سرايا - سرايا - صادفت في السابع من كانون ثاني الجاري الذكرى الثانية لوفاة المصرفي الكبير، أحد أعمدة الاقتصاد الأردني السيد زهير خوري الذي قضى الى جوار ربه بعد حياة حافلة بالعطاء والعمل المتواصل امتدت لنحو نصف قرن من الزمان، بشكل أسهم جليا في إثراء مسيرة الاقتصاد الأردني.

ولد المرحوم زهير خوري في مدينة الكرك في العام 1926، ونشأ في بيت جده الخوري عودة الشوارب الذي بقي ابرز الذين تأثر بهم الراحل ابو عمر طيلة حياته، وفي مدرسة الكرك تلقى تعليمه الابتدائي ثم حصل على شهادة الدراسة الثانوية من مدرسة السلط في العام 1944.

الحياة العملية لزهير خوري بدأت بوظيفة محاسب في دائرة الاستيراد والتصدير الأردنية خلال عامي 1945-1961 حين أصبح مديراً لدائرة العملة، ثم تم إيفاده في بعثة دراسية الى بريطانيا في أواخر العام 1951 وفي العام 1955 عاد في دورة ثانية الى بريطانيا بينما أوفد في العام 1960 الى أمريكا وقضى في صندوق النقد الدولي هناك عاما كاملاً وحافلاً حيث تلقى محاضرات ودروس تنتمي الى الدراسات العليا،ولكي يتمكن من المتابعة اضطر – رحمه الله – الى الانتساب في نفس الوقت الى الجامعة الأمريكية في واشنطن.

في العام 1963 وعندما كان الإعداد لإنشاء البنك المركزي قائما على قدم وساق أوفد ابو عمر في بعثة دراسية الى بريطانيا حول واجبات وأساليب عمل البنوك المركزية وكان يذهب الى بنك انجلترا الذي قام بدوره بتخصيص مكتب خاص للراحل ابو عمر.

أما في العام 1969 فقد أوفد الى أمريكا مرة أخرى وانتسب هناك الى جامعة جنوب كاليفورنيا "USC"وحصل على مجموع الساعات المعتمدة في مجال التدريب والتعليم.

في العام 1973 وبعد ان أمضى ابو عمر نحو عشرين عاما في العمل بالقطاع العام انتقل الرجل ليلج العمل في القطاع الخاص فكان بنك الإسكان الذي كتب فيه قصة نجاح عظيمة إذ استطاع البنك تقديم خدماته المصرفية المميزة الى اغلب فئات المجتمع الاردني والمؤسسات والدوائر الحكومية وسواهما.

شغل زهير الخوري موقع المدير العام والرئيس التنفيذي لبنك الإسكان بين عامي 1973- 1997، و خلال الفترة الواقعة بين عامي 1997-2002 كان زهير الخوري رئيسا لمجلس ادارة البنك.وتقديرا لجهوده الرائدة فقد نال ثقة الراحل الكبير الحسين بن طلال وحصل على العديد من الاوسمة الملكية، ونال العديد من شهادات التقدير من مختلف مؤسسات المجتمع المحلي والعربي على حد سواء.

انتقل ابو عمر الى رحمة الله تعالى في السابع من كانون الثاني من العام 2012، وشكلت وفاته خسارة كبيرة واعتبر رحيله فقدان لواحد من كبار الاقتصاديين الاردنيين على مدار أكثر من أربعين عاماً.