حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الخميس ,10 يوليو, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 24684

هاشم نايل المجالي يكتب : أدب السجون ( اقلام خلف القضبان ) !!!

هاشم نايل المجالي يكتب : أدب السجون ( اقلام خلف القضبان ) !!!

هاشم نايل المجالي يكتب : أدب السجون ( اقلام خلف القضبان ) !!!

03-02-2014 11:16 AM

تعديل حجم الخط:

سرايا - هو ذلك الادب الانساني الذي ولد في رحم المعاناة والقهر في غياهب السجون وخلف البوابات السوداء وقد يكون قاتماً قتامة القهر والظلم هو ادب أفرزه جرح الاحتراق في غياهب المعتقلات والكيّ بنار الظلم خلف الاسوار العالية والزنازين الرطبة والتجرد من ابسط الحقوق الانسانية .
ادب يحاكي عذابات حقيقية ذاق بعضهم جحيمها في زنازين العدو وزنازين ما شاهدناه في بعض دول الربيع العربي وسجون الامريكان في العراق ( سجن ابو غريب ) وسجن غوانتينامو وغيرها الكثير .
ولكن لا يخلو هذا الادب من الأمل النابع من الايمان بالفكرة وهو ما يتصف به عادة من يزج بهم خلف القضبان فما كان مصيرهم لينتهي هناك لولا ما يحملونه من فكر وكتاباتهم التي انطلقت من التجربة الشخصية الذاتية للمحنة لاعلاء قيم الحرية فلنتذكر ابو فراس الحمداني الذي كتب وهو في الأسر شعراً اخترت منه هذه الأبيات :
أقول وقد ناحت بقربي حمامة ... ايا جارتا هل بات حالك حالي
معاذ الهوى ما ذقت طارقه النوى ... ولا خطرت منك الهموم ببال
ايا جارتا ما نصف الدهر بيننا ... تعالي اقاسمك الهموم تعالي
ايضحك مأسور وتبكي طليقة ... ويسكت محزون ويندب سال
لقد كنت اولى منك بالدمع مقلة ... ولكن دمعي في الحوادث غال
فللأسر واقعه وابجدياته الخاصة فلا عجب ان رأينا ان للاسرى قاموسهم الخاص وتعبيراتهم التي تحمل المعاني والعبر فالزنازين والاقبية لا تحجب نور الابداع والرغبة في الكتابة فالكلمة لا تكتمها القضبان .
وها هو الشاعر محمود درويش يوجه قصيدته ( برقية من السجن ) الى شعبه .
والى جانب ما يكتب عن السجون من قبل الشعراء نجد شعراً قد كتب هناك بخط قلب العذاب ورسم بلون المرارة فمنها قصيدة للشاعر هاشم الرفاعي تصور حياة سجين سياسي في ليلته الاخيرة قبل ان يتم اعدامه كتبها الى والده يودعه فيها بعنوان ( ليلة التنفيذ ) :
ابتاه ماذا قد يخط بناني ... والحبل والجلاد منتظراني
هذا الكتاب اليك من زنزانة ... مقرورة صخرية الاركان
لم يتبقى الا ليلة أحيا بها ... وأحس ان ظلامها اكفاني
ستمر يا ابتاه لست اشك في هذا وتحمل بعدها جثماني
الليل من حولي هدوء قاتل الذكريات ... نمور في وجداني ويهدني المي
فأنشر راحتي في بضع آيات من القرآن
فعندما تصبح رؤية الشمس أمنية تهمس بها افواه مقيدة بكلمات مكبلة تبدو المعاني مشتته بين الحنين لتنسم عبق الحرية والرغبة في الانعتاق من ظلمة السجن المطبقة .
وهناك قصيدة ( صرخة من وراء الاسوار ) للشاعر جابر قمحية ومنها هذه المقتطفات .
أيها الظالمون في الارض مهلاً ... ان في الارض والسماء جباراً
فاتقوا الله ان للهول يوماً ... فيه من ظُلمكم ستصلون ناراً
لا تظنوا الرماد خموداً ... ان تحت الرماد جمراً وناراً
ولا تظنوا السكون يبقى سكوناً ... ان خلف السكون عصفاً مثارا
ومنها ايضاً
بينما الارض للكبار مشاع ... لقصور تطاول الاقمار
غير ان القبور صارت دياراً ... للذي لم يجد لسكناه دارا
انا لم اسرق القروض من البنوك ... ولم اختلس جهاراً نهارا
انما عشت شامخاً بيقيني ... رافع الرأس عزة وفخارا
فاتقوا الله في العباد وإلا ... سوف تغدون عبرة واعتبارا
كما قال الاستاذ رائف نجم في كتابه ( البوابة السوداء ) البوابة السوداء تغلق بمصرعيها على شعوب بأكملها فتحول بينهم وبين رؤية الحقائق وتحجب عنهم حقهم في عيش كريم وكرم العيش ان يكون للانسان رأي في حياته وان يسمع له ان اراد الحديث .
فأدب السجون هذا الادب الذي اتخذ من عالم السجن مادة له فهناك ادباء كتبوا نصوصاً عن السجن وعالمه وهناك سجناء لم يكونوا اصلاً ادباء ثم بسبب سجنهم كتبوا نصوصاً ادبية فأدب السجون موجود منذ وجد الادب ووجدت السجون .
وهنك العديد من الكتب القيمة في هذا المجال منها ( السجون واثرها في شعر العرب ) لأحمد ممتاز البرزه .
كذلك كتاب ( القبض على الجمر ) للدكتور محمد حور وكتاب حصاد السجن لأحمد الصافي وكتاب ( شاعر في النظاره ) لسليمان العيسى كما ونظمت مؤخراً العديد من المؤتمرات خاصة الذي نظمته كلية الآداب والعلوم الانسانية في الجامعة اللبنانية ( وهو مؤتمر دولي ) بعنوان ( أدب السجون بين المشرق والمغرب ) .


hashemmajali_56@yahoo.com








طباعة
  • المشاهدات: 24684

إقرأ أيضا

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم