07-04-2014 12:55 PM
سرايا - سرايا - سيف عبيدات - رفضت صحيفة يومية أردنية نشر مقال قام بكتابته النائب أحمد الرقيبات، حيث كانت حجة هذه الصحيفة بعدم نشر هذا المقال هو ان الرقيبات هاجم فيه الحكومة ورئيس الوزراء عبدالله النسور، مما يتعارض مع سياسة الصحيفة.
و تالياً نص المقال :
التوجه الملكي السامي للحكومة... ورد الحكومة ؟
لا يخفى على أحد صعوبة المرحلة التي تعيشها الدولة الأردنية على كافة الصعد و المستويات ، ونظراً للظروف الصعبة التي يعيشها اقتصادنا الوطني ، لم نتفاجأ بمبادرة جلالة الملك المعظم في توجيه الحكومة لوضع تصورها المستقبلي ، وبرامجها و خططها الإقتصادية للسنوات العشر القادمة.
نعم لقد جاء هذا التوجيه في الوقت المناسب وذلك لعدة أسباب أهمها :
أولاً : إن الإقتصاد الوطني يعيش اليوم عدة أزمات ، أبرزها شعور المواطن بعدم المساواة وغياب العدالة عند توزيع مكتسبات التنمية على أبناء الوطن في مختلف محافظات المملكة.
ثانياً : شعور المواطن و المستثمر بأن الإقتصاد الأردني يسير بدون أي تخطيط مدروس ، والجميع يعيش حالة من الغموض و المرور بنفق لا نعرف الى اين نتجه بوطننا الغالي الذي نعيش و نختلف فيه ولا نختلف عليه.
ومن هنا جاء التوجيه الملكي رسالة للجميع ، ويؤكد جلالته من خلاله ان الاردن دولة مؤسسات عاشت التاريخ و تستمر وهي تسير بخطى ثابتة نحو الأمن والاستقرار السياسي والإقتصادي والتعايش السلمي.
ثالثاً : لقد جاء التوجيه الملكي السامي مؤشراً لعدم وضوح نتائج الأقوال والأفعال الحكومية ، ويؤكد تقصيرها و عجزها عن ترجمة رؤى جلالة الملك المعظم التي جاءت في كتاب التكليف السامي والتي تمثلت بشكل أساسي في تحسين مستوى معيشة المواطن الأردني و خلق فرص عمل للعاطلين عن العمل و رفع مستوى الخدمات المقدمة للمواطنين في مختلف المجالات ، وخلق مناخ استثماري جاذب للمستثمرين من داخل الوطن وخارجه.
رابعا : التشوهات الكبيرة التي اصبحت تحيط بإقتصادنا الوطني من عجز في الموازنة العامة و تراجع لمعدلات النمو الاقتصادي الذي وصل الى نسبة 2.8 % و الذي لا يستطيع ان يجد فرص عمل كافية للتخفيف من مشكلتي الفقر و البطالة ، بالاضافة الى تفاقم و تزايد حجم المديونية التي وصلت الى حوالي 85 % من الناتج المحلي الاجمالي و كذلك اخفاق الحكومة بالتعامل مع ملف الطاقة و خلق بدائل و حلول واقعية تتمثل في تنفيذ الممكن كالطاقة الشمسية و طاقة الرياح، و كذلك المتاح كمشروع بناء المفاعل النووي الذي تبرعت جمهورية روسيا الاتحادية الدولة الصديقة ببنائه، و كذلك استغلال الصخر الزيتي و الاسراع في بناء ميناء الغاز في العقبة .
...ان السؤال هنا ما هو دور الحكومة، و كيف تنظر الى هذا التوجيه الملكي الحكيم في هذا التوقيت الدقيق من عمر الوطن، و خاصة عندما اكد جلالته للحكومة ان لا يكون هذا التوجيه بمثابة تصور يوضع في الادراج بل انه بمثابة خارطة طريق لحكومة ينتظر منها اعداد برنامج اقتصادي يهدف الى معالجة كل الاختلالات التي يعاني منها اقتصادنا الوطني .
كما ان هذا التوجيه يعد اختبارا حقيقيا للحكومة و لرئيسها .. فهل ستنجح في اجتياز هذا الاختبار ... في هذا الوقت الحرج من عمر الوطن .