23-06-2014 10:01 AM
سرايا - سرايا - تحت شعار «المونديال للفقراء»، لم يتوان الشباب الفلسطينيون عن البحث عن طرق مبتكرة لما سموه «كسر الحصار» على بث مباريات كأس العالم، فكان أن عمل بعضهم على فك تشفير العديد من القنوات، وبخاصة الأوروبية منها.
وبالفعل نجح شبان فلسطينيون بالتعاون مع آخرين في دول عربية، في فك تشفير قنوات عديدة على القمر الأوروبي (هوتبيرد)، من بينها قنوات إسبانية وأخرى بولندية وإيطالية.
وحتى لا يفوّتوا متعة التعليق بالعربية، فإنهم يستعينون بالمحطات الإذاعية المحلية، التي ينقل بعضها صوتياً ما تبثه القنوات المحتكرة (بي ان سبورت) لأشهر المعلقين الرياضيين. واتجهت الغالبية نحو دعم مبادرة شبكة أجيال الإذاعية الفلسطينية، التي تبث بصوت معلقين فلسطينيين بهدف وضع الشارع الفلسطيني، ولو عبر الصوت دون الصورة، في تطورات المباريات.
وتنقل المبادرة أيضاً أجواء المباراة للمكفوفين والأسرى في سجون الاحتلال، خصوصاً أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي قررت منعهم من متابعة مباريات المونديال التي يبثها التلفزيون الإسرائيلي، كإجراء عقابي جماعي.
ومنذ انطلاق المونديال، بات كثير من الفلسطينيين يضعون جهاز «الراديو» بالقرب من جهاز التلفزيون ويخفضون صوت الأخير إلى درجة الصفر، لتكون الصورة لمحطة أوروبية، والصوت فلسطينياً أو عربياً، في حين كانت للقنوات التلفزيونية المحلية الكلمة السبق في كسر الحصار المونديالي.
وتوزعت المحطات التلفزيونية المحلية التي لا تحتاج إلا لـ «آنتين» (برج لاقط) لا يتكلف أكثر من قرابة 20 دولاراً، في حين أن ابتياع جهاز «بي أن سبورت»، الشركة القطرية صاحبة الامتياز لبث كأس العالم في البلدان العربية يكلف قرابة 400 دولار. وهذه المحطات غطت مناطق شمال ووسط وجنوب الضفة الغربية، بنسبة وضوح تتفاوت من منطقة إلى أخرى.
وغطت محطات التلفزة المحلية فراغاً كبيراً لدى الفلسطينيين، الذي سجلت الإحصاءات الرسمية أن أكثر من 60 في المئة منهم هم دون خط الفقر، لتأتي بعدها خطوة شركة المشروبات الوطنية كوكا كولا/كابي وبالتعاون مع عدد من البلديات في مختلف المناطق الفلسطينية، وتمثلت في إطلاق «جولة مباريات كأس العالم مع كوكاكولا»، وتأتي هذه الحملة في إطار سعي الشركة إلى تأكيد أن الشعب الفلسطيني قادر على استخراج الفرح من رحم المعاناة، والتفاعل مع الأحداث الرياضية الدولية شأنه شأن شعوب العالم، ومواجهة التحديات المحيطة.
وتجول شاحنة “Go Led” الخاصة والمزوّدة بشاشه عرض كبرى وذات جودة ووضوح عاليين لعرض مباريات مونديال 2014 في الساحات العامة والرئيسية، وذلك بالتنسيق مع البلديات، من أجل توفير وتجهيز الساحات ليتسنى للفلسطينيين متابعة مباريات كأس العالم حتى المباراة النهائية في جو مفتوح. وتعمل الشركة إلى جانب عرض المباريات، على تقديم الفعاليات الترفيهية كتقديم جوائز قيّمة للحضور.
وستتنقل الشاحنة التي ستقوم «بجولة مباريات كأس العالم مع كوكاكولا» كل يوم في مدينة او قرية مختلفة لعرض المباريات المخصصة بذلك اليوم، الأمر الذي سيمنح محبي كرة القدم وكأس العالم فرصة متابعة المباريات مجاناً.
وأكد مدير عام شركة كوكاكولا/كابي عماد الهندي أن الشركة تسعى من خلال منح هذه التجربة الفريدة للمواطنين من متابعي المونديال، إلى توفير فرصة الخروج من الضغوط اليومية، ومتابعة المونديال في جو من التفاعل والتشجيع.
وقال الهندي لـ «الحياة»: نتابع باهتمام الأخبار المتلاحقة في الضفة الغربية لاسيما في الخليل، لذا نسعى إلى التخفيف عن كاهل المواطنين، وتوفير جو رياضي في الهواء الطلق وفي الساحات العامة، فشعبنا متابع جيد للرياضة وبخاصة كرة القدم، على رغم الاحتلال والأحداث الأخيرة، ونحن بدورنا نريد أن نبعث برسالة إلى العالم أن الشعب الفلسطيني قادر على استخراج الفرح والتفاعل مع الرياضة كسائر شعوب العالم».
ولا تبعد السياسة عن خيارات الفلسطينيين في تشجيع الفرق، فالكثيرون يشجعون المنتخب البرازيلي ليس فقط لبراعته في اللعب بل لكون القيادة البرازيلية من أكبر المؤيدين للشعب الفلسطيني وقضيته، ولذلك ربما كانت الغالبية العظمى تشجع إيطاليا في مباراتها ضد منتخب انكلترا، لاعتقادها أن بريطانيا وراء ضياع فلسطين ومأساتها المتواصلة منذ وعد بلفور عام 1917 إلى يومنا هذا. في حين تذكر آخرون مواقف إيطاليا المؤيدة في كثير من الأحيان للشعب الفلسطيني، وكيف أنها أهدت الفلسطينيين فوزها بكأس العالم 1982، حين كانت قيادة منظمة التحرير الفلسطينية تقود حرباً شرسة ضد قوات الاحتلال الإسرائيلية التي اجتاحت لبنان. لكن بعضهم يرى ضرورة فصل الكرة عن السياسة، والانحياز الى اللعب الجميل، ولذلك فهناك من يشجع هولندا، على سبيل المثال، مع إدراكه مواقفها السياسية المؤيدة في الغالب لسياسات الاحتلال الإسرائيلي.