حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الأحد ,14 ديسمبر, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 23860

اليوم الاوّل للمعلّم الجديد

اليوم الاوّل للمعلّم الجديد

اليوم الاوّل للمعلّم الجديد

01-09-2015 11:25 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : د عودة ابو درويش
كان على المعلّم الجديد , الذي تمّ تعيينه في القرية الجنوبيّة البعيدة عن بلدته التي تقع في اقصى الشمال , ان يستعد ليومه الدراسي الاول , بعد ان ركب اربع وسائل نقل للوصول الى بلدة صغيرة فيها مكان عمله الاوّل , حدده له مدير التربية , وهو في مدرسة صغيرة ليست اكثر من ثلاث غرف , في قرية جنوبية وادعه , قليلة عدد السكان , وقليلة عدد الطلاب الدارسين فيها, وهم في صفيّن مجمعيّن , من الاول الى الثالث ومن الرابع الى السادس , ذكورا واناثا , وقد كان بعد رحلته الطويلة , متعبا جدا , لدرجة انه لم يدر كيف نام في الغرفة الثالثة التي هي ادارة للمدرسة ايضا .
وقف امام باب الغرفة ينظر الى دور القرية القليلة , والى الطلبة الذين اتوا تقريبا مع بعضهم , وهم ينظرون اليه , الى المعلّم الجديد الذي سيبدأ معهم رحلة دراسيّة لن تطول كما تعودوا كلّ سنة , لأنه سينتقل من مدرستهم الى مكان آخر في نهاية السنه , وليتركهم مع مدرس وحيد من أبناء قريتهم , وعليهم بعد ان ينهوا الصف السادس ان ينتقلوا الى القرية المجاورة التي فيها مدرسة بعدد صفوف اكثر وعلى معظم الاناث ان يتركن الدراسة ويجلسن في البيوت , يرعين شؤون اهلهن ومن ثمّ أزواجهن وهو عمل لا شكّ جليل .
كان على المعلّم الجديد في الحصة الاولى أن يتعرّف على طلبته , سألهم عن اسمائهم وأسماء آبائهم , عن أحوالهم , وظروف معيشتهم , كانوا قليلي الكلام ويخجلون من الاجابة كما بدا له , وعندما سألهم هل تحبّون المدرسة , لم يجيبوا , وكان عليه هو أن يجيب على سؤال أحدهم , هل ستبقى يا استاذ الى السنة القادمة , لم يستطع الاجابة , فمن الذي يرغب في أن يدرّس في هذه القرية النائية , ولكنه أجاب , نعم , اذا ساعدتموني على ذلك , وان كنتم من الطلبة المجتهدين المحبين للمدرسة , واذا انتبهتم لشرحي وحضّرتم الدروس في البيت , اذا استمعتم لنصيحتي فقد يصبح منكم من يذهب للجامعة ويعود الى هنا , ليصبح مدرّس في هذه المدرسة, أو طبيبا في المركز الصحي أو مهندسا زراعيا يخدم ابناء بلدته .
اتبّع المدرّس معهم اسلوبا يحببهم في الدراسة والمدرسة , وكان الدرس الاول حبّ الوطن , بسّط لهم الدروس , وركّز على النشاطات , أحبّه الطلبة وأهاليهم , وأصبح مع مرور الايام يعرفهم واحدا واحدا , ويعرف همومهم البسيطة وشكواهم ,وأخذوا يشركونه في قضاياهم ,وعقد العزم على ان لا يتقدّم بطلب للنقل من المدرسة وبقي فيها سنين عديدة , فقد احبّ الطلبة واهاليهم وأحبّوه .











طباعة
  • المشاهدات: 23860
برأيك.. هل تجر فرنسا وبريطانيا وألمانيا أوروبا لحرب مع روسيا رغم خطة ترامب لحل النزاع بأوكرانيا؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم