11-09-2010 02:06 AM
كل عام وهم بخير عرب تحت الاحتلال ، وكيد المعتدي . كل عام والأرض العربية بخير ، وتلك المقدسات ، والعرب التي أبيدت في فلسطين والعراق. كل عام وهم بخير ، ورمضان كان تنزل بالطمأنينة على القلوب المذعورة ، وعلى أصحاب الآلام ، وعلى صدور الفقراء التي ضاقت من هم الدنيا ، كل عام وهم بخير أحبتنا في فلسطين ، والعراق ، وأرواحهم ما تزال تصعد يومياً من اثر الاحتلال ، والقصف . كل عام والجرح العربي بخير ، والمكلومون على اثر الأوطان ، والتراب العربي نزيهاً من كل أجنبي ودخيل ، ولعل عيد الفطر يشفي صدورا ضاقت عليها الأرض بما رحبت ، ويعيد رسم البسمة والأمل على الوجوه التي اضطهدها الحزن ، وهو عبادة وفرح ، ومشاعر تنير دروب الحائرين. لعل الأحلام المكسورة تزهر في قلوب بعض الشباب الذين تسرب المستقبل من بين أيديهم ، لعل حياة جديدة تشرق لآلاف المرضى في المستشفيات ، لعل آلاماً تزول لمن أمراضهم مستعصية ، وآمالاً تولد لأصحاب الأحزان ، والفقراء الذين يحبهم الله ، ومن فقدوا أحبة ، ومن صدمتهم الدنيا وضيعت عليهم فرحتهم ، ومن تكسرت قلوبهم الغضة على طرقات الحياة ، وبلغ اليأس أرواحهم ، ومن فشلوا وترك الفشل جرحاً غائراً في نفوسهم ، ولمن امضوا سنوات طويلة في الغربة ، وللمسنين المفجوعين على اثر الأبناء ، لمن ضاعت أوطانهم وصاروا بالعراء ، للمهجرين الفلسطينيين والعراقيين في الشتات ، ولمن زرعوا أجساد أبنائهم في قلب التراب ، لمن تناثروا أشلاء في الفضاء لعين فلسطين ، ولبنان والعراق. لكل من لا يجد فرصة عمل في وطني ، وللفقير الذي كان عجز عن إطعام أطفاله ، ولمن اسودت الدنيا في وجوههم كل عام وهم بخير ، وللذين أنهكهم المرض ، ومن اختطف الموت صغارهم ، وأخذت الحياة بريق الأمل من عيونهم ، لمن فارق حبيباً ، وللمكسورين على أبواب الدنيا ، للناس الفقراء في وطن الفقراء ، لأولئك الذين افطروا على موائد الرحمن ، كل رمضان وهم بخير لأولئك الذين ينتظرون يداً حانية تسد فقرهم ، للفقراء الذين تظهر الدنيا فيهم قسوتها وجبروتها وتتنكر لمعاناتهم ، وحزنهم ، وانكسار خواطرهم ، لأصحاب الزفرات المكبوتة ، الذين معاناتهم تتجدد أمام أعيننا ، وهم يفدوننا بآلامهم ، والدنيا توقع غضبها فيهم بلا هوادة ، لينجو الأغنياء بما معهم ، فوضع الله حق الفقراء في أموال الأغنياء ، يخففون وطأة الدنيا على من كان حظهم قليلاً . كل عام وهم بخير أولئك الحزانى ، والمظاليم ، ومن تعدت الدنيا على فرحتهم ، ومن حرمتهم طعم السعادة ، لأصحاب القلوب الرقيقة التي أدماها العذاب.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
11-09-2010 02:06 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |