حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الأحد ,6 يوليو, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 7235

في الخروج عن المألوف السياسي

في الخروج عن المألوف السياسي

في الخروج عن المألوف السياسي

12-04-2010 04:00 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم :

 
 
 كلنا يعرف أن الإنسان هو هوية ووطن معاً , فأنت بلا وطن لا شيء والوطن هو هويتك .والانتساب العاطفي لوطنك هو عنوان حياتك وأصل هويتك .., فلذلك راهنت الحركة الصهيونية على فصل الإنسان الفلسطيني عن أرضه بتهجيره بعد تدميره وتقتيل أهله أمام عين الدنيا وعين نفسه !
 وجاء بعد ذلك خلق بعض الشخوص ليتناوبوا على نصرته بالباطل وتجييش العالم ضده من حيث دس السم بالدسم ، وبالطبع يبقى المكان والإنسان اللذان احتضناه ومهدا له سبل العيش ليحيا في كرامة وتأهيل بانتظار مستقبله المحقق في العودة ، يبقى هذان في قلب الهدف لأنهما جزء لا يتجزأ من نصرته وتقويته فيتكالب عليهما المنظرون ليصطادوا الفريقين بحجر واحد .
 وهنا يبدأ دور الشخوص المتنورين بالإعلام والمضيئين على الليل البهيم بكلمات حق يراد بها باطل كبير، لخلق كل الصعوبات أمام المشاهد المتفرج على الشاشات كمن يحك له على جرب لقاء تسنم هؤلاء لمنصة الكلام والتحليل والتنظير المسطح . وعليه وأمام دهشته وجوعه للانتقام من أي طرف في غياب النصر على أعدائه القتلة ، وسعادته الغامرة لأفواه الردح والشتم والتخوين والتجريح ، أن يسعد ويهلل ثم يلتهم السم ببالغ اللهفة !! أما الفلسطيني المتأردن إلى حين ، والقابض على جمر اللجوء مهما طال تأردن هويته ، فهو يعلم علم اليقين أن هويته ليست متعلقة بالأرض والبيت والشجرة الأردنية ، ويعلم علم اليقين أنه مهاجر في ساحة أنصار مهما طال الزمن واستدار المدار ، فلا هوية ولا رقم وطن ولا قوشان بيت وحقل ومزرعة وجدار ووظيفة ومنصب واجب ، يمكن أن تنسيه أنه عائد !! قلنا ولم نقل بعد أنه ولا قبر خارج حلمه العائد يمكن أن يبعده عن فلسطين مهما بلغ حجم الدم الجاري على بوابات الظلم والعسف والتقتيل ، ولن ننسى التقصير العربي ، فالأردن الذي يدفع ثمن رخاوة العرب تجاه مقدساتهم وتجاه عروبتهم ، ويحتضن الفلسطينيين بشعار ودون شعار بالأخوة ، ويخجل من تكرار نظريات الوحدة والدم الواحد ، هذا الأردن يستحق من الفلسطيني بالذات صحوة الصرخة : لا نقبل بالأردن وطناً بديلاً عن فلسطين !! وليس من اجل قداسة القضية ورائحة أريحا وزيتون نابلس وعنبالخليل ، بل من اجل الحفاظ على هويتين لوطنين شقيقين لا نرضى أن أن نستمر بالقول وطن واحد وهوية واحدة ، وشعب واحد .
هي شعارات فيها الصدق وفيها الحقيقة الناصعة وواضحة وضوح الشمس بالمحبة والدم واللحمة نعم ، ولكنها مع الأيام العسيرة وتلويح العدو بالراحة والحلقوم الأردني بدل حلاوة النبي موسى ، باتت الحالة مظلة للاسترخاء والاستقرار وصدق الأخ التوطن بالجوار فاشترى ونام وباع ومد الذراع !! ومن الواجب أن يستيقظ الفلسطيني في كل بقاع الدنيا أمام مرآته الناصعة النظيفة التي يعتز بأن وجهه فيها يصرخ كل ثانية أنا فلسطيني !! فهل تكسرت المرآة التي يرى جبينه فيها تعلوه الكوفية السوداء المرقطة بالسواد ؟؟ والحداد والزمن الأغبر ؟؟ لا أظن أن فلسطينياً واحداً في الدنيا يغط في راحة بال ، ولا أظن أن فلسطينياً فقيراً أم موسراً ينسى أن للأردن عليه ديناً في الرقبة يحز غفلته إلى يوم الدين ، بأن الوطن الذي حباه المحبة واللحمة والنصرة يستحق منه الأكلة والالتهام والتوطن !!
هناك إلى غربي النهر فلتكن عيون الفلسطينيين مبحلقة متوهجة باتجاه حقول وماء وبحر وبيت وأرض ومسجد وكنيسة في فلسطين ! وهناك ليكن الشكر والعرفان لأنصار الأردن الشهداء على فلسطين ، فلا علينا من لحمة الدم واللحم حين يكون رد الجميل والجزاء التهام أرض الحبيب والتوطن فيها ونسيان فلسطين !! فلتهب أيها الفلسطيني قوياً فوق مظلة المؤامرات والاستقواء الأمريكي بحجة حقوق الفلسطينيين في الأردن ، والإسرائيلي بالإبعاد والطرد والتهجير .
 وبحكم الحلم العربي القومي في الضفة التوأم للغربية ، يقول الفلسطيني والأردني بصوت واحد : لا شرقية ولا غربية ، وحين يقول ذلك يطلع له بعض الموتورين يرشقونه بالسهام ويتهمونه بالتنطع للتوطن الأبدي ، من يدري فمن يستطيع من الأحرار أن يقول غير ذلك ؟؟ لا شرقية ولا غربية !! فهل من الواجب ان يدفع الطرفان ثمن هذا الشرف العربي الواحد والقلب اللاحم بالدم الواحد ؟؟ إن الموتورين المحدقين في أجهزة مذيعي بعض الفضائيات لا يعرفون ما معنى الأبد ، فلربما كان الأبد في مفهوم الفلسطيني والأردني الشريفين التوأمين يومين أو سنة واحدة لا تطلع عليها شمس السنة التالية ، أو هو يوم قيامة الحق بالعودة قبل أن يكمل التوطين دورته الشهرية !!








طباعة
  • المشاهدات: 7235
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
12-04-2010 04:00 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
ما رأيك بأداء وزارة الاستثمار برئاسة مثنى الغرايبة؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم