04-01-2014 11:09 AM
سرايا - دائماً نكتب عن الافضل وعن الذي يبقى والذي يصلح والذي ينجح ندقق ونتمعن بأصحاب الافتراس الحضاري التقدمي ونتناسى بقصد او بغير قصد التكامل الحضاري والمتوافق مع خطوات التطور والتقدم الحضاري والعصري والذي تتجمع فيه القدرات معاً بالفهم المشترك وبالنتيجة المتفق والموافق عليها من جميع الاطراف خبراء او علماء او اصحاب مشورة .
والتفاعل يكون من اجل الضرورات ومواجهة الازمات فتكون ذات تأثير انساني وبعد اجتماعي واقتصادي وثقافي متنامي ومتجدد .
فالمنطق الوطني المراعي للمصالح الوطنية لا يتفق مع مفاهيم المفاضلة انما تتحقق الذات الوطنية بجوهرها الانساني وفقاً لمبدأ وعقيدة التكامل الفعال ما بين قيادي ومسؤولي وابناء الوطن الواحد لان التكامل هو قانون الحياة الصالحة للبقاء والتطور اما التفاضل فهو قاهرها وعدوها الاكبر فالتكامل يحثنا على تبادل الادوار اما التفاضل فيعمل على سحقها ففي المجتمعات القوية يتم العمل بمفاهيم التكامل وفي المجتمعات المتأخره تتسيد مناهج ومنطلقات التفاضل التي تؤدي الى استنزاف شديد للطاقات الوطنية وتفريغ الوطن من قدراته وامكاناته .
ان السلوك التراجعي يكمن في ترسيخ مفاهيم التفاضل ودحر مفاهيم التكامل حيث يعتبر منطقاً متخلفاً بعيداً عن معطيات العصر الحديث وانهيار فكري واخلاقي وترسيخ لمفهوم عدم المسؤولية ورفض التعايش الانساني الحضاري الحافظ لحقوق الانسان والمراعي لوجودهم والمحقق للعدالة الاجتماعية بكل ما يحمله من ميزات وخصوصيات .
واذا تمعنا ولاحظنا في قاموس الديمقراطيات المعاصرة والحديثة انه لا توجد مفردات ( هو الافضل ) وهو الاوحد الذي يفهم اكثر من الجميع ورأيه هو السديد وكلامه هو الصحيح دون اي حوار علمي او نقاش فني وحججه هي المعتمدة اما حجة الاخرين فهي مرفوضة ليس هكذا يتم تسويق المشاريع ولا فرضها بطريقة واسلوب شئتم ام ابيتم .
الكلمة اولاً واخيراً لي انا وحدي اي ان الديمقراطيات يجب ان لا تتحول الى هيمنة شخصية او فئوية فردية اي ان التركيز على مفاهيم الافضلية تعد وتعتبر بمثابة ضربة قاصمة وقاضية توجه للديمقراطية في اي مجتمع وتتسبب في تداعيات اخلاقية وسلوكية ذات تأثيرات سلبية تشوبها شبهة فساد بشكل او بآخر ، ومدمرة لجميع عناصر التفاعل والتفاهم السياسي والاجتماعي والاقتصادي والثقافي .
ان عدم الانتباه لذلك يعتبر خطيئة حضارية بحق الوطن والاجيال لا تغتفر خاصة اذا تم فرض مشاريع حساسة خطرها مدمر اكثر من فوائدها لمجرد ان هناك شخص واحد مقتنع فيها يدعي فيها انه الاقوى والاقدر والاجدر والمدعوم مهمشاً بقية الاراء سواء العلمية او الشعبية وما على المجتمعات الديمقراطية الناشئة الا ان تدرك مفاهيم التكامل وتعززها ، لكي تصنع وجودها الديمقراطي النافع للوطن والشعب بأكمله .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " كلكم بنو آدم طف الصاع لم تملئوه وليس لاحد على احد فضل الا بالتقوى " ليرسخ هذا الحديث المساواة بين البشر وكلمة ( كلكم بنو آدم طف الصاع ) اي ان الناس لم يصلوا الى مرحلة الكمال تشبيهاً بطف المكيال وهو الاقتراب من الامتلاء من دون تحقيق الامتلاء وهذا فيه ما يحمل على التخفيف من دواعي الغرور الذي يرتكبه نفر من الناس موهمين الآخرين انهم يحوزون ما لا يحوزه غيرهم حيث بين الحديث ان الناس جميعاً قاصرون عن ادراك غاية الكمال ونهى عن الاستعلاء على الناس فلقد خلق الله الناس كلهم من نفس واحدة والشورى امر ضروري للخروج بموقف ورأي واحد يرضي الجميع ويوافق عليه الجميع خاصة بوجود بدائل متعددة بالامكان تطويرها ودعمها وتعزيزها .
hashemmajali_56@yahoo.com