29-12-2014 03:42 PM
سرايا - سرايا - ان يوما عاديا بالنسبة لفرناندو توريس، تدرب في صالة الألعاب الرياضية، وبعدها شارك في تمارين ميلان الجماعية قبل مواجهة ودية أمام ريال مدريد في دبي، ثم جاءته الأخبار السعيدة، صفقة الإعارة إلى ناديه السابق أتلتيكو مدريد تمت صباح الاثنين.
ودع توريس رفاقه واحدا تلو الآخر في مكان إقامة ميلان على شاطئ جميرة، ثم بدأ يفكر ويقول في نفسه.. هل سأعود إلى سابق ألقي أخيرا؟
توريس رسميا إلى أتلتيكو والمشاركة الأولى ستكون في الديربي أمام ريال مدريد
ميلان يريد التخلص من مهاجمه توريس.
مع أتلتيكو، تعرف توريس على التحديات التي تواجه لاعبي كرة القدم المحترفين، أدرك حقائق لم تكن خاطرة في باله، عمل جاهدا لإثبات نفسه، ونجح في فترة زمنية قصيرة في أن يصبح علامة بارزة بالنسبة لأنصار النادي.
الظروف تختلف هذه المرة، الآمال المعقودة على الـ"روخي بلانكوس" أكبر بكثير، خصوصا وأنه حامل لقب الدوري الاسباني ووصيف بطل أوروبا، لن يكون دييغو سيميوني زميله، هذه المرة سيستمع لأوامره الفنية على أرض الملعب، وبالتأكيد لن يكون القائد بعد فترة طويلة قضاها بعيدا عن النادي.
مرت السنوات ولم نر الكثير من قدرات توريس، اختفى بريقه فجأة بعد صفقة قياسية انتقل بموجبها إلى تشيلسي قادما من ليفربول، منذ ذلك الوقت.. خفت بريق اللاعب الأشقر، بل تحول في بعض الأحيان إلى مادة مثيرة لسخرية الصحافة الإنجليزية، وبعد نصف موسم متواضع أيضا مع ميلان، يبحث "إل نينو" عن نفسه مع الفريق الذي أعطاه كل الفرص الممكنة.
هل سيلعب توريس أساسيا؟ هو أمر مستبعد بكل تأكيد، فالمدرب سيميوني الذي فقد خدمات دييغو كوستا مع نهاية الموسم الماضي، وجد ضالته في الكرواتي ماريو ماندزوكيتش الذي انضم للفريق قادما من بايرن ميونيخ الألماني مقابل 20 مليون يورو، ماندزوكيتش يمنح اتلتيكو ميزة لم تكن متوفرة في السابق، فهو يسيطر على كل كرة عالية توجه له مستغلا طوله الفارع، ونضيف إلى ذلك قدرته الفائقة وغير المعقدة على تخليص الكرة داخل المرمى، وسجله التهديفي حتى الآن مميز، سواء في الـ"ليغا" أو الـ"تشامبيونز ليغ".
وعلى الأطراف، يتوفر أمام دييغو سيميوني خيارات عديدة، لعل أهمها المهاجم الفرنسي اللامع أنتوان غريزمان القادم من ريال سوسييداد، ويبقى التركي أردا توران بمثابة قلب الفريق النابض، ويشكل مع ماندزوكيتش وغريزمان مثلثا مرعبا في خط المقدمة يقف وراءه صانع الألعاب المميز كوكي.
والأهم من هذا، أن توريس غير معتاد على التواجد في أحد طرفي الملعب سواء يمينا أو يسارا، وإشراكه في مركز كهذا سيعد مغامرة فنية من سيميوني الذي راقب برشلونة وهو يفشل في إيجاد مكان مشابه للأوروغوياني لويس سواريز منذ قدومه إلى النادي الكتالوني.
لهذا السبب، يبدو منطقيا أن يشارك توريس - كما اعتاد - في مركز المهاجم الصريح، إما بديلا لماندزوكيتش، أو كأساسي في مباريات الكأس أو أوقات الذروة التي تزدحم خلالها برنامج المنافسات.
ويعلم سيميوني أن مشاركته في 3 بطولات هذا الموسم يحتم عليه إيجاد حلول متنوعة، وتوريس يبدو الخيار الأنسب خصوصا وأنه يعرف النادي، يعرف المدرب، ويدرك تماما سخونة الأجواء على مدرجات "فيسنتي كالديرون.
ويبقى السؤال الأهم.. بغض النظر عن طبيعة مشاركاته، هل سيتمكن توريس من استعادة مستواه؟
لا يوجد شك في أن "إل نينو" يملك من القدرات ما يجعله مهاجما من الطراز العالمي، أحد الذين يثق تمام الثقة في قدراته هو المدرب الإيطالي القدير فابيو كابيللو الذي صرح لصحيفة "ماركا" على هامش مشاركته في مؤتمر دبي الرياضي: "إنه (توريس) يملك ما يلزم للنجاح، لكنه ضل طريقه قليلا ويعاني من أجل إحراز الأهداف، فقد ثقته التي كانت أهم أسلحته مع ليفربول وخلال فترته الأولى مع أتلتيكو".
وأضاف: "سيساعد سيميوني توريس على العودة مجددا، الأمر ليس متعلقا فقط في تنفيذ متطلبات النظام الجديد، إنها أزمة ثقة، خفت بريقه لكنه سيعيد اكتشاف نفسه بمساعدة تشولو (لقب سيميوني)".
من ناحينه، لم يشكك المدرب المساعد في أتلتيكو مدريد جيرمان بورغوس في أحقية توريس في العودة إلى ناديه القديم، مؤكدا ثقته في قدرة مهاجم ليفربول وتشيلسي السابق على استعادة مستواه المعهود، وقال في تصريحات نقلتها مختلف الصحف الاسبانية يوم السبت: "سيكون (توريس) سلاحا مهما في النصف الثاني من الموسم، سنستخرج الأفضل منه كما نفعل مع كل اللاعبين، إنه يعرف تماما ما يتمحور حوله هذا النادي".