24-08-2013 10:52 AM
سرايا - قصة من قصص علم الفراسة لقد كان هناك في احد الازمنة السالفة ملكاً مشهوراً بعدله وحبه لشعبه وحب شعبه له وكان عنده وزير مسؤول عن شؤون الدولة وبعد ان تناهى لمسمع الملك ان شؤون الشعب في تراجع وهناك تذمر وعدم ارتياح لادارة الوزير قرر الملك اخذ الوزير بجولة ميدانية لتفقد احوال الرعية فتوقفا عند رجل عجوز ( كبير السن ) كان جالساً امام منزله ودار الحديث التالي بين الملك وهذا العجوز .
الملك ... السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يا ابي
العجوز ... وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الملك ... وكيف حال الاثنين
العجوز ... لقد اصبحوا ثلاثة
الملك ... وكيف حال القوي
العجوز ... لقد اصبح ضعيفاً
الملك ... وكيف حال البعيد
العجوز ... لقد اصبح قريباً
الملك ... لا تبع رخيصاً
العجوز ... لا توصي حريصاً
كل هذا المشهد من الحديث دار بين الملك والعجوز والوزير واقف بجانبهم لا يفقه شيئاً منه ولقد اصابته الدهشة والريبة والصدمة ثم مضى الملك ووزيرة في جولتهم وعندما عاد الملك الى قصره سارع الوزير الى بيت العجوز ليستفسر منه مغزى الحوار فهو مثل الاطرش في الزفة يريد الوزير ان يعرف عن الذي حدث امامه وعندما وصل منزل العجوز طلب من العجوز توضيح معنى الحوار ولكن العجوز قال للوزير بما انك تغدق بمال الدولة على المقربين منك والمحسوبين كي لا يشكوا حال الامور للملك فانني لن اتكلم الا اذا اعطيتني مالاً .
فأعطاه الوزير مالاً فقال له العجوز فأما بالنسبة للسؤال الاول فان الاثنين هما الرِجلين فلقد اصبحوا مع العصا التي احملها واتعكز عليها ثلاثة .
وفي السؤال الثاني فأما القوي فهو السمع وقد اصبح ضعيفاً فأما السؤال الثالث فان البعيد فهو النظر وقد اصبح نظري قريباً ( ضعيفاً ) .
وعندما سأله الوزير عن السؤال الاخير امتنع العجوز عن الاجابة حتى اعطاه الوزير مزيداً من المال فقال العجوز ان الملك كان يعلم انك سوف تأتي إليّ لتستفسر مني عما حدث بيني وبين الملك لانه يدرك تماماً انك لم تفهم شيئاً من لغة الملك مع شعبه ويعلم الملك انني سوف اوضح واشرح لك ذلك فلذلك فلقد اوصاني بأن لا اعطيك مفاتيح الكلام الا بعد ان احصل على كل ما اريد لانه يعرف انه ليس عليك رباط يلزمك بالدفع وها قد حصلت على ما اريد .
وبعدها مضى الوزير وهو مبهور بما حصل معه وبعد ان تكشفت كافة اوراقه امام الملك الذي أحس ان شعبه اصبح يتعكز على العصا وسمعه وبصره ضعيف وأحواله من سوء الى أسوء وشعر الوزير بخطئه ليعيد حساباته ويجري عليها تعديلاً ويخصص اياماً للقاء ابناء الشعب وزيارات ميدانية غير مبرمجه وممنهجه تمدحه وتمجده وليتلمس احتياجاتهم كي يتجنب احراج الملك له وكشف الملك لحقائق الأمور .