سرايا - هناك عالم اسمه ( الاوف شور ) (off shore ) ويعتبر ملاذ للتجارة العالمية لكبار الزعماء واولادهم وحاشيتهم وكبار رجال الاعمال وشركات متعددة على اعتبارها الملاذات الآمنه وتعتبر نصف الاصول المصرفية وثلث الاستثمارات للشركات متعددة الجنسية تمتد عبر ( الاوف شور ) وتلك الاماكن لا توفر فقط تهرباً من الضرائب بل ايضاً توفر السرية التامة والهروب من القواعد المالية التنظيمية وتستقبل الاموال المنهوبة والجريمة والاموال الغير نظيفة واموال الجريمة .
ويضم العالم حوالي ستين منطقة اختصاص تتميز بالسرية مقسمة الى اربع مجموعات اولها الملاذات الاوروبية وثانيهما المنطقة البريطانية التي تتممركز في ذاستي اوف لندن ( حي المال بلندن ) والتي تمتد هذه المناطق في انحاء العالم وتتشكل بدون اي احكام عليها في بريطانيا اما المنطقة الثالثة فهي منطقة بؤرتها الولايات المتحدة .
اما المنطقة الرابعة فتضم بعض الاماكن الغربية التي لا تندرج ضمن اي مصنفات معتمدة مثل الصومال واورغواي وهذه لم تحقق نجاحاً كبيراً .
اما اعضاء منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية وبخاصة بريطانيا والولايات المتحدة وعدد من الملاذات الاوروبية الكبيرة وهم رعاة لنظام الاوف شور ولقد قدرت في احدى السنوات الماضية شبكة العدالة الضريبية ان الاثرياء من الافراد من مختلف البلاد يحوزون ما قيمته 12 تريليون دولار من الثروة في ملاذات الاوف شور منهم زعماء عرب وحاشيتهم وتعتبر هذه الارقام ربع الثروة الكوكبية باكملها .
فلا يمكننا فهم الفقر في كثير من الدول النامية من دون فهم الاوف شور ( off shore ) ولقد حجب ال ( off shor ) الكثير من التدفقات المالية عن الدول النامية وهذا هو العالم الحديث بحلته الجديدة .
وهي شركات ذات رؤوس اموال مهاجرة تتهرب ضريبياً اما المقر الرئيسي ل ( off shore ) فهو الولايات المتحدة حيث يعتبر استقبالها للاموال المنهوبة على انها جرائم ترتكب خارج امريكا حيث يتم اجراء ترتيبات خاصة مع البنوك من اجل ذلك مثلاً الكثير من الزعماء العرب السابقين والمسؤولين اموالهم موجودة هناك وتم التحفظ عليها بعد ان فقدوا سلطتهم او قتلوا او سجنوا .
كذلك تعتبر سويسرا من اكبر مستودعات الاموال القذرة في العالم حيث استضافت في احدى السنوات 2 تريليون دولار .
والكثير من المنظمات الدولية للشفافية والمساءلة تطالب بأنه آن الآوان ليبدأ النقاش العالمي الموسع حول هذه الملاذات الضريبية الآمنة التي تؤثر في حياة الشعوب اياً كان وجودها ويؤدي الى افساد الانظمة والسياسة والعدالة كما يعمل على استدامة اقتصاد اجرامي واسع النطاق وذو سلطة وعلى خلق ارستقراطية من الشركات المالية والاشخاص لا تخضع للمحاسبة او المسائلة وهو عالم من الحصانة الفاسدة والتواطؤ الاجرامي الدولي بجوار عالم من الفقر ويعتبر هذا الاسلوب بمثابة السيطرة السياسية الجديدة في العالم من خلال ما تمارسه مافيا تهريب الاموال عبر الملاذات الضريبية الآمنة او ما يسمى ب الاوف شور ( off shore ) وهذه تولد قناعة تامة لدى الشعوب بأن هناك ثمة ما هو فاسد في النظام الاقتصادي العالمي وتعبير ال ( off shore ) يطلق على بعض الجزر القريبة من الداخل الاوروبي مثل جزر البهاما وجرسي والكايمان والتي كانت جزء من مستعمرات سابقة .
وتتمتع ظاهرياً باستقلال عن البلد الام بينما هي مرتبطة عن كثب بالعواصم المالية والسياسية الكبرى وتعتبر من اهم الملاذات المالية الامنة لايداع الاموال المنهوبة وللزعماء وغيرهم وتضمن سرية المودعين ولا تخضع اموالهم للضريبة وذكر تقرير مكتب المساءلة الحكومي الامريكي عام 2008 ان 83 شركة امريكية كبرى لها فروع في الملاذات الآمنة وتخسر البلدان النامية مئات المليارات سنوياً بسبب التهريب المالي مما يسبب نزيف لا يقدر بثمن للشعوب وهناك جزيرة فرجين البريطانية والذي لا يتعدى عدد سكانها 25 الف نسمة تستضيف اكثر من ( 80 ) الف شركة .
فيما تصارع الشعوب من اجل لقمة العيش وسط ظروف من عدم المساواة المرهقة والظالمة ومن الجدير بالذكر ان كثير من هذه الاموال قامت الحكومة الامريكية باستغلالها للخروج من ازمة بنوكها والازمة الاقتصادية الخانقة التي مرت بها .


hashemmajali_56@yahoo.com