25-05-2013 09:30 PM
سرايا - بسم الله الرحمن الرحيم
عظم الله أجرك يا جامعة الحسين .
في هذا اليوم الأحد الموافق : 26/5/2013 م ينتهي عزاء جامعة الحسين بن طلال ، على أثر مشاجرة ـــ حسبي الله العظيم على من تسبب فيها ــ ، حيث تحولت هذه المشاجرة إلى معركة ، كانت ضحيتها أربعة أشخاص قد قتلوا ظلما بدون ذنب ، أو جريرة اقترفوها . إن موضوع القتل ، أصبح من الأمور العادية ، التي يتساهل به كثير من الناس ، فقتل الأنسان عندهم ، أهون عليهم من قتل حيوان أليف .
هؤلاء الذين يركبون معنا في سفينة المجتمع ، يقدمون في بعض الأحيان على قتل مسلم أو أكثر ، لكنهم أما يقرأون قوله تعالى : ( ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما ) النساء / 93 .
أما يسمعون قول الرسول ــ عليه السلام ــ ( لزوال الدنيا أهون على الله من قتل مؤمن بغير حق ، ولو أن أهل سمواته ، وأهل أرضه ، اشتركوا في دم مؤمن ؛ لأدخلهم النار ) صحيح الترغيب .
وقوله ــ عليه السلام ــ ( من أشار إلى أخيه بحديدة ، فإن الملائكة تلعنه ، وإن كان أخاه لأبيه وأمه ) .
ونظر ابن عمر ــ رضي الله عنهما ــ يوما إلى الكعبة فقال : ( ما أعظمك وأعظم حرمتك، والمؤمن أعظم حرمة عند الله منك ) رواه الترمذي .
بعد كل هذا ، أيكون هناك إنسان على أرض الوطن ، يفكر بالقتل ، ، بعد أن سمع التهديد والوعيد من رب العالمين ؟
إن ما حدث في جامعة الحسين ، مرفوض بشرعنا الإسلامي ، ومنبوذ في أعرافنا وعاداتنا وتقالدينا وقيمنا وأخلاقنا . لقد مرت جامعة الحسين بن طلال ، بمحنة مريرة، وتجربة عصيبة ، تتطلب من الجميع ، أن يـقلبوا صفحة الماضي ، ليبدأوا بصفحة المستقبل ؛و ليكتبوا فيها شعارا مفاده : ( لا مشاجرة بعد اليوم ) ، وسيكون أبطال منع المشاجرة هم : كل من يعمل في الجامعة : أساتذة ، وموظفين ، وطلابا ، والحرس الجامعي ، مع دعم من نواب ، وأعيان ، ووجهاء ، وشيوخ المحافظة ، لإدارة الجامعة حتى تصبح قادرة على تطبيق أنظمة وتعليمات الجامعة على كل طالب يسعى لإثارة الفوضى ، وزعزعة الأمن ، والاستقرار في الجامعة .
واما الرسالة التي أوجهها إلى العقلاء من نواب وأعيان وشيوخ ووجهاء المحافظة ، فهي الحذر من المتسلقين الذين يحرصون على إثارة الفتنة واستمرارها ، حتى يحصلوا على منافع شخصية ، ومكاسب فردية ، وهم مكشوفون للجميع . فالفتنة تريك الحق باطلا ، والباطل حقا .
كما أذكر عشائر المحافظة بوجه عام ، وعشائر الحويطات والبادية، وعشائر معان بوجه خاص ، ان الدين يجمعنا ، ولا يفرقنا ، قال تعالى : ( المؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يامرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ..).
وأما الرسالة التي أوجهها إلى الجهات الرسمية ، فهي أن الملك حسين ــ رحمه الله ــ عندما سمع بمشجارة اندلعت في الجامعة الأردنية عام : 1996 م قطع زيارته ، وعاد فورا من أمريكا إلى أرض الوطن ؛ ليصلح بين الأطراف المتنازعة في الديوان الملكي، تحت إشرافه .
والرسالة قبل الأخيرة ، أوجهها إلى شيوخ ووجهاء الأردن من جميع المحافظات ، واخص بالذكر وجهاء محافظة معان الذين كان لهم الفضل العظيم ــ بعد الله ــ في تهدئة النفوس ، وتطييب الخاطر ، مما كان له الأثر الطيب في تخفيف المصاب ، ورأب الصدع .
واما الرسالة الأخيرة ، فهي إلى ذوي المصابين من الشمال إلى الجنوب ، حيث نقول لهم جميعا : عظم الله أجركم ، وأجزل الله ثوابكم ، وللشهداء الذين قتلوا ظلما، فلهم الرحمة والمغفرة من رب العالمين ، ولهم منا ثواب سورة الفاتحة عن أرواحهم الطاهرة .
عميد كلية الآداب في جامعة الحسين بن طلال
أ . د . غالب محمد الشاويش
26/5/2013 م