26-01-2014 09:47 AM
سرايا - قصة علمتني الحياة
جمع الملك كل حكماء بلاطه وطلب منهم عبارة تكتب فوق عرشه ينظر اليها في كل آن وحين ليستفيد منها وقال لهم موضحاً (( اريد حكمة بليغة تلهمني الصواب وقت شدتي وتعينني على ادارة أزماتي وتكون خير موجه لي في حالة السعادة والفرح والسرور )) .
فذهب الحكماء وقد احتاروا في أمرهم مرددين وهل يمكن ان تصلح حكمة واحدة لجميع الأوقات والظروف والأحوال ...!!!
اننا في وقت الشدة والكرب نريد من يهوِّن علينا مصائبنا وبلاءنا وفي حال الرخاء والسعادة نطمح الى من يبارك لنا ويدعو لنا بدوام الحال والأحوال .
وعاد الحكماء بعد مدة زمنية وقد كبتوا عبارات وعبارات فيها من الحكمة والموعظة الشيء الكثير لكنها جميعها لم ترق للملك ولم يجد فيها مطلبه .
الى أن جاء أحد حكماء مملكته برقعة مكتوب عليها " كل هذا حتماً سيمر " .
نظر الملك متأملاً وملياً في الرقعة بينما اخذ الحكيم كاتبها بالحديث قائلاً يا مولاي الدنيا لا تبقى على حال ومن ظن بأنه في مأمن من القدر فقد خسر ايام السعادة آتيهَ لكنها حتماً ستمر وسترى من الحزن ما يؤلم قلبك وفؤادك لكن الحزن ايضاً سيمر .
ستأتي ايام النصر لتدق باب مملكتك وسيهتف الجميع باسمك الميمون لكنها يا مولاي ايام سواء طالت ام قصرت ايضاً ستمر سترى بعينيك رفعة الشأن والمكانة العالية لكن سنة الله في الكون ان هذا ايضاً سينتهي يوماً ما وسيمر البعض يا مولاي لا يفقه هذه الحكمة فيملأ الدنيا صراخاً حال العثرة ويظن بأن كبوته هي قاصمة الظهر ونهاية المطاف فيخسر من عزيمته الشيء الكثير ويأبى أن يرى ما بعد حدود رؤيته الضيقة يحتاج حينها لمن يثبت عزيمته مؤكداً ان هذا سيمر ولا يجب ان يرى العالم انكساره وضعفه .
والبعض الآخر يا مولاي ينتشي سعيداً فلا يضع في حسبانه ان الايام تدور فيكون البطر والترف والسهر هو سلوكه وطبعه ظناً منه بأنه ملك حدود الدنيا وما بعدها وحكمة الله يا مولاي ان كل احوالنا سواء حسنة او سيئة سرورها وحزنها حتماً ستمر .
حينها ابتسم الملك راضياً وأمر بأن تنسخ هذه الحكمة البليغة وتوضع فوق عرشه وفي كل ميادين المملكة كي يتذكر كل من يراها أن دوام الحال من المحال .
hashemmajali_56@hotmail.com