16-04-2013 12:38 PM
سرايا - البعض منا يقاوم تغير حياته للأفضل والأحسن فهو يفضل الوضع المألوف لديه اكثر من الوضع الغير مألوف او غير الذي اعتاد عليه والذي ستفرزه عملية التغير فهو يظن خطأ ان الوضع المألوف هو الوضع الآمن والمستقر وبالتالي يغريه ذلك على عدم القيام بعملية التغير وبلوغ اقصى اهدافه في الحياة .
فلماذا نقاوم التغير ... نقاوم التغير لأننا نتوقع السيء من الامور وان يسير التغير في غير صالحنا او يترتب عليه وضعاً اسوء مما كنا عليه في السابق .
على اعتبار ان وضعنا الحالي قد تكيفنا معه وألفناه واعتدنا عليه فماذا لو كان وضعك الحالي لا يحقق لك طموحاتك بل يورثك التعاسة والالم ويجعلك ترى الحياة من نافذة ضيقة ومحدودة فتصبح حبيساً كطائر في قفص ذهبي يقدم له كل يوم طعامه وشرابه ويشعر بالامن بالرغم من وجود شعور داخلياً لديه بالالم يخبره ان العالم واسع وارحب وبه الكثير من الخيارات وفرص النجاح الوفيرة ، وانه يحبس نفسه حتى الان في اوهام الامان الزائف ان خوفنا من الفشل في عملية التغير يبعدنا عنه كذلك خوفنا من النجاح فيه .
اذ انه قد يترتب على هذا النجاح مهام ومسؤوليات زائدة ومتطلبات جديدة علينا القيام بها ونحن نرى ان ذلك عبئاً قد لا نستطيع مواجهته .
علينا ان نعلم ان الخوف عدو النجاح والانجاز ، فعلينا ان نكتشف ذاتنا القوية لا المتخاذلة ويقول ابو القاسم الشابي ( ومن يتهيب صعود الجبال يعِش ابد الدهر بين الحفر ) والحكمة ان نعرف مالذي نريد ان نفعله والنجاح في التغير يحتاج الى تضافر كافة الايدي والتنسيق والانسجام والتناغم .
فإذا توقفنا عن البحث فأننا سنتوقف عن العيش لاننا بعدها سنعيش في الماضي ولن يكون هناك اي نمو لمستقبل مشرق .
عندما نتجاهل كل التغيرات التي تحصل من حولنا ولا نبالي ولا نغير اتجاهنا فسوف ننتهي من حيث بدأنا ، ان سألنا فسوف نحصل على الاجابة وان بحثنا فأننا سنجد ما نريد وان طرقنا الابواب المغلقة فأنها سوف تفتح لنا ، فإن الرحلة الحقيقية لاي بلد هو ليس فقط برؤية الجديد بل هو ايضاً برؤيا جديدة ان يتغير بعضاً مما يحمله عقلنا من فكر لصناعة رؤية جديدة تواكب التطور والتغير لتغير نمط حياتنا نحو الافضل .
فلماذا نغتال الفكر بعيون الماضي ولماذا نرى كل شيء بزينة الماضي ولماذا نلبس عرائس مستقبلنا بملابس الماضي ولماذا يتحتم علينا ان نرى مستقبلنا بعيون الماضي لماذا ننظر للجديد بأعيننا القديمة بأعين اعتدنا عليها ، فلماذا لا ننظر للجديد بأعين جديدة .
المتفائلين ينظرون لنافذة التغير كأمر يأتي المفيد منه كفتحة امل لحياة جديدة ، اما المتشائم فينظر لنافذة التغير كأمر يسيء لحياته القديمة لذا فانه يعمل على اقفال هذه النافذة بكل ما يملك من قوة ان لم يكن ذلك باليد فإني اجد انه من الأفضل ان تكون بالعقل .
فكل شيء يتغير حتى خلايا جسمنا تتغير ولربما كان هذا المنعطف والتغير الذي نطمح اليه هو الحياة وهو الطريق نحو مستقبل مشرف لنا ولأجيالنا .
ان اعظم التغير هو التغير المقصود الواعي النابع من التأمل والارادة والشعور بالمسؤولية الوطنية والولاء والانتماء لهذا الوطن من اجل النهوض به .
ولقد جاء ذكر التغير في كتاب الله قال تعالى " ذلك بأن الله لم يكُ مغيراً نعمةً انعمها على قوم حتى يغيروا ما بأنفسهم وان الله سيمع عليم " الانفال .
وان يكون التغير بقناعتنا ووفق اسس واستراتيجيات مدروسة وضمن مراحل والتغير عملية مستمرة تأخذ ابعادها تحت عناوين كثيرة كالاصلاح والتطوير او التصحيح والتغير يحتاج الى الكثير من اصحاب المعرفة والخبرة والصدق والامانة والقدرة على مواجهة تحديات التغير الداخلية والخارجية والقدرة على تخطي الخوف والخوف من مواجهة موقف جديد والخوف من الاخطاء فالاخطاء ليست فشلاً بل تحولاً لاتجاه جديد ونتائج جديدة .
مع ترتيب لكافة القوى الداعمين لتحقيق التغير المنشود وفي التغير ابداع وعلينا ان نصبر لان ثمر التغير يأتي لاحقاً ولنحذر من انه ستكثر الاشاعات والاقاويل والمقاومين له والمحبطين لعملية التغير مما يعمل على وجود اجواء غير مستقرة ( الازمات ) وبالامكان موجهتها بكل عقلانية وطرح المعلومة الموثوقة ومن خلال مهارة التفوق في التعامل مع التغير .
والتغير يعني الانتقال من الاسلوب القديم بالعمل الى اسلوب اكثر تطوراً واكثر شفافية بالتعامل اي الانتقال من المألوف الى الغير مألوف والفارق بينهما هو الفترة الانتقالية التي تعتبر المفترق الذي يتعلم المواطنين عنده كيف يودعون الماضي ويرسمون المستقبل .
hashemmajali_56@yahoo.com