05-04-2014 09:52 AM
سرايا - نايف القاضي
وطنيُ العنوانِ شآسُ العنفوانِ ومكياسُ السياسة بأخلاقِ الفرسانِ شقّاقوا الغبارِ
هيمَ فيك تميزٌ شهباء سمراوية بادية ضمّتك مفطورة برسم معالم الصحارى سطوتها زمجار، ومدنيةٌ معجوجةٌ بصخبِ الماديّة، روّضتها وأنّقتها لترقى معك لوطنية بني هاشمٍ الأبرار، ازمجلَ هدوء النفسِ من روعةِ تهذيبِ هدوئك بانبهار، ورامَ قلبُك الأبويّ كل مبتهلٍ لحبِ الأردنِ العصيّ المعصار، وولجَ في معالمِ شجونك وحنينِ ودّك منشرحُ الصدرِ من أبطالِ حماةِ الديار، وتاه رشده وانزوى غرورُ من ظنّ أن مطلبكَ فرائس الدنيا بانتظار، واستبرأ عقلهُ منه من راهن أيمانك بوفائك واخلاصك للأرضِ والدارِ، وطالَ استبعادُ صوابهِ من استمرأ بهاؤه بأنّك لن تكونَ كلمةُ الفصلِ بموقفِ الأنصار، وزاغ مستبصرُ منظاره الأعشىالمستاسه بفطرتك النقية فأنتَ سيفُ الحقّ، جذورهُ عائدةٌ لنسلِ سيفِ الأخيار، وترندمَ فجوراً كل محتاسٍ بحجةِ الوهمِ أمامَ رونقكِالمضيار، ووجمَ عنوةً صاحبُ الوسواسِ والأجندةِ الخبيثةِ برسالتك الوطنيّة البدويّة فمقياسها كالمُهل الجمّار، وأذمهلَ صنوانُ الغدرِ والخيانةِ من سماحتكَالمكينةِ بوعظٍ واعتبار، واستوقدت نارَ الحسرةِ سريرةَ متسلقِ مواقفك الراسخةِ واستحطبت فحماً ولم يبقَ لها آثار، كيفما تحورُ فصانعها رمزاً أردنياً وصداها يرنو إلى مسامعِ الأردنيين ومرتعها مضاربُ البداوةِ فليغرب المستأنقون الأشرار.
أبا خالدٍ هيبَ منك فمقاربتكَ بالوطنيّة والسياسة كالفردقان المسيار، نفت فيهما بإجلالٍ وإكبار، وازلفتَ مطامعَمصاهيلِالمستاسةِ شروداً حينما أفاقوا من غفوتِهم التي أغوتهم أنّ الوطنَ سينحدرُ انحدار، وتقطعت أوصالُ عوشبتهم المشتاكة وأضلتهم ومن ورائهم فلا بأسَ فهم مثاعيب الأوطانِالأوغار، بعدها تكانفوا في رهانهم على خدشِ هويةِ الوطنِ المجيدِ صعّابِ الوصولِ على الجوّار، واستمطروا بلائح سمومحسدِ انظارِهم يبوس العودِ الشامخِ متحدياً طبيعةَ النّبتِ الطّلوعِ بنهرِ الأردنِ محجّم الكسّار، فبهتت حينها مخيلاتِ أبصارهم واستيقنوا أنّك وليدُ قعرِ الوطن غضاً ندياً مخضارِ، فموقفكَ كانَ درسٌ لهم لن ينسوه أنّ النظرَ يجب أن يخترقَ الأرضَ ليصلَ الجذعَ المروي الذي لا تدركهُ وسائط الخونة التجّار، وكسبتَ أعجام نوى تعالت تداعيات أصواتهم المبهوتة وخبوتها بفعلك الصبّار، جازعوك مراراً من أوكارهم فطمست براثنهم وأستدركوا أن سواد ليلِ الصحراءِ لأبنها المبهار، أمغرتهم في غياهبِ نهارِهم فاستفاقوا على أنّ يومَ الوطنِ بالنسبة لك يعني نهارٌ وليلٌ نضّار، عرضوا مكنوزَ حيائهم مكشوفاً وضاعَ جهدهم وخابَمكنوزهم قبلَ أن تستلهب نار حصى ظهيرة البيداء من شهر تموز مخزون البداوة الحّرار.
أبا خالدٍ: اقتبستُ مجزوءَ كلامكِ حينما ذكرت أنّ الأردنَ هي الأردنُ وعندهُ وعلى ترابه تزجى الشهادة باستجدار، فلا عجب منكَ فأنتَ وريثُ طالبِ الشهادةِ ابن الوليد وقد استجداها لحظة الاحتضار، أبا خالدٍ: أخطأ من لقّبك اسطورة الداخلية فأنتَ ربيعاً دخلَ قلوبَ الأردنيين توجته بوزارة ابن الهواشم المعطار، اسطورةٌ يحاذيها خيال ابتدعت مبالغة لرفع شأن إنسانٍ ويبقى في سردِ التاريخِ ودلالةِ فضلٍ خيّار، وأنت عطاؤك واقعٌ عشناه فظلمٌ لك أن نجعله من جملة أساطير تُغيّب حقيقتها حقبة الزمن الدهّار، أبا خالد اشرقت نور الدنيا بألفِ درةٍ وتسعمائة زمردةٍ مزركشةٍ بأربعِ ماسياتٍ مسبوكةٍ بأربعين لؤلؤية فهي شاماتك غائضةُ الحظّار.
أبا خالد: استأخرتُ متعمداً في نسجِ غزلِ هندامِ قامتك فحينَ اجتر مسنون غزلك تضفي هيبتكَ فوق الغزلِ والقلمِ بمقدار، أبا خالد: ليست الغرابة فيم سطرته بشخصكِ ولكن الغرابةَ بشخوصٍ لا يعرفون عروبةَ وبدويةَ فكرك فيتمالئوا حينها واصفين لُحيظةَ مخزولِ القولِ بأقلِ مجازٍ مستعار.
رئيس الملتقى الوطني لأبناء البادية الأردنيّة
الدكتور موسى بني خالد