حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
السبت ,20 أبريل, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 15975

فيلم .. فلاح والبنزين

فيلم .. فلاح والبنزين

 فيلم ..  فلاح والبنزين

11-06-2008 04:00 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم :

 
 
((فلاح حزين.. سيارته ما فيها بنزين، وما معه يشتري علبة سردين..وقبل يومين .. وقف عند البياعين..قال بده بندورة وتين!! وشاف وحده شعراتها مسرحين.. قال الها بالنسبة لهالحلاوة من وين؟!!، نزلت من سيارتها وفي الحفاية صدغته كفين.. (أكل shit ) فلاح لما شاف زلام راكضين .. فمسك الكيسين.. وفكح وترك الولدين ..تايهين..ومش عارفين.. بيتهم وين.. رجع دوّر عليهم فلاح بين الضايعين .. دوّر ليلة كاملة ويومين..ظل يدور عليهم وارتفع البنزين .. وخلص البنزين..وخلص البنزين..بعد ما طاروا آخر دينارين..وهيك انتهى فيلمنا وصفقوا الحاضرين..وقالوا يامبدعين يامبدعين!!.)).  

 

وضع ثقافي مزري، وهذا أقل ما يمكن أن يقال عن زمن الانحطاط والتقهقر العربي هذا ، ويبدو أن تأثير العولمة قد فعل فعلا مضاعفا على الثقافة العربية،فقد تنبأ علماء نفس واجتماع وذوو اختصاص آخرون بخطورة الاتصالات وضخامة (ضخ) المنظومة الاعلامية الرأسمالية على سيادات الثقافات الانسانية المختلفة،لكن في منطقتنا العربية يزداد التأثير ،حيث اننا لم نفقد فقط سيادة ثقافتنا العربية بل ترسخت الهزيمة في بنى تفكيرنا وسقم خيال مبدعينا ونضبت أفكارهم ..وفقدنا المضمون وربما الشكل والهوية...

في هذه المقالة سأتحدث عن جانب واحد تعرض للاحتراق وتحول الى رماد، انه (الفن الدرامي )؛ هذا الفعل الثقافي الذي يمكن له أن يصبح سلاحا في مواجهة الآخر الغريب بسلوكه العدواني المتطور،   وليس يخفى على أحد أهمية (فيلم سينمائي) مثلا، ومقدار تأثيره على ثقافة وسلوك من شاهده، حيث نرى مقدار (الضياع) المتأتي من تقليد الغربي، الذي ترسخت صورته في ذهن الشاب العربي من خلال مشاهدته لفيلم آكشن أو رومانسي أو حتي وثائقي أجنبي،كثير من (الصرعات) أصبحت ترسو في أفكار وعلى (أشكال) البعض،وانتقلت الى التعامل الشخصي،حيث بتنا نرى في أكثر من موقع نرتاده في يومياتنا أصبحنا نرى أجيالا (ضايعة) لا نكاد نفهم حتى أحاديثهم (مخلوقات فضائية)..!

بعض الأعمال الفنية (العالمية) التي تحتل درجات متقدمة في سلم المشاهدة والبيع،وتنال جوائز عالمية ،تدور حول قصص (تافهة غالبا) إذا ما تمت مقارنتها مع القصص والأحداث الحقيقية التي تشهدها منطقتنا العربية، قد تجد عملا (عالميا) تدور أحداثه حول الحالة النفسية (لقط أو كلب) ،وتقوم الدنيا ولا تقعد (دراميا) ، ويخلص المشاهد أخيرا الى فكرة سرعان ما تثبت في ثقافته وممارساته،وهي ضرورة احترام (نفسية البساس والكلاب وسائر الحيوانات الأليفة أو المفترسة)، وهناك أفلام (الخيال العلمي) التي تفترض غالبا سقوط أحد الصحون الطائرة على الأرض (الأمريكية غالبا) ويخرج منه مخلوق (دموي) يحاول أن يفعل بالانسانية الأرضية الأمريكية فعلا شائنا ومثيرا..الخ،وهناك أفلام مكافحة الارهاب العربي الاسلامي الرجعي التي أصبحت شغلا شاغلا لدى هوليود وعقول الابداع والصهيوني ...

في المقابل نرى ونشاهد بل ونعيش أحيانا أفلاما عربية (محروقة) عن قصص تسامى فيها الخيال العربي ليصوب ماضيا كان بالأمس مشرقا فاض نوره وملأ الأرض، ناسين ربما أو متناسين أنهم لا يحتاجون لخيال ولا لعبقرية كي يوصلوا أكثر من رسالة انسانية للمشاهد العربي والعالمي،من خلال بركان (الدراما) الانساني الذي يجتاح كل الأراضي والفضاءات العربية،.. جيوش من شذاذ الآفاق ومن المرتزقة مدعومة بأسلحة القتل الفتاكة تحط على الأرض العربية،وتقوم بأبشع الجرائم الانسانية والكونية، وتخلف آثارا أعمق من عميقة في النفسية العربية ،وجيوش أخرى من العملاء وفاقدي البوصلة يدللون على الدم العربي في مزادات وبورصات الدم،ولا نرى عملا فنيا عربيا واحدا توثيقيا أو على طريقة (الآكشن) المقيم في أرضنا، يحاول مجرد ذكر ما يجري من ملاحم اسطورية انسانية في كل شارع بل بيت عربي..!!.

أمر يبعث على مزيد من الاحباط ويعبر عن حالة من الانحطاط لا ينفع معها حديث ولا كتابة، متى ينهض هذا المبدع   العربي ويبدأ بإرسال نبضاته الانسانية للمستضعفين والمنتظرين في طابور المقصلة ..؟!.. هل أصبحت هذه الأرض قاحلة فعلا ومهجورة من السكان حيث لا صوت ولا صدى لآهات الجرح العربي النازف ولا حتى بمجرد (فيلم غير محروق)..!! نريد عملا ابداعيا جديدا بعد رائعة   (شو بتقول؟؟؟؟؟؟ عواد حرق المصنع !!!!!) ،فهذه أعمال غير منطقية الآن هل تعرفون لماذا؟، لأنه (خلص البنزين..خلص البنزين).  


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 15975
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
11-06-2008 04:00 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
برأيك.. هل طهران قادرة على احتواء رد فعل "تل أبيب" بقصف بنيتها التحتية الاستراتيجية حال توجيه إيران ضربتها المرتقبة؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم