بقلم : شروق برهم

مع إحترامي الشديد لشخصك الكريم ولجميع كتاب صحيفة الرآي، لا يسعني إلا أن أرد على مقالتك المجحفة التي نشرت اليوم تحت عنوان "دراسة وكلام فارغ" والتي تزامنت مع كمية كبيرة من ردود الأفعال "السلبية" إتجاه فوز الفنان الفلسطيني محمد عساف بلقب "آراب أيدول".

لك يا أخ أحمد أقول، أولاً، محمد عساف لم يرم كتبه المدرسية ليتدرب على المقامات الشرقية وغيرها، بل واصل تعليمه الجامعي بالرغم من الظروف الصعبة التي يعيشها كما أن عمر مشوار محمد عساف الفني يتجاوز ثمانية عشر عاما كان يشارك خلالها "مجاناً" بالمناسبات الوطنية ليقاوم الاحتلال بالكلمة واللحن دون ان يكون ذلك على حساب تحصيله الأكاديمي وتربيته الدينية الملتزمة.

ثانياً، لقد ظلمت أبنائك بإرساء مفاهيم خاطئة في أذهانهم عن طرق الوصول للشهرة والمال متناسياً موضوع الموهبة التي قد لا يمتلكونها سواءً أكان أصغرهم يشبه ريفالدو و إن كان أكبرهم لا يشبه محمد عساف او عبد الحليم لذلك أرجو أن لا تزعج جيرانك بإطلاق "اوووف" من حناجر أبنائك،تنمية المواهب واجب على الأباء بشرط وجودها أصلاً !!

ثالثا، العبر المستفادة من قصة نجاح محمد عساف التي يجب ان نوصلها لأبنائنا جعله قدوة في الأخلاق والمثابرة والدراسة مهما قست الظروف،أما للبقية الباقية من الكتاب الذين تسابقت أقلامهم التي تقطر سلبيةً لا حبراً ولأولئك الذين تعالت حناجرهم بالهجوم الغير مبرر على محمد عساف أقول، لم يدَع محمد عساف يوما انه حرر فلسطين، والسؤال الذي يفرض نفسه بقوة هنا "لو فاز المصري أو السورية هل كانت فلسطين تحررت؟!"
أليست فلسطين جرح العرب أجمعين؟ أم أن عساف وحده مطالب بتحرير الأقصى؟ أم أن الشعب الفلسطيني محظور عليه الفرح ومواهبه ممنوعة من الظهور؟ أوليس الكفاح بالقلم والكلمة واللحن كما السلاح؟ ألم يناضل محمود درويش بقلمه؟ كفانا سلبية وهجوم ونقد هدَام "فعلى هذه الأرض ما يستحق الحياة" لكم تحديدا يا معشر الكتاب، ما هذا التناقض الفاضح أليس سلاحكم قلمكم وسلاح عساف حنجرته؟

لماذا تحرمون على عساف ما حللتموه لأنفسكم لسنين طويلة؟ الى ضمائر العرب اجمعين، ألم يفرحكم أن نشاهد غزة الجريحة للمرة الأولى منذ سنوات تحتفل بدل أن تقصف أمام أعيننا؟،ألم يفرحكم مشاهدة الكوفية بدلا من جثث شهدائنا ولو لمرة واحدة؟ ألم يفرحكم أن نرى العلم الفلسطيني مرفوعا بدلا من مشاهدتة يحتضن جثامين الشهداء؟ الجواب ترجمته الغالبية العظمى من شعبنا العربي الى 67 مليون صوت لكي تولد موهبة حقيقة من رحم المعاناة، موهبة تستحق الفوزعن جدارة بغض النظر عن الهوية والقضية، لكل هولاء أقول سلمت يمناكم وهنيئا لنا بدموع الفرح وزغاريد امهاتنا.

علي الكوفية يا عساف وفرح ربعك "اللي ما أنجنو"، غني للعرب والوحدة والأقصى والشهيد والأسير،غني للحب ولفلسطين ولسوريا والعراق ولبنان...مبارك عليك وعلينا...بتستاهل يا محبوب العرب...

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا