حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الخميس ,28 مارس, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 27584

التعديل والتأجيل

التعديل والتأجيل

التعديل والتأجيل

29-01-2014 03:28 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : فيصل البقور

يلوح في الافق منذ فترة ليست بالقصيرة ان النية تتجه من اجل تعديل وزاري ، ولا اعرف اسباب التعديل ، وحيث انني لا مع التعديل ولا مع غيرة والسبب بسيط لأني اثق ان لا تغيير سيحصل وسيبقى الحال على ما هو عليه....لأن الية التعديل والتوزير ( اصبحت مقروء ة) ومعروفة ، ولن يختلف لون الاشارة المرورية التي تسمح بالمرور وتصبح ازرق مثلا
كما هو حال الاشارات السياسية عند التوزير او التوريث او التعيين ، ولعل ذلك الامر يُعد من الايجابيات الكبيرة في الدول النامية ونحن منها ، فلا تغيير على السياسة او على اتخاذ اي قرار او وضع اي قانون ، لأن من يصنع (المرجيحة التشريعية) او من يلعب السي سو النيابية هم في الحالتين ( سلطة تشريعية او تنفيذية ) ضمن فريق واحد والخاسر نتيجة للعب اياه هو الجمهور الذي جاء للمشاهدة والمتعة .
فرمي كرة التعديل في الشارع طول هذه الفترة ليس بحثاً عن الشخص المناسب في التعديل القادم ، بل هو من اجل الابقاء على حالته الانتظار عند الشعب لعلم الحكومة اليقيني ان الشعب قد وصل بحمد الله الى حالة اليوجا الديمقراطية وانه يعشق حالات التأمل والنظر الى السماء او الى اي هدف لا يمكن ان يصل اليه مستقبلا لذا (فما في الغيب عند الناس احلى)...واعتقد ان القادم من الوزراء قد استلم ملفات وزارته وهو يعكف الان على مطالعتها ،
وما تبقى لإعلان الاسماء هو فقط بعض التجميل مع قليل من التدليل الرسمي يتبعه التطبيل الشعبي لهذه الاسماء ، وبعد انتهاء مدة ( التخليل ) الوطني للمخللات النخبوية ، يظهر التعليل لاختيار هذا وذاك ولعمري اننا مواطنون نجيد فن الرفع والتنزيل في كل مجالات الحياة ولن يكون التعديل القادم بعيد عن متناول الناس وسيأخذ النصيب الوافر من التقبيل الجماهيري المعتاد ، وستجد الكثيرين منا قد اشعل سيجارته واسند مؤخرة رأسه على الجدار وبدأ يقول ويتقوّل ، شارحاً رأيه مع بعض التأويل الفكري وسبر غور المستقبل واضعاً النتائج على الطاولة ، لأنا شعب يمارس الشعوذة وقراءة الكف السياسي بامتياز.
وهنا يبدأ الجلد الذاتي الموسمي على مساحة الوطن ،بالقول == لن يتغير شيء ، لن يكون افضل من الذي سبقه ، غداً لن يكون افضل من اليوم ، وبعد كل هذا الكلام وغيره سنجد انفسنا مرة اخرى نلقي باللوم اما على حظنا بشكل فردي ، او بشكل عام وحسب المحافظة او الاقليم او حسب الجنس وننتهي كما هو الحال اول مرة ، حسب الاصول الاردنية ....
متناسين ان من اكل وشرب وسرق وعمل ما استطاع هم من ابناء البلد ولم يكونوا قادمين من كواكب اخرى ، منوها هنا ان موضوع المواطنة والانتماء ثوابت على الورق ولا تشكل لغالبيتنا ممارسة انما فقط مصطلحات نحفظها غيبا عند التلاوة في الصالونات السياسية او على المقاهي .
فمن اين يأتي الملك بأشخاص ( ليسوا حرامية ) ، قادرين على السير بالبلد على دروب الفلاح ويخرجوا الوطن من هذا الوضع الذي بات لا يخفى على الجميع انه بحاجة التعديل والتبديل ....
فالوزير الذي سرق هو ابن عشيرة وستقف وراءه، والنائب ابن عشيرة وستقف وراءه والضابط ابن عشيرة وستقف وراءه ،ومن رمى بذور الفساد في الدوائر الحكومية هو ايضا ابن عشيرة وستقف خلفه ، وبين قوسين ان الاردنيين تماما مثل التين (دوده من عوده )
اذاً فلننخ راحلتنا ونقبض على حر جمرنا وننتظر ، من يعطينا كأس النسيان كشراب موصوف لشعوف نحن منها ....





لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 27584
لا يمكنك التصويت او مشاهدة النتائج

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم