حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
السبت ,5 يوليو, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 20538

هاشم نايل المجالي يكتب : النخب السياسية .. تحالفها وتصادمها !!!

هاشم نايل المجالي يكتب : النخب السياسية .. تحالفها وتصادمها !!!

هاشم نايل المجالي يكتب : النخب السياسية  ..  تحالفها وتصادمها !!!

02-11-2013 10:41 AM

تعديل حجم الخط:

سرايا - من اجل فهم العمليات السياسية واتجاهاتها وشكل الانظمة بذاتها لا بد من فهم تكوينات المجموعات الاجتماعية المؤثرة بالانظمة وغالبيتها تسيرها سواء كانت هذه المجموعات طبقة او نخبة والتي تشكل في النهاية من فئات محدودة تمارس التأثير في السلطة مقابل مجموعات كبيرة من الشعب والذين يعتبروا انهم غير مؤهلين وغير متمتعين بالقدرة او المعرفة في النظام السياسي . 


ان تشكيل وانتظام المجموعات حول هدف واحد ( الثروة ، القوة ، السلطة ، المكانة ... ) تختلف من مجتمع الى آخر ومن فرد الى اخر وهذا يخلق تصنيف الى شريحتين مختلفتين المحكومين ( المظلومين ) واصحاب السلطة ( المتنفذين ) والمتنفذين هم الذين يعتبرون النخبة والاكثر اهمية لدى النظام السياسي وهي التي تمتلك القرار السياسي والنفوذ فبيدها الصلاحيات والابواب مفتوحة مع كل الجهات المعنية وصاحبة قدرة وتأثير ويتداولون فيما بينهم السلطة والمناصب .


المفكرون السياسيون يعتبرون وجود نخبة واحدة في المجتمع او في اي نظام سياسي يعني نهاية الحرية وهذا ما اعتبره ( آرون ) إن وجود نخب متعددة ومتنوعة مشتتة فهذا يعني اضطراب في النظام السياسي بسبب الصراعات التي من الممكن ان تنشأ بينها للصراع على القوة والنفوذ وغالبية مجموعات النخبة تكون اقلية او ان يتم اقتطاعها من عائلات كبيرة بشكل مميز وهي التي بسبب دعمها وحمايتها تتحكم بالاغلبية العظمى من الشعب اي انه يمكن اعتبار النخبة والاكثرية طرفي نقيض من الناحية المعرفية والقدرة .


فالنخبة تعتبر ان القوة مركزة في مجموعتها ( جماعة واحدة ) لديها مستوى معرفي والمام في ادارة الامور والتحكم بها اكثر من عامة الشعب بينما ترى الاكثرية ان القوة لديها إلا أنها بسبب تشتتها فانها ضعيفة وغير مؤثرة ولا تستطيع ان تؤثر على النظام السياسي في القرار لان قوتهم مشتتة وهناك صراع بينهم على من يريد ان يتولى القيادة لهذه الاكثرية وهناك من يعمل على تشتيتهم .


وهناك نخب دينية ونخب عسكرية ونخب اعلامية ونخب اقتصادية ونخب مالية ونخب سياسية ونخب عائلية وهي تختلف بقوتها وقدرة تأثيرها ومكانتها الاجتماعية حسب الانظمة السياسية واشكالها ومدى تطور مفهومها وادراكها للحاجة اليها .


فتجد الطبقة المتعلمة والمثقفة من عامة الشعب صعوبة في الوصول الى اي منصب سياسي او قيادي بسبب احتكار هذه المناصب او القرارات من قبل نخب معينة اي ان النخبة تعتبر بمثابة الباب الوحيد لاي شخص مهما كانت كفاءته للوصول الى المنصب والسلطة وعليه ان يضع الولاء والطاعة لها قبل كل شيء وغالبية الانظمة هي التي تقوي وتضعف هذه النخب فالنخب العسكرية في الدول العربية عندما استلمت السلطة ( مثل ليبيا ، سوريا ، .. ) استغلت السلطة كأداة لمحاربة المعارضة او كل من ينافسهم على السلطة أحزاب او جماعات دينية ليستمر الصراع ولكل نظام سياسي نخبته يستثمرها في مواجهة القوى الاخرى يقويها او يضعفها ويحركها كما يشاء وكيفما يريد .


وفي الانظمة ذات الصبغة الدينية تقوى النخب الدينية في السلطة وفي المجتمع فيكون لرجال الدين تأثير كبير يجعلهم مالكي السلطة كما حدث في مصر عند تولي محمد مرسي للسلطة كذلك في الجمهورية الاسلامية الايرانية يحكمها نخب دينية .


كذلك فانه بالولايات المتحدة الامريكية للنخب الاقتصادية تأثير كبير كونهم يملكون القدرة المالية للتأثير الاقتصادي كذلك فهم يملكون مؤسسات اعلامية ضخمة تكون مروجة لافكارهم وتوجهاتهم وايصال رسائلهم لاصحاب القرار كذلك مهاجمة منافسيهم .


وتتعدد النخب من دولة لأخرى وتعدد انواعها ومصالحها وطموحاتها السياسية والاجتماعية فاما ان تكون متحالفة كما في اسرائيل تحالف النخب الدينية والعسكرية او متصادمة تبعاً للمصالح المتضاربة مثل لبنان الذي فيه عدة نخب حاكمة ففيه النخب الدينية والعسكرية والسياسية والعائلية التقليدية والطائفية تتحالف مع بعض وتتصادم مع بعض تبعاً لمصالحها .


ففي معظم المجتمعات هناك مجموعتان الاولى مجموعة صغيرة وهي النخبة تمتلك مصادر القوة السياسية والاقتصادية والاجتماعية ولديها قدرة حسب معايير معينة تجعلها تدير المجتمع لخدمة مصالح خاصة ومصالحها الشخصية اما الثانية فهي المجموعة الكبيرة والتي تمثل عامة الشعب او الاغلبية وهي الطبقة المحكومة من قبل النخبة والمحرومة من الامساك بمصادر القوة السياسية او زمام الامور ومن هذه النخب من يفشل في ادارة الامور وخدمة السلطة العليا كما حدث في سوريا او تونس ومصر في عهد مبارك والتي عملت على احتكار كافة الامور الاقتصادية والسياسية والمالية والاجتماعية في يدها ولم تتنازل عن اي شيء لعامة الناس والتي منعت وحرمت اي فرد في المجتمع من دخول باب السلطة الا من خلالها وحسب شروطها وبقدر ما يخدم مصالحها تاركة هذه النخب المناصب الثانوية لافراد عامة الشعب كوسيلة لاغرائهم او استيعابهم او امتصاص غضبهم سواء كان هؤلاء الافراد ناشطين اجتماعياً او نقابياً أو غير ذلك .

hashemmajali_56@yahoo.com








طباعة
  • المشاهدات: 20538

إقرأ أيضا

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم