07-09-2015 08:26 PM
سرايا - سرايا- لم تجد الثلاثينية، بعد طردها من المنزل الذي كانت تسكنه من قبل مالكه ومصادرة البسطة التي كانت تعتاش منها على الشاطئ الجنوبي، سوى باص صغير غير مرخص يؤويها مع طفليها بغداد (6 أعوام) وأحمد (4 أعوام)، كما تقول.
وتضيف الأردنية "أم بغداد" "أقوم باحتضان طفلي، في كل ليلة في محاولة يائسة لتمرير الدفء إلى أجسادهم النحيلة، التي لم يملأها طعام كاف أو يغطيها لباس واق، في ظل عجزي عن تأمين الحياة الكريمة لهما رغم الغلاء الفاحش".
وتتابع .. "أؤوي أطفالي في باص منتهي الترخيص أنام فيه، فهو عبارة عن منزل صغير متنقل، "فلم أعد أقوى على مواجهة النوائب من جوع وفقر وحرمان".
وتشير "أم بغداد"، والدموع تملأ عينيها، إلى أنها تعاني الأمرين مع طفليها اللذين يجابهان البؤس والشقاء بالدعاء، حيث تقضي معهما معظم الأيام بلا طعام سوى ما يجود به أهل الخير.
وتعاني هذه الأم التي تركها زوجها وبقيت تعتاش من أهل الخير على قارعة الطريق، من عدة أمراض أبرزها القلب، والديسك، وضعف الغشاء المعدي، بالإضافة إلى أنها قامت بعمل خمس عمليات جراحية "افتاق"، عدا أنها لا تتقاضى أي راتب من أي جهة كانت، فقد تابعت مديرية التنمية الاجتماعية في العقبة للحصول على راتب معونة،" لكنني اصطدمت برفض التنمية لانني لا أمتلك عقد إيجار لمنزل"، كما تقول.
"أم بغداد" أردنية ونظراً لعدم وجود راتب او عمل فقد اتخذت من الشاطئ الجنوبي في العقبة مكاناً لــ"بسطة" تبيع من خلالها المشروبات الساخنة "القهوة والشاي" "وهي مصدر لسد رمق ابنائي من الجوع والملبس، وايضاً مصدر لدفع أجرة البيت الذي أسكنه".
وتضيف "أم بغداد" أنه تمت مصادرة بسطتها وتحويلها الى الاجهزة المعنية في العقبة التي "أعلمتني بأنني معرضة للعقوبة بالسجن والإقامة الجبرية ان عاودت العمل على البسطة من جديد". وأمام هذا الواقع تضيف أم بغداد "اصبحت خالية اليدين من العمل، وعليه تراكمت اجرة المنزل، مما دفع بصاحبه الى طردي أنا وأبنائي دون ان يسمح لنا بأخذ مقتنياتنا نهائياً".
وتتمنى "أم بغداد" أن تسكن تحت سقف منزل خاص بها وبأطفالها، بعد أن تركها زوجها وبقيت تعتاش من أهل الخير في باص متنقل لا يكاد يتوقف في شارع محدد.الغد