21-03-2010 05:00 PM
في حضرة معلم أردني ... في يده طبشورة .. في عقله علم .. في قلبه وطن .. بين يديه نور دون مصباح فهو المصباح .. يا الله كم التصق بالسبورة وكم خط بالطبشورة !.. في يده طبشورة كلما تلاشت تكاثرت ذراتها في رئتيه ، المسؤول الكبير يعاني من ألم بصدره سببه السيجار الكوبي ، أما معلمي فألم صدره سببه طبشور وطالب كسول يعتقد ولي أمره أنه شطور .. يا معلمي الفاضل .. يا صاحب الفضل أستأذنك أن أدخل محرابك .. اسمح لي أن أكون بحضرتك .. اسمح لي أن أعتذر لك فنحن المقصرون والناكرون للجميل ، فقد نسينا أو تناسينا - لا أعلم – أنك أنشأتنا وبنيتنا وعلمتنا الرماية وعندما أشتد عودنا رميناك ، فذلك التلميذ الذي زرعته بيديك غرسةً منتجةً في بستان الوطن أصبح مسؤولاً .. أصبح صاحب قرار وكان قراره أن ينظّر عليك وأن ينكر حقوقك ! معلمي الفاضل يتلعثم لساني وأنا بحضرتك فبهاؤك وهيبتك تربكني ولكنها تدفئني .. صدرك باتساع أرضنا فهل تستطيع أن تغفر ذنبنا وخطئنا بحقك ؟ خيرك علينا بعدد حبات قمحنا فهل تعذرنا أننا بخلنا بخيرنا عليك ؟ صلب أنت كصخرنا في وادي رم .. مقدس أنت كنهرنا الأردني .. معلمي الجميل سواء كنت طليق الذقن أو حليقها والله رائحة عرقك الكريم تحيينا وتنعشنا أكثر من عطورهم الباريسية .. تلاميذك تعلموا منك كيف يكون النجاح فبنوا القصور وتركوك بغرفتيك القديمتين , وركبوا الهمر وتركوك تركب قدميك المتعبتين من الوقوف أمامهم أيام تلمذتهم على يديك ، زادت أرصدتهم في البنوك وأنت زادت أرصدتك من الأمراض فكل معلومة كنت تزرعها فيهم كنت تهديهم معها قطعةً من روحك وجزءاً من صحتك .. المعلم عالم ولحوم العلماء مسمومة فأرجوك يا معلمي الفاضل سامحنا حتى لا يتسمم وطننا الذي علمتنا كيف نعشقه وكيف نفتديه ، واعفُ عنا فهؤلاء الذين لم يعطوك قدرك الكبير لم يقرؤوا التاريخ ولم يعلموا أن حضارة الأمم وعظمتها تبدأ من المعلم وتنتهي به ، معلمي الفاضل هم لا يعلمون أنك لن تفرط بحقوقك ليس لأنك – معاذ الله – تتصف بالطمع بل لأنك لن تستطيع تعليم تلاميذك أن يتمسكوا بحقوقهم إذا أنت فرطت بحقوقك .. فأنت القدوة لهم بالقول والفعل .. سيدي ومعلمي أنت أعطيت وأعطيت وأعطيت فوالله مهما برروا لن أفهم لماذا لا يعطونك بعضاً مما أعطيت ؟! وأنا أعلم لو أنهم فعلوا ذلك لما طلبت النقابة .. ولأنهم لم يفعلوا فالنقابة حق لك لتنتزع حقوقك ممن كانوا يوماً تلاميذك ويرتجفون من هيبتك وجلال العلم الذي يزينك كما أفعل الآن وأنا في حضرتك .
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
21-03-2010 05:00 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |