09-11-2013 12:52 PM
سرايا - عندما حارب ابراهام لنكولن وقاد معركته لتحرير السود في الحرب الاهلية الامريكية كان هناك مفارقة ظاهرة وواضحة فعلى الطرف المقابل كان هناك بعض الزنوج السود الذين يرفعون بنادقهم في وجه من يسعى لتحريرهم وقتل اخوتهم للدفاع عن أسيادهم .
نعم كانوا يقاتلون مع اسيادهم ضد من يسعى لفك اغلالهم وتحريرهم من عبوديتهم وذلهم لقد اطلق على هؤلاء المنشقين وصف زنوج البيت فلقد تم تقسيم الزنوج حينها الى نوعين زنجي الحقل والمزارع وهو متمرد بطبعه يرمق سيده الذي يستغله ويستعبده بغضب وينتهز الفرصة السانحة حتى يصرخ بوجهه او يواجهه وهو يدع احقاده تنمو لتجتاح داخله ليصرخ ويثور بغضب ، اما النوع الاخر فهو زنجي البيت والذي يقبع دائماً بالقرب من سيده فإذا تكلم وقال منزلنا كبير وجميل فهو يعني بذلك منزل سيده فهو مدجن تماماً وسيده يملك زمام أمره لذلك قيل ان الاستعباد اما ان يكون بفعل قوة قاهرة فوقية تتغلب على الانسان لتجعله خاضعاً خانعاً لكنها بالرغم من ذلك كله لا تستطيع ان تتمكن من ذاته التي تظل تنشد حريته ويتحين الفرصة السانحة لاسترداد ما سلب منه وهناك من يرغب بأن يكون مستعبد بارادته والفرق بين النوعين شاسعا ً لذلك فأن غالبية شعوب دول الربيع العربي هي من صنعت حكامها بعد ان استكانت واستسلمت وسلمت زمام الامور طيلة عقود لرموز تلاعبوا بمقدرات بلادهم واستغلوا شعوبهم فالقهر لم يكن مصدره من خارج اوطانهم بقدر ما كانت شيم الكثيرين منهم المسلوبي الارادة والمدجنين وفقاً لما يخدم مصالحهم ويحقق لهم المكتسبات الشخصية والمكانة الرفيعة لذلك غالبية الشعوب التي انتفضت وثارت كانت ثورات على الذات اولاً ثورات على الأنفس الخانعة وعلى جينات الخضوع والخوف قبل ان تكون على الاوضاع المزرية اقتصادياً واجتماعياً .
ومن سنن الحياة منذ بدء الخليقة الدنيا في صراع ما بين الخير والشر ودائماً لا ينتصر الشر والباطل ويشيع الظلم الا بضعف معسكر الخير والحق فلقد كان من مسببات نزول الانبياء والرسل مبعوثين من قبل المولى عز وجل هو اعادة الناس من عبادة الاصنام او عبادة العباد الى عبادة رب العالمين والقضاء على الشر والفساد لقد كانت حكمة الخالق ان ارسل للناس بشراً من بينهم ليناصروا الضعفاء ويحقوا الحق .
وتصديقاً لقوله تعالى " ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم " صدق الله العظيم .
hashemmajali_56@yahoo.com