حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الخميس ,3 يوليو, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 21926

هاشم نايل المجالي يكتب : الخلطة السرية .. لمدارس النخبة !!!

هاشم نايل المجالي يكتب : الخلطة السرية .. لمدارس النخبة !!!

هاشم نايل المجالي يكتب : الخلطة السرية  ..  لمدارس النخبة !!!

16-11-2013 10:50 AM

تعديل حجم الخط:

سرايا - سرايا - انها ليست مدارس خاصة فقط انها مدارس يمكن تسميتها من العيار الثقيل فلا موادها تشبه مواد المدارس الاخرى ولا طريقة تدريسها تشبه طرق التدريس في المدارس الاخرى وبالمقابل لا تشبه اقساطها اقساط المدارس الاخرى ومجرد ذكر اسماء هذه المدارس في المجتمع كفيل بأن يخلق هالة اجتماعية من نوع خاص لدى من يدرس او يُعلم فيها او اعضاء مجالس ادارتها ومن يديرها وكفيل بأن يجعل لمديريها وادارييها مكانتاً وبرستيجاً اجتماعياً خاصاً ينافس الاخرين امثالهم بالمدارس الاخرى فهور يدرس النخبة من الطلبة الذين سيكونون بلا شك مسؤولي ادارة سلطة البلاد من حكومات وغيرها انهم طلاب الديجتل ولا مقارنة تذكر بينها وبين المدارس الحكومية او حتى المدارس الخاصة العادية فكثيراً ما نجد في المدارس الحكومية خاصة المستأجرة منها اكثر من صف في صف واحد وليس هناك سوى معلم او اثنين على الاكثر يدرسون كافة المواد ولا يوجد مقصف ملائم والمياه غير صالحة للشرب ولا يوجد ملاعب بمواصفات السلامة ولوح التدريس لا يزال بالطبشور الذي يملأ الصدور والجهاز التنفسي بغبار الجير وغالبية الطلاب لا يملكون ما يسدون رمقهم او حتى شراء دفاتر لهم وهناك نقص بالمعلمين بغالبية المدارس من اصحاب الاختصاص ولا تدفئة هذا واقع الحال اذاً هناك مدارس خاصة من الفئة الاولى قد اعطيت ترخيصاً عالمياً او مقلدة للمدارس الدولية العالمية بقصد والهدف من ورائها اعطاء التعليم المميز لتخريج النوابغ والقياديين المميزيين وهي في نفس الوقت استثمار جيد لاصحاب رؤوس الاموال حيث ان اقساطها مبالغ فيه مبررين اصحابها ان الزيادات خارجة عن ارادتهم نظراً لمستوى الخدمات والامتيازات المقدمة للطلبة ووجود مناهج اضافية غير المنهاج المقرر والمعتمد رسمياً كذلك الامر هناك تشجيع على الاختلاط المميز لخلق بيئة اجتماعية تفاعلية تشاركية بين ابناء اصحاب رؤوس الاموال والنخب السياسية المميزة فهم اصحاب القرار المستقبلي على ابناء الشعب الغلبان اي اننا بوجود مثل تلك المدارس المميزة نكون قد حولنا التعليم الى بزنس حيث التنافس قوي بينها وهناك تحدي بين اداراتها صاحبة النفوذ القوي فهناك اهداف سياسية واجتماعية وثقافية للجيل الجديد الذي يدرس فيها والتي تواكب التطور الحضاري والتقني والتكنولوجي وتبني عقلية ومنهجية تواكب الاتفاقيات الدولية حول رؤيتها للدين والشريعة الاسلامية واختيار القوانين والانظمة والتشريعات البديلة بالمفهوم المتحضر الجديد والمتداول عالمياً والتي اوجدها الخبراء والمفكرين الغربيين لتفكيك النسيج الاجتماعي خاصة بوجود طلبة من ابناء جميع جالية السفارات المختلفة والجنسيات العربية والاجنبية المختلفة انها مدارس وان كانت مميزة الا انها مثقلة بالمخاطر حيث تبني انسان مغاير ومخالف لطبقة الشعب فطلابها اصحاب لغات متعددة لا يستطيع ابناء الشعب حتى فهم ما ينطقون به من تشابكها واندماج الكلمات بعضها بالبعض ولغتهم العربية اصبحت سيئة وان معرفتهم بالقومية والتاريخ والجغرافيا ناقصة فهم من ابناء طبقة مجتمعية مميزة فهي لاصحاب الدخل المرتفع فقط ولا فرق بين حياة البيت التي يعيشونها خمسة نجوم واكثر وما بين حياة المدرسة اضافة للترفيه المميز الذي تقدمه هذه المدارس وهي بذلك خلقت جيل جاهز فكرياً واجتماعياً وثقافياً وليس لديه اي حماسة دينية ونقص في الحس والشعور بالوطنية على اعتبار ان العالم وطن واحد لكل الناس وهم جاهزين للتصدير الخارجي لتتلقفهم اصحاب الاجندات بالجامعات العالمية خاصة .


اي اننا امام فرز طبقي واضح وملموس فهذه المدارس أمنت الحياة المثالية التي يحياها ابناء الطبقة الارستقراطية عن ابناء الطبقة المتوسطة والمتدنية التي غالبيتهم يلتحقون اما بالجيش او الامن العام والوظائف الحكومية وغيرها والتي تؤمن مستقبلاً الحماية الخاصة لهم بحكم تسلمهم المناصب .


ان طلاب تلك المدارس المميزة قد اقتنعوا ان الأمان لهم ولمستقبلهم لا يأتي الا بالمال مهما كانت وسائل الحصول عليه كذلك هناك مشكلة التباهي بين الطلاب فمنهم من يتباهى ان والده يملك مالاً اكثر من غيره وهذا يتم التنافس عليه بينهم من خلال المصروف واثناء الرحلات التي تنظم لخارج البلاد بالاضافة لحالات الانانية وحب الذات التي سجلت عالمياً لهؤلاء الطلبة المميزون .


انها الخلطة السرية لمدارس النخبة والطبقة الراقية صاحبة البرستيج الاجتماعي المميز والذي انتشرت في غالبية الدول العربية بشكل واضح وملموس.


بالمقابل هناك مدارس اسلامية متخصصة تقوم بتدريس الديانة الاسلامية وفق رؤية متشددة سواء بالدول العربية او ما هو ممول من قبل العديد من الجهات الرسمية والغير رسمية بالدول الاجنبية فلقد وصفت الاوساط السياسية البلجيكية بخطورة المدارس الاسلامية الممولة من دول عربية اسلامية .


كذلك فلقد تم اغلاق مدرسة اسلامية مجانية في بريطانيا اتهمت بفرض ممارسات اسلامية متشددة كذلك واجهت تلك المدارس مواجهة من الجهات الرسمية فيما يتعلق بأهمية التخلي عن كل ما له علاقة بالمناهج الدراسية عن الصراعات التاريخية مثل الغزوات والحروب الصليبية والايات القرآنية والاحاديث النبوية التي تتحدث عن الجهاد وغالبية هذه المدارس ممولة ظاهريا ًاو باطنياً اي اننا امام قطبين في حال التقائهما سيخلقان شرارة لا يحمد عقباها على المدى البعيد .


ان التنشئة المدرسية والاجتماعية تلعب دوراً عظيماً وكبيراً في تشكيل سلوك الافراد وتحديد هوية المجتمعات .


لذلك يسعى المربون المؤهلون الى تحديد طرق التربية وتحديد مناهج الاصلاح في اطار الفلسفة التربوية المستندة على مناهج علمية وتربية اسلامية متوازنة ومعتدلة في تهذيب النفوس ومناهج واساليب بالمقابل لدى المدارس الاخرى لا تخرج عن القيم والاخلاق المجتمعية كل ذلك من أجل بناء مجتمع متماسك مدارس تعمل على تقويم الاخلاق وتهذيب النفوس ورعاية الجيل الناشيء ترفض الغلو والتهاون واللين المفرط وضوابط سوية وفق استراتيجية واضحة المعالم برؤية ومعرفة وافية المراحل للنمو الانساني علمياً وثقافيا ًودينياً لذلك نجد اهمية التوسط بين كل طرفين متقابلين لان الماء الفاتر لا حار ولا بارد يكون بعيد عن الصفتين اي التربية الوسطية والمستنيرة التي تتحلى بالاخلاق الرشيدة والرؤية السديدة ولقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ( اللهم انفعني بما علمتني وعلمني ما ينفعني وزدني علماً ) رواه الترمذي .



hashemmajali_56@yahoo.com








طباعة
  • المشاهدات: 21926

إقرأ أيضا

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم