سرايا - سرايا -  السؤال: هل يشترط للراغب بالدخول في الإسلام إعلان إسلامه في المحكمة الشرعية؟

بالإشارة إلى سؤالك المثبت نصّه أعلاه، فإنّ الدخول في الإسلام نعمة من أعظم النعم، وهو رجوع إلى الفطرة التي فطر الله عليها العباد، فقد قال النّبي، صلّى الله عليه وسلّم:« كل مولود يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه» [صحيح البخاري، كتاب الجنائز، باب ما قيل في أولاد المشركين]، وإنّ الدخول فيه يسير، فقد علّق رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم، دخول الجنّة على النطق بالشهادتين، ولم يشترط الإشهاد على ذلك، فقال:« مَن قال أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأنّ محمّدًا عبده ورسوله، وأنّ عيسى عبد الله وابن أمته، وكلمته ألقاها إلى مريم، وروح منه، وأنّ الجنّة حقّ، وأنّ النّار حقّ أدخله الله من أيّ أبواب الجنّة الثمانية شاء» [صحيح مسلم، كتاب الإيمان، باب الدليل على أن مَن مات على التوحيد دخل الجنة قطعًا]. وجاء في القرآن ما يدلّ على ثبوت عقد الإسلام لمَن أخفى إسلامه، ولم يُشهد عليه، قال تعالى: ﴿وَلَوْلَا رِجَالٌ مُؤْمِنُونَ وَنِسَاءٌ مُؤْمِنَاتٌ لَمْ تَعْلَمُوهُمْ أَنْ تَطَئُوهُمْ فَتُصِيبَكُمْ مِنْهُمْ مَعَرَّةٌ بِغَيْرِ عِلْمٍ﴾ [الفتح: 25].

فإذا نطق الراغب بالدخول في الإسلام بالشهادتين، فإنّه يصبح مسلمًا، له ما للمسلمين وعليه ما عليهم، ويلزمه بعد ذلك الإتيان بشعائر الإسلام الظاهرة، كالصلاة والصيام وغيرهما، قدر استطاعته.

هذا فيما يتعلق بجانب الدّيانة، غير أنّ كثيرًا من الأمور الحياتيه تحتاج إلى إثبات الدّيانة، لتتمّ وفق الأصول المرعية؛ فالدّاخل في الإسلام قد يحتاج إلى الزواج من مسلمة، وغير ذلك من المعاملات التي يلزمها شهادة إثبات الدّين؛ ممّا يعني لزوم إثبات الالتحاق بديانة الإسلام رسميًّا لدى الجهات المختصّة، فإن شكّل ذلك حرجًا عليه وخطرًا، فلا مانع وقتها من إخفاء إسلامه حتّى يتيسر له الإعلان عنه، والله أعلم.



والله يقول الحق وهو يهدي السبيل

الشيخ محمد أحمد حسين

المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية