حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
السبت ,5 يوليو, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 33621

هاشم المجالي يكتب : العهر السياسي .. والاستغلال الديني .. ؟؟؟

هاشم المجالي يكتب : العهر السياسي .. والاستغلال الديني .. ؟؟؟

هاشم المجالي يكتب : العهر السياسي  ..  والاستغلال الديني  ..  ؟؟؟

20-04-2013 11:50 AM

تعديل حجم الخط:

سرايا - العهر السياسي تعبير يستخدمه بعض الساسة لوصف مواقف البعض الاخر ، تعبير لطالما سمعته وقرأته ولم اتوقف كثيراً عنده ولكن اليوم وفي ظل الهجمة الشرسة التي يتعرض لها وطننا وشعبنا من قبل زمرة من الشيوخ المتملقين الذين اعتادوا المنابر لتجييش الشعب ضد وطنه وامنه واستقراره بحيث اصبح هذا العهر السياسي المغلف بالدين هو استغلال ديني ليأخذ صفة متلازمة لاقوالهم وافعالهم بلغت فيها درجة الخداع والتضليل والتحليل والتحريم والفتاوي التي لا تستند على اي اساس ولا على مرجعية دينية سمحة ، فتاوي من نسج الاحلام والخيال لدرجة يعجز القلم واللسان عن وصفها وكان من الاجدر وفي ظل الهجمة الشرسة التي يتعرض لها الوطن العربي ان تكون دعواتهم الى رص الصفوف والالتفاف حول قيادة عربية موحدة لمواجهة ما يحاك لأمتنا العربية الاسلامية من هجمات غربية صهيونية تستهدف الدين والارض والعرض لفرض املاءات ليس بمقدور امتنا بعد الذي حل بها ان تقاومها كان يجب ان تكون دعواتهم لاتخاذ مواقف مشرفة كريمة تليق بهذا الوطن وشعبه وتاريخه البطولي والنضالي وان يكون سبباً للترفع عن الاحقاد وتصفية الحسابات والنكايات والزعرنات السياسية والاستغلال الديني والتربص بالاخرين وان تكون اسلحتنا السياسية والدينية وغيرها موجهة جميعاً نحو مواجهة ما يحاك للوطن من مؤامرات .
ولكن للاسف اصطفاف البعض من ابناء جلدتنا في خانة ومربع ما يهدف ويرسم له الاعداء من فتنة يريد منها ان تفتك بنا لا يمكن السكوت عنه ، وكأنها حرب اهلية يقودها طابور الشيوخ بوسائلهم المتعددة وكأنهم وكلاء المصلحة الوطنية المعتمدون من قبل الشعب وباطنها ضرب الجبهة الداخلية وقتل معنويات شعبنا عبر الاكاذيب والخطب الرنانة والاحباطات واليأس كما تزين لهم انفسهم المريضة وصولاً لرضى اسيادهم واولياء نعمتهم ، فهل هناك اي مجال لمهادنتهم بأسلوبهم الا بكشف اوراقهم وبيان حقيقتهم وتعريتهم والى ماذا يهدفون فلن نجعلهم يبيعون ويشترون الوطن وسيبقى صوت كل الوطنيين الشرفاء فليحيا الوطن وامنه واستقراره فقبل اعوام لم يكن دخان جثة محمد بوعزيزي قد انقشع من الافق كان الربيع في بدايته والجماهير منتشية بمفرداته ولا تسمح لاحد بانتقاده او التحذير منه ولا رأي اخر الا ما يوافق شعاراتهم ولأن هذا الربيع قام في دولة عربية اسلامية فقد كان الكثير من ابناء الشعوب العربية الاسلامية يرقب وينتظر ماذا سيقول علماء الاسلام اصحاب الثقة عنه وليس اهل القصص والباحثين عن الزعامة والمناصب الخلافية مع اعلامييهم المأجورين وغيرهم .
فخرج العديد من هؤلاء العلماء الاسلاميين اصحاب الثقة للتحذير من هذا الربيع لابعاده ما بعد التغير وللفتن التي ستحصل من بعده ان لم يكن مدروساً وموزوناً حتى لا يؤول في البلاد ما لا يحمد عقباه .
فجن جنون العديد من اصحاب الاجندات الدينية والمتشددين الطامحين للزعامة ليجيشوا الجماهير وليتعلق الجمهور حول شيوخ التويتر المأجورين الذين رسموا الاحلام الوردية محاولة منهم لكسر مصداقية علماء الاسلام الموزونين اصحاب الثقة وتصويرهم على انهم خارج الزمان ، من اجل ذلك قاموا مشتركين بتأسيس روابط خاصة بهم وتنسجم مع افكارهم واهدافهم وليكونوا على تنسيق مشترك بالطرح الذي يغازل مشاعر الجماهير ويجيشهم وتسوقهم بنفس الوقت على انهم القادة المنتظرين لتحقيق احلام الشعوب .
وها نحن نشاهد القرضاوي ومن على المنبر ليقول مخاطباً الجماهير اينما كانوا ليقول ثوروا وفي رقبتي دماءكم ( وانتم على معرفة ودراية من هو القرضاوي واهدافه ومن هم اسياده ) فصفق الناس له ولما يقوله حتى بدأت الامور تنكشف شيئاَ فشيئاً عن الادوار المغلفة بنوايا سيئة تملأها الاموال والشهوات والرغبات والشخصنة لتحقيق مآرب عدوانية لدول مستقرة تريد الاصلاح والتغير الملائم والمتناسق مع التطوير لتلبية رغبات شعبها وطموحه ومتطلباته وفي منآى عن الاخلال بالأمن والاستقرار والخوض في مواجهات أهلية من شأنها الخراب والتدمير ، لقد ثبت الحق واختفى علماء الجماهير اصحاب الاستغلال الديني بعد ان تكشفت الغايات من وراء ذلك ومن وراء الدعوة للتغير لتبرز قوة متطرفة في العديد من دول الربيع العربي تبحث عن سلطة اشد ديكتاتورية واشد مطلب للهيمنة والمكاسب الشخصية واكثر عدوانية للدول المجاورة والصديقة والمحبة هؤلاء الذين يدعون انهم علماء اسلاميين طبلوا لحرق بوعزيزي لنفسه ، وقالوا انها نار تحرق الطغاة واقاموا عليها المؤتمرات والندوات واستهزأوا بمن قال انه انتحار حُكمه واضح لتختفي تغريدات تقديس النار وسكتت منابر تشريع الانتحار ، فهل تغيرت النار ام الشخص ام الزمان .
لقد كان هدفهم التغرير بالجماهير ليصوروا لهم ان الربيع بطولة ونجاة بهذا الاسلوب لينقلوه من بلد لآخر .
تحية للعلماء الاسلاميين الموزونين علماء الثقة والكلمة الخالصة الحقه فهم والله اهل حق لا اهل جماهير وشهرة وخطب رنانة ولا نزكيهم على الله .
فعلى شيوخنا اصحاب الثقة الخالصة اينما كانوا الصمود امام هؤلاء المرتزقة وعليهم ان يصمدوا امام قول كلمة الحق والتحذير من الذين يدعون للفتنة من اهل الهوى ، فهناك فرق كبير بين علماء الثقة وبين شيوخ المنابر المنقادة والتي تعمل على تجييش الجماهير للاخلال بالامن والاستقرار الذي لا يزيد الا سوءاً وهلاكاً للشعب وللوطن انهم اتباع القرضاوي وعلى ملته وهم على طاولة اسيادهم يتفقون ويتوزعون الادوار لتنفيذ الاجندات الموكلة اليهم .
وان كان هناك مطلب للتغير والتطوير والاصلاح فيجب ان يكون اقرب الى الواقعية والعقل لا الذي يضع الدولة في مهب الريح وليس بالمنطق الخطابي لان الشعب يبحث عن الانفتاح والتطور الذي يهيئ له الرخاء والتنمية والبناء والعدالة وتحسين في مستواه المعيشي لا ان نعمل من اجل الفوضى والاخلال بالامن وان نبتعد عن التطرف فقد شبعنا وشبع العالم العربي من هذا التطرف والتعصب الاعمى والذي يلغي ادوار الكثيرين من القوى الوطنية الموزونة التي تعمل باتجاه التغير والتجديد المدروس وان نحتكم للمنطق والى الواقع وحتى لا نفقد البوصلة لتحديد الاتجاه السليم لمسيرتنا المستقبلية لغدٍ مشرق وليس الى درب الهاوية .



hashemmajali_56@yahoo.com








طباعة
  • المشاهدات: 33621

إقرأ أيضا

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم