهم عقبات أخرى، والمسؤولون في صمم
في بلادنا تتسع الطبقية وتتلاشى الطبقة الوسطى ويزداد العنف المجتمعي وتزداد مشكلات السرقة والجريمة بانواعها والغش والتزوير والتلاعب بين مختلف الفئات، أما السبب فهو سوء السياسة الاقتصادية .
إليس الجميلة: أظنك رأيت أو لاحظت أن مختلف أنواع الامراض النفسية منتشرة لدينا، من تضخم في الانا الى شعور بالدونية إلى احباط يولد عدوانية، إلى فصام وعدم معرفة الشخص او تمييزه بين ما يجب وما لا يجب، ولذا نحن مجتمع نقول ما لا نفعل ونفعل افعال متناقضة
وبعد يا سفيرة الدولة العظمى،،، ألا يحتاج كل هذا وقفة منك وبالشراكة مع المسؤولين لإيجاد الحلول
والاقتصاد أبو المشكلات وهذا لا يخفى عليك ،،،
في بلادنا نعشق الوطن ونعشق ترابه وكل على طريقته ، وأجمل عشق ذاك الذي يشير إلى الخلل كي يسهم في اصلاحه
Dr.maysaquraan@yahoo.com

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا