حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الجمعة ,26 أبريل, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 152726

الوحدة الوطنية .. بين حب الأردن وعشق فلسطين

الوحدة الوطنية .. بين حب الأردن وعشق فلسطين

الوحدة الوطنية  ..  بين حب الأردن وعشق فلسطين

11-06-2010 04:00 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم :

 

هناك من زيّن لهم خيالهم نبش أوراق التاريخ، ونسجت لهم أفكارهم هواية السباحة في منابع المياه، ومارسوا هواية مطاردة مسقط الرأس، سار مركبهم في بحر هائج، فأغرقونا قبل أن نصل إلى المرفأ، وركبوا الموج فأخذتنا الأعاصير إلى حيث لا مأوى.

 

العزف على لحن الوحدة الوطنية من باب أسطوانة الإقليمية أو القبلية أو المناطقية، ربما تأتي من باب مظاهر الاحتجاج أو التظلم أو بوادر الشكوى، ولكن يجب أن لا تصل لدرجة فصل اللحم عن العظم، ولا إخراج الدم من الشرايين، أو رفع الرمش عن الجفن، أو عزل السواد عن العين.

 

الأردن وفلسطين توأمان ينحدران من دم العروبة، ينتسبان إلى رابطة المودة والرحمة والقربى، يعتنقان عقيدة بنى عليها سيد الخلق دولة أهم رجالاتها، وأعرق قادتها، وأنبل مواطنيها، سلمان الفارسي – وبلال الحبشي – وصهيب الرومي، وبقي أبو جهل سيد قريش في الجاهلية، وزعيم الكفار في الإسلام، وكبير أهل النار في جهنم، .

 

نحن نعيش جو التحديات التنموية، وتحت عاصفة الأزمة المالية، ونعاني من غيوم سياسية، وتهزنا معاضل اجتماعية، ويقضّ مضاجعنا شحّ الموارد المائية، وندرة مصادر الطاقة، ومع كل ذلك قفزنا إلى ترف التفكير في المنابت والأصول، وإيقاظ مارد ألوان الهوية الوطنية، وشبح الجنسية، ومسلسل البطاقات الملونة، ودهاليز منظمات حقوق الإنسان الدولية، وفي النهاية الإساءة إلى الوحدة الوطنية، يجب أن يتسلح الرأي العام بالحقائق والمعلومات، حتى لا يُسمح بإثارة سحاب الصيف، ولا نلتفت إلى التحليلات غير الموضوعية، والآراء غير المحايدة التي تظهر بين الحين والآخر، فهؤلاء هدفهم أن نطلق النار على خيلنا في عمق الصحراء، ونعود راجلين، أو ننتحر أمام الأعداء ولا نحظى بشرف حماية حياضنا.

 

لا أعتقد أن الاحتلال سيرحل من الضفة الغربية من باب الشفقة على الفلسطينيين، أو يتنازل عن مناطق لإقامة الدولة الفلسطينية إكراماً لروح موتاهم، لأننا ندرك التاريخ والجغرافيا والعقيدة لأبناء العمومة اليهود، ولكننا لا نخشى ذلك، لأن وطننا ليس عاصفة رملية، وحاضرنا ليس عوداً مكسوراً بلا حياة، وواقعنا ليس بحراً من الأحلام، ومستقبلنا لا يطوى كالمنديل الذي مزقته الأيام، الأردنيون شعب عظيم، وصلب وعنيد، وحجر صوان صعب كسره أو تقسيمه، وقيادتنا لها تاريخ حافل في الدفاع عن فلسطين والقدس الشريف، وجيشنا قوي ومدرّب ويملك إرادة الفعل وقادر على حمايتنا.

 

نحن الأردنيون من كافة الأصول والمنابت أسرة صغيرة متحابة، لا تقوى على الجفاء، ولا ترتاح بالشحناء، ولا نعيش بالتناحر، فأين المآل لو عدنا إلى الفتنة الكبرى نبعثها من مقابر التاريخ، يجب أن نتكئ على الإنجازات لا على الانتكاسات، ولا نعيش في هوامش الأعداء، فحب الأردن وعشق فلسطين جزء من الإيمان بالقضاء والقدر خيره وشره، الوحدة الوطنية خير والدعوة إلى الإساءة إليها شر من عمل الشيطان.

 

الكاتب- فريق متقاعد


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 152726
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
11-06-2010 04:00 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
برأيك.. هل تكشف استقالة رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية وصول الردع الإسرائيلي لحافة الانهيار ؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم