بقلم : محمد ربابعه
بعيدا عن العواطف الملتهبة والمشاعر المليئة بالحزن والألم تجاه ما يحدث في سوريا وليس دفاعا عن حسن نصر الله, لابد أن نكون واقعيين قليلا مع أنفسنا وان نعترف بصراحة أن حسن نصر الله يؤدي الوفاء الذي كان لابد من الالتزام به ويرد الجميل والعرفان تجاه سوريا قياده ونظاما.

ومن يتذكر أحداث حرب تموز في عام 2006 عندما قامت إسرائيل وما تمثله من قوه وطغيان بإعلان الحرب على حزب الله في لبنان,وقد استمرت هذه الحرب أكثر من ثلاثون يوما وهو زمن طويل وفقا للتوقيت العسكري وقد استخدمت إسرائيل كل ترسانتها العسكرية ما عدا السلاح النووي, وهناك تقارير تقول أنها استخدمت أسلحه تمثل نووي مصغر بحيث أنها عندما كانت ترمى هذه القذائف على منطقه سكنيه أو تجمع سكاني كانت تحرقه بالكامل بشرا وحجرا وشجرا, وكلنا رأينا كيف صمد حزب الله أمام هذه القوه العسكرية الغاشمة وكانت سوريا هي الدولة ا لوحيده التي وقفت وساندت حزب الله في هذه الحرب حتى أن إسرائيل هي التي طلبت وقف هذه الحرب.

ألا يمثل هذا انتصارا لحزب الله وهو ما اعترفت به جميع الجهات السياسية والعسكرية في إسرائيل وكذلك ما أكده كل من كان مراقبا ومتابعا لها إلا الجانب العربي الذي ما زال مصرا على أن هذه الحرب هي هزيمة للبنان وحزب الله والعرب وهذا أمر طبيعي أن يكون هذا الرأي من أمه تتصف بالأمة المهزومة وستبقى هكذا حتى تتغير العقول والقلوب , نعم والله إننا مهزومون فكرا وقولا وفعلا وان الله تعالى يقول (أن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم )صدق الله العظيم , ولست هنا للكلام عن حزب الله بقدر ما هي توضيح للأمور فقط .

كان واجبا على حزب الله أن يقف مع سوريا في هذه الحرب القذرة والمخطط لها مسبقا والمدعومة بالمال وبالسلاح من أصحاب المال وكلنا نعرف أن هناك الآلاف من المسلحين قد دخلوا إلى سوريا عبر الحدود المختلفة ومدججين بكل أنواع السلاح ,من أدخلهم وكيف دخلوا ومن الجهات التي تدعمهم وتقف ورائهم أليس هناك مؤامرة صهيونيه أمريكية عربيه تجاه سوريا ثم نهاجم سوريا لماذا سمحت لحزب الله بالقتال إلى جانبها أمر غريب وعجيب هذا, ما يحدث في سوريا هي حرب منظمه بين طرفين طرف معتدي وهو ما يمثل الاستعمار القديم الجديد مدعوما بالمال العربي وطرف آخر معتدى عليه هو سوريا وهذا وفقا لتعريف القانون الدولي .

سوريا لم تقصر عندما أرسلت جيشها إلى الكويت ووقفت إلى جانبه عند احتلال العراق له قبل عشرون عاما وبدل من أن تقدم الكويت الجميل والعرفان وقفت مع الجانب المعتدي, أو أن تقدم له المال من اجل فك الحصار عنه وهذا اقل شيء على الكويت أن تقدمه,ولكن ما حصل أن الكويت سحبت سفيرها من سوريا وقطعت العلاقات معها وساندت المقاتلين للدخول إليها وقدمت لهم المال والسلاح, من هو أفضل موقف حزب الله الذي اتصف بالوفاء لمن سانده ولا الكويت التي تنكرت لهذا الجميل والعرفان نعم أن سياسة سوريا كانت حكيمة عندما عرفت مسبقا أن الدول العربية لا يعول عليها بالأزمات وان عليها اختيار من يكون أهلا للدعم والمساندة في وقت الضيق والارتباط معه وهذا ما حصل فعلا .

نحن لسنا مع القتل والتشريد وسفك الدماء وانتهاك الحرمات في سوريا ونحن ضد من يفعل هذا وأيا كانت الجهة التي تقوم به ولكن علينا الاعتراف أن هناك من أراد شرا بسوريا وتم التخطيط له بدقه متناهية وعمل على إخراج الصورة المأساوية التي نراها وعلينا أن نعتبر مما يحدث هناك وأن نكون على وعي وإدراك تام لمواجهه من يريدون شرا بالبلاد والعباد .

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا